سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 أكتوبر 1973.. الجيشان المصرى والسورى يحققان المفاجأة فى الساعة الثانية وخمس دقائق بالهجوم ضد العدو الإسرائيلى

عبدالغنى الجمسى
عبدالغنى الجمسى
وصلت القوات المصرية والسورية إلى أقصى درجات استعدادها لبدء الحرب يوم 6 أكتوبر «مثل هذا اليوم 1973» على الجبهتين بخطة هجوم «بدر»، وحسب المشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة عمليات الجيش المصرى وقتئذ، ووزير الدفاع فيما بعد: «كنا فى مركز عمليات القوات المسلحة «صباح 6 أكتوبر»، نعمل لتنفيذ «مناورات التدريب»، لكن الحقيقة كانت عقولنا وجهودنا مركزة لتنفيذ العمليات الهجومية، وعندما حان الوقت المناسب استبدلت بخرائط ووثائق التدريب خرائط ووثائق الحرب، وأغلقت الأبواب الحديدية لمركز العمليات لمنع دخول أوخروج أى شخص ضمانا لسرية العمل المنتظر، وإيذانا للجميع بأن الحرب على وشك البدء».
 
يكشف الجمسى عن طبيعة المشاعر فى مركز العمليات: «كنا نتلهف مرور الساعات الباقية حتى يحين وقت بدء الهجوم، فالقوات فى جبهة القناة على استعداد للهجوم واقتحام قناة السويس، والطائرات منتشرة فى قواعدها ومطاراتها على أهبة الاستعداد، والمدمرات جاهزة فى باب المندب، والغواصات فى عمق البحار فى مناطق عملياتها، وقوات الدفاع الجوى فى أقصى درجات استعدادها لتأمين القوات أثناء الهجوم وحماية الأهداف الحيوية بالدولة، وقوات الصاعقة والمظلات مستعدة للانطلاق.. أخذ الوقت يمر بطيئا والعيون مركزة متابعة كل نشاط للعدو، والقلوب تتجه نحو القوات التى ستقوم بتنفيذ الهجوم».
 
يضيف الجمسى: «اتخذ كل فرد فى مركز العمليات مكانه فى صمت، والعيون كلها مركزة على خرائط العمليات فى يوم كانت تنتظره قواتنا المسلحة والشعب المصرى والشعوب العربية كلها، وفى الصباح بدأت فى إسرائيل الاحتفالات بعيد الغفران «يوم كيبور»، ووصل الجنرال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى، ومعه قادة عسكريون لزيارة القوات فى حصون خط بارليف على الضفة الشرقية للقناة، للاطمئنان على الموقف وتهنئة قواته بالعيد، شاهد ديان بنفسه الموقف على الضفة الغربية للقناة من أحد برامج المراقبة، فرأى الجنود المصريين يستلقى بعضهم فى استرخاء على شاطئ القناة، ويلعب بعضهم الكرة، ويسبح البعض الآخر فى مياه القناة، اطمأن ديان إلى أن كل شىء عادى وهادئ، وعاد إلى تل أبيب مطمئنا مرتاحا لتلقى تهانى زملائه بعيد الغفران».
 
يؤكد الجمسى: «فى قرابة الساعة الواحدة ظهرا، وصل الرئيس السادات مرتديا ملابسه العسكرية، ومعه الفريق أول أحمد إسماعيل، واتخذ كل منهما مكانه فى مركز العمليات.. أشارت عقارب الساعة إلى الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا، نشبت الحرب فجأة بمبادأة من مصروسوريا فى وقت واحد، وتتابعت الأحداث فى اليوم الأول للقتال بشكل مثير، واشتملت على مفاجآت استراتيجية وتعبوية وتكتيكية وهندسية غير متوقعة، وأعمال قتال غير نمطية.. وقامت تشكيلات جوية مصرية يقدر عددها بأكثر من مائتى طائرة بالهجوم على مواقع العدو فى سيناء، فى نفس الوقت قامت الطائرات السورية ويقدر عددها بمائة طائرة بالهجوم على مواقع العدو فى الجولان وجبل الشيخ، وكان هناك أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة من مختلف الأعيرة، وصواريخ تكتيكية أرض - أرض تفتح نيرانها ضد الأهداف الإسرائيلية فى حصون خط بارليف، واستمر القصف لمدة 53 دقيقة.. انطلق المقاتلون من المشاة والصاعقة يصعدون الساتر الترابى العالى الضفة الشرقية، بوسائل تسلق مبتكرة مصنوعة محليا عبارة عن سلالم الحبال، ثم يقاتلون العدو الذى كان يواجههم سواء فى حصون خط بارليف أوحولها».
 
يوضح الجمسى: «استمر تدفق قواتنا شرقا عبر القناة فى موجات متتالية من القوارب المصنوعة من المطاط والخشب، وكان لنا على الضفة الشرقية للقناة فى الدقائق الأولى قرابة 8 آلاف مقاتل، ارتفع عددهم بعد ساعة ونصف قرابة 14 ألفا، ثم أصبح عددهم قرابة 33 ألفا مقاتل فى الساعة الخامسة والنصف مساء، واستخدمت القوات قرابة سبعمائة وخمسين قاربا فى عملية الاقتحام، كما استخدمت حوالى ألف وخمسمائة من سلالم الجبال لتسلق الساتر الترابى على الضفة الشرقية».
 
يسجل الجمسى قيمة مهمة وهى: «كان القادة يضربون القدوة والمثل لرجالهم، يتقدمون جنودهم، ويقاتلون معهم فى الخطوط الأمامية، ويستشهدون بينهم، ويكفى أن نعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى، وقادة الكتائب عبروا خلال خمسة عشرة دقيقة من بدء القتال، وعبر قادة اللواءات خلال خمس وأربعين دقيقة، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف، ولذلك كانت نسبة الخسائر فى الضباط والقادة عالية عن المعدل، إلا أن الإصرار على تنفيذ المهمام كان يتطلب منهم ذلك، وفى سبيل النصر وتحرير الأرض تهون الأرواح.. ورفع الجنود علم مصر على أرض سيناء فوق حصون ومواقع العدو فى خط بارليف، وكنا نتابع الاقتحام والعبور أولا بأول فى مركز العمليات، وكانت فرحتنا شديدة عندما وصلنا نبأ رفع أول علم مصرى على الضفة الشرقية للقناة».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريال مدريد يهزم دورتموند ويواجه باريس في نصف نهائي مونديال الأندية.. فيديو

كومباني بعد خسارة البايرن أمام سان جيرمان وإصابة موسيالا: ما حدث مؤلم

هانى رمزى: كولر رفض التعاقد مع وسام أبو على فى البداية.. وهو سبب فشل ضم ساليتش

الريال ضد دورتموند.. فران جارسيا يضيف الهدف الثاني للملكي في مونديال الأندية

اعتراف بعد 62 عاما.. ضابط استخبارات أمريكى التقى قاتل كينيدى قبل اغتياله


فرص عمل بمشروع محطة الضبعة النووية بمرتبات تصل إلى 11 ألف جنيه

غزل المحلة يفشل فى تجديد إعارة أحمد فوزى من بيراميدز

قائمة تنسيق القبول في مدارس الثانوي العام والفني 2025 بالجيزة

الداخلية تكشف تفاصيل إشهار شخص بمطعم سلاح أبيض

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية لهذه المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة


ديمبيلي يودع جوتا بطريقته الخاصة في كأس العالم للأندية "فيديو"

ديزيريه دوي أفضل لاعب في مباراة بي اس جي ضد البايرن بكأس العالم للأندية

الأرض تدور أسرع.. استعدوا لأقصر أيام فى التاريخ خلال صيف 2025

باريس سان جيرمان يهزم بايرن ميونخ بثنائية دوى وديمبيلى فى مونديال الأندية.. صور

وزارة الصحة توجه 10 رسائل مهمة للحماية من المضاعفات الخطرة للموجة الحارة

توجيهات رئاسية عاجلة للحكومة بشأن الدائرى الإقليمى

عائلة الزعيم تطمئن الجماهير على صحة عادل إمام فى أحدث ظهور له.. صورة

التحقيقات تكشف معلومات جديدة فى حادث طريق الإقليمى

أوناش المرور تنتهى من رفع حطام تصادم سيارتين ميكروباص بالطريق الاقليمى

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى