التكافل الاجتماعى العام

أيمن رفعت المحجوب
أيمن رفعت المحجوب
بقلم : أيمن رفعت المحجوب
كنت قد أشرت فى ختام المقال السابق إلى حق الحاكم فى وضع تشريعات تبيح فرض أنواع من الجزية على الذّميّين، وأنواع من الضرائب على الأمة فى ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المختلفة وحسب الاحتياج.
 
من أمثلة ذلك مبدأ الضريبة التصاعدية المتفاوتة حسب المقدرة والعجز. تبعا للفئات الاجتماعية المختلفة فالأغنياء يؤخذ منهم جزء كبير على كل رأس مال فى العام، والأوساط يؤخذ منهم بنفس النهج ولكن نسبة أقل، وتقل هذه النسبة تدريجيا إلى أن تنعدم عند الفقراء والمساكين، بحيث لا تؤخذ جزية أبداً من مسكين يتصدق عليه، ولا عاجز ولا مصاب، أو مقعد، أو ذى عاهة، ولا حتى من المرأة والصبى.
 
يأتى بعد ذلك مبدأ عدم التصرف فى الضروريات وفاء للضريبة المستحقة، أو جواز استيفائها بالقوة الجبرية، وهو ما أكده سيدنا على بن أبى طالب: "لا تضربن أحداً منهم سوطا واحداً فى درهم" هذا إلى جانب تطبيق مبدأ الرجل وحاجته، بجانب مبدأ الرجل وبلائه، فقد فرض الرسول الكريم للأعزب حظاً من الغنيمة، وللمتزوج حظين، كما فرق بين أنواع المجاهدين والعمال فى توزيع الغنائم والثروة القومية. 
 
إلا أن مبدأ "الضمان الاجتماعى العام" لكل عاجز وكل محتاج، أتى ليعالج الاختلال فى توزيع الدخل القومى، دون تفريق فى الدين، فقد فرض عمرو بن العاص قدر من المال لكل مولود، فإذا ترعرع بلغ به مبلغ إضافى، فإذا بلغ زاده. وإن كان لقيطا، جعل رضاعته ونفقته من بين المال، بما فى ذلك أهل اليهود والنصارى.
 
وبهذا وصل النظام إلى أوجهه فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب من خلال مبدأ التكافل الاجتماعى الشامل، الذى جعل كل أهل البلد مسؤولين مباشرةً عمن يتلفه الجوع وهو مقيم بينهم، مسئولية جنائية بوصفهم قتلة، حيث يؤدى هذا المبدأ حق الجائع أو العطشان أن يقاتل من فى يده الطعام والماء حين يخشى على نفسه التلف، فإذا قتله فلا فدية عليه ولا عقاب "وهو أمر كل نقاش بين المذاهب الأربعة".
 
وننتهى من هذا الحديث إلى أن الإسلام قدوة فى العدالة الاجتماعية الإنسانية الشاملة على مر العصور، فهو فى مبادئه العامة دائم الوفاء بالحاجات المحددة بشكل شمولى متوازن، ومصححا لكل التجارب والمذاهب البشرية التى تأرجحت بين التفريط والإفراط والتى ضرّت بالإنسانية جمعاء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إنقاذ 5 من طاقم سفينة شحن تعرضت لهجوم فى البحر الأحمر

الحكم بسجن أنشيلوتي عامًا بتهمة التهرب الضريبي خلال فترته الأولى مع ريال مدريد

مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات بعد قليل

شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه

مقطع يشرح كيف أبدع أساطير هوليوود فى الخدع السينمائية قبل 100 عام


الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة

10 محظورات حددتها الهيئة الوطنية فى دعاية المرشحين بانتخابات مجلس الشيوخ

كيف يستعد الأهلى للموسم الجديد من خلال المعسكر الخارجى بتونس؟

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

الزمالك يستعيد أحمد حمدى بعد أداء مناسك العمرة


صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

رئيس الوزراء يشدد على التأكد من السلامة الإنشائية لمبنى سنترال رمسيس

"تسجيلات مسربة" ترامب يهدد بقصف روسيا والصين و قمع الجامعات.. التفاصيل

تعرف على موعد عودة ريبيرو إلى القاهرة بعد انتهاء إجازة إسبانيا

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

مواعيد الامتحانات بنظام البكالوريا ورسوم التحسين

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

الأندية تعترض على عقوبة إنذارات اللاعبين فى لائحة الدورى الجديد

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الأربعاء 9-7-2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى