ممثل منظمة" الفاو": مصر نجحت فى تحقيق أمنها الغذائى.. الدكتور حسن جادين: عادات المصريين الغذائية "سيئة".. ويؤكد: 38% من الأطفال يعانون من السمنة و28% من سوء التغذية.. والأنظمة الزراعية الحالية تهدر المياه

تعد مشكلة الأمن الغذائى هى من أهم التحديات التى تواجه مصر حاليا، و على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التى تواجه مصر، إلا أن منظمة الفاو العالمية، قد أكدت على أن مصر قد استطاعت تحقيق تقدم كبير فى مجال الأمن الغذائى، وزيادة إنتاجيتها فى العديد من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح.

 

"اليوم السابع" التقى الدكتور حسن جادين، ممثل منظمة الاغذية والزراعة "الفاو " فى مصر والتابعة إلى الأمم المتحدة، فى حوار حول مجال الأمن الغذائى فى مصر، وبرامج التنمية المشتركة فى هذا المجال.

 

بداية.. هل نجحت مصر فعلا فى تحقيق أمنها الغذائى.. وما هى أهم التحديات الآن ؟

 

نعم.. مصر استطاعت تحقيق أمنها الغذائى، فلا يوجد جياع فى مصر ولكن يوجد مشاكل وتحديات أخرى مثل سوء التغذية والسمنة، وهما مشكلتان رئيسيتان ومن المشاكل المزمنة فى مصر، فالنظم الغذائية والعادات الغذاية فى مصر نظم سيئة تحتوى على سعرات حرارية كبيرة جدا تؤدى إلى السمنة، فهناك 38% من الأطفال المصريين مصابون بالسمنة، ومصر تحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم فى السمنة، فى حين هناك 28% من الاطفال فى مصر يعانون من سوء التغذية، فظهرت مشاكل كبرى مثل مشاكل التقزم عن الاطفال والسمنة عند الأمهات وكلها بسبب النظم الغذائية والعادات السيئة فى الأكل المصرى، فمصر من أعلى دول العالم فى استهلاك الطعام مرتفع السعرات الحرارية.

 

كيف يمكن التغلب على مشاكل سوء التغذية و السمنة فى مصر ؟

 

منظمة الفاو بالتعاون مع منظمات عالمية أخرى ستقوم بتنظيم ورشة عمل الأسبوع القادم فى البرلمان الأسبانى يضم ممثلى من البرلمان المصرى، وذلك لوضع أليات مواجهه السمنة و سوء التغذية، لتوعية البرلمانين حول أهمية مواجهه المشكلات الغذائية، حيث يتطلب الامر استصدار تشريعات قانونية جديدة من خلال البرلمان المصرى، لغلزام شركات الصناعات الغائية فى مصر، لكتابة تفاصيل قيمة السعرات الحرارية على ظهر كل منتج غذائى.

 

وتابع: البرلمان المصرى له دور كبير فى هذا الأمر، فالطعام الآن فى مصر يباع بدون جدول يوضح القيمة الغذائية لكل منتج و السعرات الحرارية الخاصة به، وهو أمر ضرورى للقضاء على السمنة وسوء التغذية، ويتم حاليا التنسيق مع وزارة الخارجية التى تدعم المشاركة فى هذا المؤتمر جدا، كما تم التنسيق مع لجنة الزراعة فى البرلمان المصرى لحضور ممثلين بورشة العمل.

 

ما هى نسبة الفاقد من الطعام فى مصر ؟ وكيف يمكن التغلب على ذلك ؟

عالميا.. ثلث كمية الطعام التى تنتج فى العالم يتم فقدانها نتيجة لسياسات خاطئة، وفى مصر هناك ممارسات زراعية خاطئة من الزراعة إلى ما بعد الحصاد حتى وصول المنتج إلى المستهلك يؤدى إلى فقدان كميات كبير من المنتج الغذائى، فمثلا مصر تفقد 50% من إنتاج الطماطم و 45% من منتج العنب نتيجة تلك الممارسات الخاطئة، والاسماك من 25% إلى 35% فاقد.

 

ومنظمة الفاو قامت بتنظيم دورات تدريبية وتوعوية للفلاح للقضاء على تلك الممارسات الخاطئة، من التعبئة والنقل، وتم تنظيم برامج توعية كبيرة للتقليل من فقد الطعام فى المواسم الدينية الكبيرة مثل شهر رمضان بالتعاون مع بنك الطعام، و يتم حاليا مراجعة خطة مصر الاستراتيجية فى مجال الغذاء 2030 لوضع اليات للقضاء على تلك المشكلة.

 

ماذا عن تحديات نقص الموارد المائية فى مصر ؟

 

 مصر تعانى من مشكلة كبيرة فى إهدار المياه فى الأنظمة الزراعية الحالية، فمصر تستخدم نفس الأنظمة الزراعية من 7 سنوات، فى حين أن العالم متغير، وهناك أنظمة زراعية أكثر حداثة قد ظهرت وتعمل على ترشيد استهلاك المياه، ولابد لمصر أن تبدأ فى استخدام أليات لترشيد استهلاك المياه، خاصة فى ظل الزيادة السكانية الكبيرة، والتى تقدر بنحو 2 مليون فرد سنويا، وفى ظل نقص نصيب الفرد من المياه الذى بدأ فى الانخفاض منذ تمانينيات العام الماضى حتى وصل إلى الى 570 متر فى العام، وهى نسبة قليلة مقارنة بالمعايير العالمية التى تصل إلى 1000 متر مكعب فى العام.

 

وهناك مشروعات تقوم بتنفيذها منظمة الفاو حاليا بالتنسيق مع وزارة الزراعة و الرى المصرية فى مجال زيادة موارد المياه والاستغلال الأمثل لكل قطرة منها، وتطبيق تكنولوجيا حديثة فى زراعة بعض المحاصيل لتوفير المياه.

 

 

والمنظمة ضد توفير المياه لاستطلاح أراضى زراعية أخرى، حيث سيؤدى ذلك إلى استمرار المشكلة وهى نقص نصيب الفرد، وبرامج منظمة الفاو تستهدف ترشيد استخدام المياه فى المجال الزراعى، حيث تستهلك مصر 90 % من مياه النيل فى مجال الزراعة، فى ظل وجود أنظمة زراعية قديمة تهدر المياه، ولابد من إعادة ترتيب أولويات استخدام المياه فى مصر.

 

وما هى المشروعات المشتركة بين المنظمة ووزارة الزراعة فى مجالات ترشدى المياه؟

 

هناك تعاون مشترك مع وزارة الزراعة المصرية، لتوطين الممارسات الزراعية الجيدة، حيث يتم حاليا تنفيذ 4 مشروعات فى مجال ترشيد استخدام المياه فى الزراعة، ومجالات الطاقة الشمسية " البحيرة و أبو المطامير"، ومشروع المليون ونصف فدان، وكلها مشروعات ممولة من منظمة الفاو.

 

ماذا عن وضع المياه الجوفية فى مصر ؟

 

هناك خزان كبير للمياه الجوفية فى مصر، ولكن لابد من وضع سياسية انضباط للسحب منها حتى لا تنضب المياه، و قد تم إنشاء وحدة لزيادة إنتاجية المياه من منظمة الفاو بالتنسيق مع وزارة الرى، للحد من انخفاض كميات المياه فى الخزان الأرضى للمياة الجوفية فى مصر، فى ظل الاستمرار فى استخدامه بمعدل سحب كبير يصل إلى 200 متر مكعب فى الساعة، حيث لابد من وضع سياسية انضباط فى الزراعة، و إعطاء الفلاح حصة يومية محددة من المياه للزراعة،

ويتم تنفيذ مشروع عن حصاد المياه حاليا فى مدينة مرسى مطروح ممول من الاتحاد الأوروبى، يهتم بالحفاظ، واستغلال مياه الأمطار والسيول، من خلال حفر خزانات لتجميع مياه الأمطار والسيول، وإعادة استخدامها فى النواحى الزراعية وتربية الثروة الحيوانية.

 

هل هناك تعاون مصر فى مجال التغييرات المناخية ؟

نعم.. يتم حاليا دراسة مشتركة بين منظومة الفاو و الجهات المسؤلة بالدولة المصرية، لبحث إنشاء وحدة للإنذارالمبكر بالأمطار، بالإضافة إلى بحث تنفيذ مشروعات كبرى فى سيناء لتوطين البدو، وتوفير فرص عمل لهم و التوعية بسبل الاستفادة من مياه الأمطار والسيول.