هالووين مين ده احنا المصريين.. اتعرف على "شركة المرعبين المصرية غير المحدودة".. "الشمامة" وحش الأطفال الذى لا يعرف أحد ملامحه.. السلعوة رعب التسعينيات ذو الأصول الفرعونية.. وروح عرائس النيل تعود فى "أم الشعور"

أساطير رعب مصرية
أساطير رعب مصرية
كتبت سارة درويش

وسط مجموعة من الأصدقاء جلسنا، نتبادل الاعترافات المضحكة والغريبة والطريفة حتى عدنا باعترافاتنا إلى سنوات الطفولة، ظن أحدنا أنه سيعترف بأكثر فكرة حمقاء سيطرت على خيال طفل لسنوات طويلة، وسلبته النوم ساعات وساعات: "كل ما أنام كنت بحس إن فى وحش هيسحبنى من رجلى لو خرجت من الغطاء"، ننفجر جميعنا فى الضحك ونندهش من أننا تقاسمنا نفس الخاطر المرعب دون أن نعرف كيف زرعت هذه الفكرة فى رؤوسنا ولا كيف سيطرت علينا حتى سن الشباب.

لم يكن لهذا الوحش القابع عند أطراف سريرنا أصل نذكره من قصص الأهالى المرعبة كـ"الشمامة" ولا "أبو رجل مسلوخة" ولا "النداهة"، ولكنه سكن العقل الباطن لأجيال كاملة، وربما لا يزال مسيطرًا على أذهان الأطفال إلى الآن ويخشون أن يفشوا سره كى لا يهاجمهم.

صورة للأمريكى Joshua Hoffine المتخصص فى صور الرعب
صورة للأمريكى Joshua Hoffine المتخصص فى صور الرعب

على عكس هذا الوحش الغامض الذى زار كوابيس جميع الأطفال تقريبًا دون أن نعرف له اسمًا هناك العشرات من الوحوش والمخلوقات الخيالية التى استوطنت أذهان المصريين وأثارت فى نفوسهم الرعب لسنوات طويلة، والتى تنوعت بين تلك الوحوش التى ابتكرها الأهالى منذ قديم الزمن لتأديب أطفالهم وتخويفهم ولكنهم يعلمون جيدًا أنها خيالية، وتلك التى ارتبطت بتراث شعبى من الرعب وأسطورة لا يعرف أحد سرها إلى الآن. وربما إلى جانب هذه الأساطير تبدو لنا كل أيقونات الرعب الغربية فى "الهالووين" مضحكة وغير مخيفة.

 

أساطير الطفولة.. الشمامة وأبو رجل مسلوخة وأمنا الغولة

لا يمكن أن نحكى عن الرعب دون أن نبدأ بتلك الأساطير المرعبة التى غرست فى نفوسنا منذ الطفولة والتى ابتكرها الأهالى لتخويف الأبناء وإجبارهم على الطاعة دون الكثير من الجدل والمناقشات، وخصصوا وحشًا لكل مهمة، فـ"الشمامة" هى ذلك المخلوق الأسطورى الذى يتولى عقابك إذا أهملت تنظيف فمك وأسنانك قبل النوم. ولم يحددوا لها شكلاً وإنما تركوا كل طفل يرسمها بخياله، هم فقط تحدثوا عن حاسة الشم القوية التى أكسبتها اسمها، والتى تدل على مهمتها الليلة، فهى تزور الطفل أثناء نومه لتشم فمه وتتأكد من نظافته وإذا لم تجده نظيفًا ستعاقبه. لم يتحدث الآباء أبدًا عن عقاب الشمامة وهذا جعله أكثر رعبًا بالنسبة للأطفال فكان التهديد الأكبر أن "تشمك الشمامة" دون أن يعرف أحد ما يمكن أن تفعله بك.

أقرب صورة تخيلتها للشمامة ماذا عنك
أقرب صورة تعبر عن الشمامة كما أتخيلها.. ماذا عنك؟ 

أما "أمنا الغولة" و"أبو رجل مسلوخة" فتتغير أدوارهما أحدهما يعاقب من لا يطيع والديه والآخر يأكل الطفل إن لم يتناول طعامه، وأحيانًا يقبعا أمام باب المنزل إذا فكر الطفل فى المغادرة، أو فى الغرفة التى يحظر على الطفل دخولها.

ولم يوضح الأهالى شكل الوحشين أيضًا ولكن هناك بعض الملامح المتفق عليها فى كل منهما، فأمنا الغولة هى امرأة فظة ضخمة ذات شعر أشعث كثيف، أما أبو رجل مسلوخة فيتخيله الأطفال رجلاً متوحشًا يعرج بإحدى قدميه ومستعد لالتهام أى طفل، على الرغم من أنه فى الأسطورة الأصلية كان طفلاً. وتقول أسطورة "أبو رجل مسلوخة" إنه ولد بتشوه فى إحدى قدميه، وهو ما دفع والدته لإخفاءه سنوات طويلة عن الناس وفى المرة التى خرج فيها مع والدته شعر الأطفال بالرعب منه فغضب منهم وأصبح يخطفهم ويقتلهم.

 

السلعوة.. رعب أصله فرعونى تجدد فى التسعينيات

فى نهايات التسعينيات كانت الأسرة تلتف فى المساء أمام التليفزيون فى موعد مقدس لمشاهدة برنامج "حديث المدينة" الذى كان يعرض قصصًا وحوادث مشوقة ومهمة إلى جانب حوار مع أحد المسئولين.

وفى أحد الأيام تحدث البرنامج عن ظهور السلعوة فى بعض المدن والقرى فى مصر. وبدأ الناس يتحدثون فى كل مكان عن السلعوة ووصفوها بأنها مخلوق مرعب يجمع صفات الذئب والكلب والثعلب ذات سرعة فائقة ومكر شديد وقدرة مرعبة على الاختفاء، وتهاجم الناس بضراوة فتقتل وتصيب العشرات ولديها جرأة تجعلها تقدم على مهاجمة الناس فى البيوت أيضًا.

صورة سلعوة مقتولة
صورة سلعوة مقتولة

لم يعرف وقتها أحد أن الكثير مما تردد عن السلعوة مرتبط بأسطورة قديمة ترجع لعهد الفراعنة، حيث كانوا يقولون إن هذا المخلوق يحرس المعابد الفرعونية وينتقم ممن يدنسها.

اللافت، وفقًا لبحث أجراه "إياد العطار" مؤسس موقع "كابوس" للرعب العربى، أن هناك تشابها كبيرا بين أسطورة السلعوة المصرية والعديد من الأساطير حول مخلوقات بالصفات نفسها مع اختلافات طفيفة فى التاريخ العربى القديم والتاريخ الغربى أيضًا، فكانت السلعوة فى التاريخ العربى تظهر فى الصحراء ولديها القدرة على خداع ضحاياها والظهور فى شكل امرأة جميلة قبل أن تظهر على حقيقتها وتفترس الضحية.

ولفت "العطار" إلى أن الجاحظ كتب عن "السعلاة" فى كتاب "الحيوان"، وقال إنه اسم واحدة من نساء الجن تفتن الرجال قبل أن تفترسهم.

 

الحيوانات تسيطر على أساطير الرعب الفرعونية
 

لم تكن السلعوة هى الأسطورة المرعبة الوحيدة فى عصر مصر الفرعونية وإنما كان هناك الكثير من الوحوش الأسطورية فى التاريخ المصرى القديم غالبيتها لحيوانات كـ"أبو فيس" الذى تخيلوه فى هيئة تمساح بوجه قبيح أو ثعبانًا برأس إنسان أو ثعبانًا ضخمًا. وفى شكل التمساح أيضًا تخيلوا الوحش "أميت" الذى كان له فكى تمساح وجسد فرس نهر وأسد.

أميت
أميت

 

الوحش أميت
الوحش أميت

 

جرافيك لشكل أبو فيس
جرافيك لشكل أبو فيس

 

أبوفيس كما تخيله أحد الرسامين
أبوفيس كما تخيله أحد الرسامين

 

"النداهة" أشهر أساطير الرعب فى الريف المصرى

على الرغم من قدم أسطورة السلعوة وغيرها من الأساطير المرعبة إلا أنها لم تكن معروفة على نطاق واسع مثلما عرفت قصة النداهة التى خرجت من الريف المصرى.

صورة تعبيرية ـ النداهة
صورة تعبيرية ـ النداهة

وتصف الأساطير النداهة بأنها امرأة فاتنة شديدة الجمال تظهر ليلاً فى الحقول المظلمة وتختار رجلاً من القرية تناديه باسمه مرة بعد أخرى حتى يأتيها مسحورًا ويتبعها إلى المجهول، وفى الصباح يعثرون عليه مقتولاً أو مذهولاً. وفى بعض الأساطير هى لا تختار الرجل وإنما تنادى من يصادفها.

حقل
حقل

وفى أسطورة مشابهة للنداهة تتعرف على "أم الشعور" التى تقوم بنفس ما تفعله النداهة بالضبط ولكنها تسكن فى ماء النيل، ويمكنها أن تسير فوق الماء وتخطف أى رجل يمشى بالقرب من ضفته لتغرقه فى الماء. ولكن الفارق بين "النداهة" و"أم الشعور" هو أن الأخيرة تبدو من بعيد جذابة لكنها ليست جميلة وإنما تحمل وجهًا قبيحًا وشعرًا طويلاً جدًا وأظافر طويلة كذلك. ونظرًا لأنها لا تظهر إلا فى ماء النيل فقد ربطت الأسطورة بين "أم الشعور" وبين "عروس النيل" التى كان قدماء المصريون يلقونها فى النيل لجلب الفيضان.

لوحة لفنان يابانى تشبه وصف الأساطير الريفية لأم الشعور
لوحة لفنان يابانى تشبه وصف الأساطير الريفية لأم الشعور
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الشوط الأول.. المصري يتقدم على طلائع الجيش 1-0 بأقدام صلاح محسن (فيديو)

تعادل سلبي بين بيراميدز والإسماعيلى فى الشوط الأول بدوري Nile

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

دبلوماسى أمريكى: إيران تبحث عن حلول طويلة الأمد لتفادى أى مواجهات عسكرية مستقبلية


إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

26 شهيدا بنيران قوات الاحتلال فى غزة منذ فجر اليوم


الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

محمد مكي يحذر لاعبي المقاولون من ثنائي الزمالك قبل مواجهة الدوري

سموتريتش: نتنياهو يدعم ثورة الاستيطان بالضفة الغربية

موسكو تعلن استعادة 84 جنديًا روسيًا فى عملية تبادل أسرى

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

ترتيب هدافي الدوري المصري قبل انطلاق الجولة الثانية.. دغموم متصدرا

ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

الإعدام شنقا للمتهم بقتل زوجته حرقا فى الشرقية

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

مزيج بين السماوي والذهبي فى قميص الأهلي الثالث للموسم الحالي.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى