المستشارة الألمانية تعلن دعم مصر بـ500 مليون يورو.."ميركل" فى مؤتمر صحفى مع السيسى: مصر شريك هام ونتعاون فى العديد من الملفات ..الرئيس :ناقشنا زيادة الاستثمارات ومشكلات الشرق الأوسط وسعداء بعودة السياحة

الرئيس عبد الفتاح السيسى وانجيلا ميركل

برلين - محمد الجالى

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018 06:56 م

أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ، دعم بلادها للإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة المصرية ، معلنة عن تقديم الشريحة الثانية من الدعم الذي تقدمه ألمانيا لمصر والذي تبلغ قيمته 500 مليون يورو.

وقالت "ميركل" في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السيسي عقب مباحثاتهما في برلين اليوم، الثلاثلء، أن ألمانيا تدعم مصر في مواجهة النمو السكاني وتحقيق توقعات الكثير من الشباب المصري في الحصول على تعليم جيد ، مشيرة-على سبيل المثال- إلى برامج تعاون عديدة بين مصر وألمانيا من بينها برنامج 100 مدرسة ، مؤكدة أنه يعكس تعاون مكثف مع هيئة "DAAD" ، بالإضافة إلى تحقيق شراكة قوية في مجال التعليم العالي ، مشيرة الى أن هناك تحديات متعلقة بالإرهاب سواء في شبه جزيرة سيناء أو في دول الجوار مع مصر وخاصة فيما يتعلق بالحدود الكبيرة مع ليبيا.

1 (1)

وقالت ميركل ، إن ملف لبيا احتل جزءا من المباحثات وكيفية الوصول إلى حلول للأزمة الليبية، مؤكدة دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة. وأشارت إلى أن المباحثات تناولت أيضا ملف الأزمة السورية ، كما تم تبادل وجهة النظر حول حلول هذه الأزمة.

وأوضحت "ميركل" أن الأعوام القادمة ستشهد دورا مهماً لمصر في ظل توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي، كما أكدت أن مصر تعد شريكا هاما في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية ، مشيرة إلى أن المباحثات تناولت نجاح مصر في تأمين حدودها البحرية بشكل هائل ومنع خروج مهاجرين غير شرعيين من الحدود البحرية المصرية إلى دول أوروبا رغم وجود لاجئين من دول جوار داخل مصر.

وردا على يؤال حول طبيعة التعاون بين مصر بعد رئاستها المنتظرة للاتحاد الإفريقي عام 2019 ورئاسة ألمانيا لمجلس الأمن ، أشارت إلى أن ألمانيا تتعاون مع مصر في العديد من الملفات الإقليمية، مشيرة إلى أن المباحثات تناولت أيضا عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في غزة، مشيرة إلى أن هناك توافق في الرؤى على أهمية السعي لحل الدولتين ، مشيرة إلى أنه حل شديد التعقيد في ظل الأوضاع والمعطيات الحالية.

السيسى وميركل (3)

وردا على سؤال آخر حول موقفها التفاوضي في المباحثات الدولية بعد إعلانها عن تنازلها عن رئاسة الحزب ، أكدت ميركل ، أن موقفها التفاوضي في المباحثات الدولية لم يتغير فيه شئ وأنها تركز حاليا مهامها كرئيسة للحكومة، موضحة "تعلمت في حياتي السياسية الا أتدخل في اختيار خليفتي السياسي" .

السيسى وميركل (4)

ومن جانبه أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى ، عن تقديره لجهود المستشارة أنجيلا ميركل، مؤكدا أن مصر تنظر إلى ألمانيا بكل الإعجاب والاحترام لما قامت به من أجل اللاجئين الذين تم استقبالهم فى ألمانيا ، ونوه الرئيس السيسى ، الى أن العلاقات بين البلدين تمثل شراكة متنوعة فى مختلف المجالات ، ويدل ذلك على اللقاءات المتعددة التى جمعتنى مع المستشارة ميركل خلال الأعوام الثلاثة الماضية والزيارات المتبادلة بين مسئولى البلدين وكذلك المستوى المتميز من التعاون الثنائى والتنسيق المستمر بشأن العديد من الملفات الإقليمية والدولية .

السيسى وميركل (7)

وقال السيسى ، عقدنا اليوم جلسة مشاورات بناءة وتطرقنا خلالها لتعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة وتبادلنا الرؤى حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، وأكدنا عزمنا على تعميق وتطوير آفاق الشراكة بين البلدين فى ضوء المكانة المهمة التى تحتلها ألمانيا دوليا وداخل الاتحاد الأوروبى، والمحور الذى تقوم به مصر لتحقيق الاستقرار الإقليمى ومواجهة التحديات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وأود أن أشيد بما تشهده العلاقات الثنائية المتطورة فى شتى المجالات، خاصة الإقتصادية والتجارية والتنموية .

وأكد الرئيس السيسى ، فى المؤتمر الصحفى المشترك ، أنه يريد الإعراب عن التقدير لمواقف ألمانيا المشاركة لمصر فى حربها ضد الإرهاب والتطرف ، حيث أكدنا خلال مباحثتنا اليوم أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لخطر الإرهاب وما يمثله التهديد لشعوب العالم ، لافتا الى أنه تم الإتفاق على تطوير المجال الأمنى والعسكرى المشترك فيما يمكنا من التعامل مع كافة التهديدات.

السيسى وميركل (5)

وأوضح الرئيس ، أن مصر تتحمل عبء كبير انطلاقا من دورها وموقعها ورسالتها عبر استضافتها لملايين اللاجئين، كما تناولت المباحثات ، النجاحات الفائقة التى حققتها مصر فى وقف تدفقات الهجرة غير شرعية إلى أوروبا منذ سبتمبر 2016 وحتى الآن، وأكدت أن التركيز على الحلول الأمنية لهذه القضية دون معاجلة جذور القضية اقتصاديا والتنموية لدول المصدر لن يؤدى إلى تحقيق النتائج المنشودة ، ولن يقضى سوى إلى نتائج قصيرة الأمد، وفى هذا الإطار تبادلنا الرؤى حول تطورات الأزمات والصراعات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمساعى القائمة لإيجاد حلول سلمية لها، واتفقنا على دور المجتمع الدولى لبذل المزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات لما يحفظ مفهوم الدولة الوطنية ويحقق الاستقرار لشعوب المنطقة، كما تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة استنادا إلى قرارات ومرجعيات دولية ذات الصلة .

السيسى وميركل (6)

وعلى الصعيد الثنائى قال السيسى ، تناولت المباحثات اليوم سبل تعزيز التجارى بين البلدين ، وزيادة تدفق الاستثمارات الألمانية إلى مصر لما يعكس التطور الملحوظ الذى يشهده التعاون خلال الفترة الأخيرة، وفى هذا السياق أود تأكيد تقديرنا للدعم الألمانى لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الطموح ، الذى تنتهجه مصر، وكذالك البرنامج التعاون الانمائى بين البلدين الذى يسهم فى تدعيم الاقتصاد المصرى خاصة فى مجالات البنية التحتية والتعليم الفنى والتدريب المهنى، وقد ناقشنا سبل التعاون ما يحقق المرجو منه، وأود أن أعرب عن سعادتى لاستعادة للسياحة الألمانية لمصر لمستواها المعهود حاملا رسالة مودة وصداقة من الشعب المصرى للشعب الألمانى الذى نكن له كل تقدير واحترام ونأمل فى استمرار توافد السياح الألمان إلى المقاصد المصرية ، والتى يكون فيها كل المودة والترحاب والأمان ، وفى ختام كلمته قال الرئيس:" أؤكد مرة أخرى على قوة علاقات الصداقة الخاصة التى تربط بين البلدين ، وأهمية مواصلة الحوار والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، وتكثيف التشاور الهادف لمواجهة التحديات المشتركة لترسيخ الاستقرار والسلام والتنمية فى العالم".

السيسى وميركل (8)