محادثات نادرة بين الناتو وروسيا عن التدريبات العسكرية ومعاهدة صاروخية

قال حلف شمال الأطلسى إنه بحث مع روسيا أمس الأربعاء التدريبات العسكرية واسعة النطاق التى يجريها كل منهما بالإضافة لمعاهدة صاروخية ترجع إلى حقبة الحرب الباردة تعهدت الولايات المتحدة بالانسحاب منها بسبب اتهامات بعدم التزام روسيا.

وتأتى المحادثات، وهى الأولى بين الطرفين منذ مايو، فى ظل تجدد التوترات بين الغرب وروسيا لأسباب على رأسها ضم موسكو لشبه جزيرة القرم فى 2014 وضلوعها فى الصراع بشرق أوكرانيا.

وأفاد بيان لحلف شمال الأطلسى بأن الجانبين تبادلا وجهات النظر بشكل منفتح بشأن أوكرانيا وتدريبات روسيا العسكرية فى فوستوك وتدريبات (ترايدنت جنكتشر) التى يجريها حلف الأطلسى بالإضافة للوضع فى أفغانستان والمخاطر الأمنية.

ودشن حلف الأطلسى هذا الشهر أكبر تدريبات عسكرية له منذ الحرب الباردة فى النرويج، التى اقتربت جارتاها السويد وفنلندا من الحلف رغم عدم انتمائهما لعضويته بسبب مخاوف من دور روسيا فى الاضطرابات بأوكرانيا.

ويقوم جنود الحلف بمناورات بالقرب من حدود روسيا، التى أجرت تدريبات فوستوك العسكرية السنوية فى سبتمبر. ويشعر كلا الطرفين بالانزعاج من تدريبات الآخر التى يلعب فيها استعراض القوة وقدرات الردع دورا كبيرا.

واتسع نطاق التدريبات فى السنوات الأخيرة مع تنامى أجواء المواجهة بين روسيا والغرب. وشملت نسخة تدريبات فوستوك لعام 2018 300 ألف جندى وتضمنت تدريبات مشتركة مع الجيش الصينى كانت الأكبر من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفيتى فى عام 1991.

ودعا أمين عام حلف الأطلسى ينس ستولتنبرج روسيا للقيام بتغييرات سريعة للالتزام بشكل كامل بمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التى أبرمت عام 1987. وتنفى روسيا انتهاك المعاهدة.

وقال ستولتنبرج في بيان "كلنا نتفق على أن معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مهمة للأمن الأوروبي والأطلسي ... عبر الحلفاء بشكل متكرر عن قلقهم الشديد من النظام الصاروخي الروسي الجديد المعروف باسم 9إم729 أو إس.إس.سي-8".

وذكر أن تطوير نظام إس.إس.سي-8 للصواريخ الموجهة متوسطة المدى التي تطلق من الأرض "يمثل خطرا على الاستقرار الاستراتيجي".

وأضاف "حث حلف شمال الأطلسي روسيا مرارا على التعامل مع هذه المخاوف بشكل فعال وشفاف والتواصل مع الولايات المتحدة في إطار حوار بناء. نأسف لأن روسيا لم تستجب لدعواتنا".