صور.. عجز بالمعلمين بمدارس أسيوط.. الكثافة تصل لـ90 طالبًا بالابتدائية.. ونقص معلمى الإنجليزية والرياضيات بـ"الإعدادية".. والأهالى يطالبون بعودة التدريس بالحصة.. و"التعليم": نستعين بمدرسين لتدريس مواد أخرى

تعانى مدارس محافظة أسيوط من عجزا كبيرا بين المعلمين، فى كافة المراحل التعليمية، وخاصة في التعليم الإبتدائى والإعدادي، وتحديدا معلمي الفصول الخاصة بالصف الأول والثاني، والثالث بالمرحلة الإبتدائية مما تسبب في تكدس الفصول ببعض القرى النائية والبعيدة بمحافظة أسيوط حتى وصلت كثافة بعض الفصول الى 85 طفلا لعدم وجود مدرسين.

واضطرت إدارة المدرسة إلى دمج عدد من الفصول لمحاولة توفير مدرس لتعليم الأطفال، الأمر الذى إشتكى منه أولياء الأمور وحتى المدرسين أنفسهم وإدارات المدارس لعدم وجود مناخ تعليمي مناسب للأطفال، ودعا البعض منهم إلى عودة التدريس بالحصة وهى عبارة عن تعاقدات سنوية مع حاملي المؤهلات العليا فى المواد التى بها عجز مقابل أجر شهرى رمزى وهو ما يساعد على سد العجز نهائيا.

ويقول خالد أحمد محمد "ولى أمر من قرية المعابدة " التابعة لإدارة  أبنوب التعليمية، أن لديه طفلين في المرحلة الإبتدائية بمدرسة المعابدة الإبتدائية الصباحية والمدرسة بها عجز كبير بالمدرسين مما تسبب في ضم الفصول على بعضها، وزيادة الكثافة في الفصول وهو ما أثر على تحصيل التلاميذ وتركيزهم.

 وأضاف أن جميع مدارس القرية، والبالغ عددها 5 مدارس إبتدائى، و4 إعدادى ومدرسة ثانوية واحدة بها عجز صارخ، بحسب قوله،  بالرغم أن عدد سكان المعابدة يصل إلى 120 ألف نسمة، وهناك كثافة كبيرة من التلاميذ في المراحل الإبتدائية حتى أن العجز فى إدارة أبنوب التعليمية وصل إلى 130 معلم فصل للمراحل الابتدائية و34 مدرس عربي، و29 مدرس انجليزى، و30 مدرس علوم ونطالب بسرعة التدخل لحل هذه الأزمة .

وأضاف صلاح طه ، ولى أمر من قرية "العصارة" التابعة للإدارة التعليمية بمركز الفتح أن كثافات الفصول فى مركز الفتح  وخاصة قرية العصارة كبيرة تزيد عن 90 طالبا في الفصل الواحد وخاصة فى المرحلة الإبتدائية وتحديدا معلمي الفصول المسئولين عن تعليم الصفوف الثلاث الأولى، حيث بلغ العجز فى إدارة الفتح إلى 149 معلم فصل، و60 مدرس رياضيات، و13 مدرس علوم، و13 مدرس رياضيات وهذه الأرقام ليست اعتباطا وإنما حصلنا عليها من مجالس الأمناء ومن الإدارة التعليمية عند سؤالنا عن عدم وجود مدرسين لأبنائنا.

وتسائل محمود صلاح "عضو مجلس أمناء" بإحدى مدارس ساحل سليم "لماذا تم سحب عدد كبير لا حصر له من المعلمين الذىين تم تعيينهم ضمن مسابقة الـ "30" ألف معلم الذى كان من ضمن شروطهم أن يتم تعيينهم بالمناطق النائية لسد العجز ولكن سرعان ما وجدنا أن المدرسين الذين تم توزيعهم على إدارات أسيوط المختلفة معظمهم من محافظات وجه بحرى ومحافظات بعيدة وعدد قليل منهم من محافظة أسيوط وبعد شهور من تعيينهم بدأت الاستثناءات والإمضاءات من شخصيات عامة ونواب لعودة هؤلاء المعلمين إلى محافظاتهم وإلى إدارات أخرى غير إداراتنا بدعوى أنه من غير المعقول أن يتم توزيعهم على محافظات أبعد ومعظمهن سيدات بالرغم أن عددا كبيرا من هؤلاء المعلمين كانوا قد سدوا عجزا فى أسيوط وكان التوزيع سيئا من البداية ولم يراع ظروف المدرسين مطالبا بمراعاة هذا الأمر فى أى تعيينات جديدة وخاصة أننا سمعنا عن وجود مسابقة قادمة لابد ألا يتم الوقوع فى نفس الأخطاء".

وأضاف عبدة محمود "نجار مسلح" من مركز البدارى "أن أبناءنا يشتكون من عدم وجود مدرسين وانتظام العملية التعليمية بالإضافة لوجود أكثر من 50 طفلا فى الفصل الواحد فلا يوجد تعليم ولا تركيز ولا يمكن لمعلم بمفردة تعليم هذا الكم الهائل من التلاميذ بهذا الشكل وأناشد وكيل وزارة التربية والتعليم بتخفيف الكثافة والسيد وزير التربية والتعليم وأقول لهم لا ينصلح حال مصر إلا بالتعليم ".

وأكمل محمد إبراهيم محمد إبراهيم من قرية قاو النووارة بمركز البدارى أن الفصول فى تكدس كبير وتصل بعض الفصول في قريته إلى أكثر من 70 طالبا في الفصل الواحد وهذا لا يمكن أن يكون مناخا للتعليم، مشيرا إلى أن هناك عجز كبير في مدرسين اللغة الإنجليزية ومعلمى الفصل، ومعلمى الرياضيات، مشيرا إلى أن هذا التكدس سيصيب الأطفال بالمرض وخاصة أمراض الشتاء المعدية والفيروسات .

وقالت نور جاسر  "مدرسة" إن هذا التكدس فى أعداد التلاميذ والطلاب في الفصول يرهق التلاميذ والمدرسين، فلا يتمكن المدرس من الشرح لهذا العدد الكبير ولا يمكن للتلاميذ أن يحصلوا الدروس وتصبح العملية التعليمية ما هي إلا روتين يومى دون ابتكار أو تعليم.

وقال مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم إنه "بالفعل هناك عجز في كل الإدارات وخاصة بين معلمى الفصل وهم مسئولون عن تدريس الصفوف الثلاث الأولى بالمرحلة الإبتدائية، كما أن هناك عجزا بمواد اللغة الإنجليزية والرياضيات ونحاول وضع عدد من الإجراءات الاحترازية منها عدم السماح بأجازات نصف الراتب أو أى إجازات من شأنها غياب مدرسي هذه المواد، كما نحاول الاستعانة ببعض المدرسين لتدريس مواد أخرى لتغطية العجز وأيضا نقوم بعمل زيادة الأنصبة والاستعانة حتى بقيادات المدارس للمساعدة فى القضاء على العجز وضم الفصول بكثافات معقولة، نافيا وجود كثافات كبيرة تفوق الـ70 طالبا عدا فى مدرسة أو مدرستين فى كل إدارة لظروف بعد المسافة مثلا" .