خالد عزب يكتب.. كيف نغير وجه القاهرة

الدكتور خالد عزب
الدكتور خالد عزب

من يزور القاهرة لاشك سيجد بونا شاسعا بينها و بين مدن لندن و باريس وروما، فالمدينة ترهلت وضعفت شبكة الخدمات بها، ولم تعد معبرة بصدق عن الدولة المصرية، لذا فقد بات من الملح إعادة رسم صورة و خارطة العاصمة المصرية.

 

أول خطوات هذه الخطة هى تعريف وظيفة وأدوار هذه العاصمة، هى المدينة التاريخية الممتدة كعاصمة للبلاد تربط جنوبها بشمالها وشرقها وبغربها، المقر الإدارى للدولة المصرية وأكبر مدنها السياحية، لذا فإن قيامها بوظائف صناعية أمر غير حتمى لإمكانية قيام مدن آخرى بهذه الوظيفة، أو تجارى من الممكن أن يتقلص هذا الدور إذا وجدت مراكز تجارية منافسة.

 

أكثر ما تعانى منه القاهرة هو الهجرة من الريف إليها لكونها منطقة جاذبة، لذا فإن تنمية الصعيد و المدن الجديدة به ستحد كثيرا من هذه الهجرة، فضلا عن العشوائيات التى ظلت كثيرا خلال السنوات الماضية.

 

لذا فإن العديد من القرارات الجريئة التى يجب أن تأخذ، فلابد ألا تقل مساحة الخدمات فى أى منطقة عشوائية عن 10% من إجمالى مساحة هذه المنطقة متضمنة هذه المدارس – الساحات الرياضية العامة – الحدائق العامة – الميادين المحورية لحركة المرور هذه نقطه أساسيةز

 

أما الشق الآخر فهو ضرورة أن يولى قلب المدينة أهمية قصوى على نحو مثلث ماسبيرو الذى يجب أن تتحول نصف مساحته إلى حديقة عامة ولتكن حديقة للنخيل وأنواعه، فالنخل عرفه الفراعنة وصنعوا منه كل شىء من الأثاث إلى أوعية الحفظ إلى أدوات الزينة، فإذا كان بالحديقة منتجات النخيل من التمور المتنوعة وكذلك المصنوعات الحرفية، مع تخصيص مساحة 20 % من المنطقة لإقامة منطقة سكنية لسكان المنطقة و 20 % منها لإقامة فنادق و10% لشوارع تربط هذه المنطقة بالكورنيش و شارع الجلاء و 26 يوليو .

 

وهذا يقتضى نقل العديد من المؤسسات من المنطقة كمطبعة دار المعارف التى يجب أن تنقل إلى مدينة 6 أكتوبر و تحويل أرضها إلى فندق، والحديقة المقترحة ستعطى القاهرة عدة مميزات، حيث ستكون متنفسا للمدينة الملوثة، وستحيى تراث الفراعنة وستولد منطقة سياحية فريدة فى العالم، كما ستكون مساحة رائعة للتعبير عن الرأى لمجاورتها لمبنى التليفزيون المصرى.

 

إن هذا يدفعنا إلى ضرورة عودة الرحلات النيلية بأتوبيسات نهرية فى خطوط منظمة على طول النيل، فلتأخذ رحلة من أمام مبنى الحزب الوطنى السابق الذى يجب أن تضم أرضه للمتحف المصرى لتصل لشاطئ الكورنيش بنفق ليتحرك بك الأتوبيس النهرى جنوبا حيث متحف ثورة 23 يوليو ودار الأوبرا ومتحف الخزف بالجزيرة، ثم جنوبا إلى منزل الرئيس السادات ومتحف أحمد شوقى ثم جنوبا حيث قصر الأمير محمد على ثم منه إلى قصر المنسترلى ومقياس الروضة، ثم جنوبا حيث ركن حلوان، أما شمالا حيث دار الكتب ومتحف الموسيقى التقليدية العربية و متحف البردى ثم قصر محمد على بشبرا، أما إذا أردت أن تتحرك من مثلث ماسبيرو فعليك مشيا على الأقدام أن ترى مساحة من الأرض خالية عند التقاء ميدان عبد المنعم رياض وشارع رمسيس وبجوارها بناية قديمة إذا هدمت مع مساحة الأرض، سيحدث ذلك انسيابية للمرور، كما ستضيف ساحة انتظار الميدان فى أمس الحاجة لها.

 

أما ميدان التحرير فهو فى مساحته الحالية لا يتناسب مع حجم العاصمة القاهرة، وأكثر المناطق مفتاحا لتوسعة الميدان هو الاتجاه لمنطقة باب اللوق، إذ بإزالة عدد من المنشآت على يمين الداخل إلى باب اللوق حتى سوق باب اللوق سيجعل ميدان باب اللوق جزءا لا يتجزأ من ميدان التحرير، هذا سيقودنا إلى إزالة كل البنايات على يسار ميدان باب اللوق حتى بداية ميدان عابدين ثم إزالة بنايات على يسار ميدان عابدين ليشاهد قصر عابدين من على بعد، و ليتحول القصر الذى لا تقل روعته عن قصر باكنجهام فى لندن لمزار سياحى دولى، ومن قصر عابدين مشيا على الأقدام نصل لمنطقة باب الخلق حيث متحف الفن الإسلامى ودار الكتب فى مبناها التاريخى، ثم ننتقل لشارع تحت الربع الذى يجب أن يقام فى أوله مساحة انتظار للسيارات والباصات، حيث تعد مدخلا للقاهرة التاريخية لقربها من باب زويلة .

 

إذا عدنا إلى ميدان التحرير مرة آخرى لنجد المربع الذهبى حيث المتحف المصرى لنمشى إلى الجمعية الجغرافية المصرية حيث متحفها الرائع للتقاليد الشعبية المصرية ومتحف الفن الأفريقى، هذا يقتضى نقل هيئة الطرق والكبارى من هذه المنطقة ونقل مبناها ليكون مبنى إدارى للجمعية الجغرافية، وكذلك نقل مبنى تابع لوزارة الصناعة لتبعية المجمع العلمى المصرى، فتح متحف مجلس الشعب لزيارة الجمهور، مما يضيف بعدا هاما بهذه المنطقة.

 

إن مبدأ تحديد وظائف العاصمة يقتضى تفريغ وسط المدينة من منشآت هى ليست بحاجة لها، كمبنيين إداريين كبيرين لشركة المقاولين العرب يسببان ارتباكا مروريا فى وسط المدينة، فشركة المقاولون العرب لديها أيضاً مقر فى المهندسين.

 

ما سبق ذكره إنمكا هو رؤوس أردت منها ضرب أمثلة، لكن هناك الكثير الذى يجب فعله بلا تردد، مثل نقل المتحف الجيولوجى من هنجر مجهول فى المعادى لقصر الأمير سعيد حليم فى التوفيقية ليوازى فى قيمته المتحف الجيولوجى أو متحف التاريخ الطبيعى فى لندن.

 

ونقل متحف الشمع إلى المدرسة القريبة فى شارع محمد محمود بدلا من تركه فى زهراء حلوان مهملاً، واستغلال الطابق الأرضى من مبنى التليفزيون كمتحف للراديو و التليفزيون، هذا كله سيغير وجه العاصمة لتكون حقاً عاصمة لمصر.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

من بناء الهيكل إلى محو الفلسطينيين.. أبرز شطحات الإسرائيلي المتطرف بن غفير

مسار يرفض رحيل مايا إيهاب رغم تمردها بسبب إغراءات الأهلى

الأرصاد تحذر: اضطراب الملاحة بهذه المناطق ونشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم


أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل للمرحلتين الأولى والثانية

اليوم.. صرف تكافل وكرامة عن شهر أغسطس من الصراف الآلى

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

ليفربول يبدأ رحلة الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي ضد بورنموث الليلة


ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

هداف الدوري الإنجليزي التاريخي.. محمد صلاح خامس العظماء

منتخب مصر للناشئات يواجه غينيا خارج الأرض 19 سبتمبر المقبل

بلال محمد: جنات سجلت "من الليلة" من أول تيك

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

اندلاع حريق فى محطة نووية برومانيا

جبل شايب البنات قمة "إفرست" البحر الأحمر.. تشاهد من أعلاها شبه جزيرة سيناء ووادى قنا جنوبًا.. وتعتبر من أبرز الوجهات السياحة لتسلق الجبال.. يعد ثالث أعلى القمم فى مصر والسودان ويصل ارتفاعه إلى 2187 مترا.. صور

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى