أفضل مذنب فى سماء 2018.. المراقبون للسماء بالوطن العربى يستعدون لرصد المذنب "ورتينن" عاشر أقرب مذنب للأرض.. يمكن رؤيته بالعين المجردة ويصل أقرب نقطة للأرض 16 ديسمبر.. و"البحوث الفلكية": نصف قطره حوالى 600 متر

يستعد المراقبون للسماء فى الوطن العربى لرصد اقتراب المذنب "46 P / ورتينن" من الأرض والذى يتوقع أن يصل حدود الرؤية بالعين المجردة فى ديسمبر المقبل وسيكون عاشر أقرب مذنب فى العصر الحديث.

المذنب ورتينن وإمكانية رؤيته بالعين المجردة

وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، عن أنه فى الوقت الحالى المذنب ليس ساطع وغير مرئى للعين المجردة حيث يتطلب تلسكوب لرؤيته وبرغم ذلك فهو ألمع مذنب فى سماء الليل الآن، موضحًا أنه فى ديسمبر 2018 المذنب "ورتينن" قد يصبح مرئيا للعين المجردة على الأقل فى الأماكن المظلمة بعيدا عن أضواء المدن، وربما بحلول ذلك الوقت يمكن رؤية ذيل له.

 

اكتشاف ورتينن عام 1948

وكشف التقرير، أن المذنب "ورتينن " ينتمى إلى فئة مذنبات تسمى "عائلة المشترى"، فمدارة يجعله يقع مباشرة ما بين خارج مدار الأرض وداخل مدار المشترى، وبرغم أنه يدور حول الشمس مرة كل 5.4 سنوات، إلا أن اقترابه هذه السنة هو الأقرب منذ اكتشافه قبل 70 عاما بواسطة الفلكى كال ايه. ورتينن فى17 يناير 1948.

ولفت التقرير، إلى أنه منذ اكتشاف المذنب "ورتينن" اقترب عشرات المرات من الأرض ومع ذلك فى كل مرة يعبر قرب مدار كوكبنا تكون الأرض فى الجانب البعيد من المدار، ولكن هذه السنة ستكون الأرض فى نفس الجانب من مدارها بالتزامن مع اقتراب المذنب.

درجة سطوع هذا المذنب

وفيما يتعلق بمقدار السطوع الذى سيكون عليه المذنب "ورتينن"، فكشف التقرير، أنه لا أحد يعرف بشكل دقيق، فالمذنبات لا يمكن التنبؤ بسلوكها، ولكن تشير التقديرات أن المذنب سوف يصل لمعانه الظاهرى ما بين (+3.5) إلى (+6) وهذا من شأنه أن يضع المذنب فى مجال الرؤية بالعين المجردة .

وأشار التقرير، إلى أنه اذا كان المراقب للسماء يمتلك جهاز رصد، فيمكنه تمييز حركة هذا المذنب أمام النجوم، فمنذ أوائل شهر نوفمبر الجارى المذنب يقترب من الأرض بسرعة 34,200 كيلومتر بالساعة، وبحلول شهر ديسمبر عندما يقترب المذنب من كوكبنا سيبدو المذنب اكتسب السرعة، وسيكشف الرصد من خلال تلسكوب صغير حركة المذنب بالنسبة للنجوم فى خلفيته خلال فترة قصيرة.

عبور المذنب للسماء

وأوضح التقرير، أنه بحلول مطلع ديسمبر سيشاهد الراصدين للسماء الذين يراقبون المذنب "ورتينن" بواسطة التلسكوبات بين الفينة والأخرى واحد أو أكثر من الأجسام المتحركة البطيئة تدخل فى نفس مجال رؤية المذنب، هذه الأجسام ستظهر بطيئة بحيث تبدو مثل الكويكبات، ومع ذلك فهى ليست صخور فضائية بل أقمار صناعية، وفى الفترة من 6 إلى 12 ديسمبر يعبر المذنب منطقة فى السماء، كما يرصد من منظورنا تشكل حلقة من حوالى 450 قمرا صناعيا متزامنة مع دوران الأرض حول نفسها.

المذنب يصل لأقرب نقطة من الأرض

وفى نفس السياق كشف الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، عن أن مذنب P 46 الملقب بـ(ورتينن) نسبة إلى العالم الفلكى الأمريكى كارل ورتينن الذى اكتشفه فى يناير 1948.

 

وأضاف تادرس، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذا المذنب من المذنبات الصغيرة وتقدر فترة مداره حول الشمس بــ5 سنوات وستة أشهر تقريبا، وهو ينتمى إلى عائلة مذنبات المشترى حيث يبلغ أقصى مسافة بينه وبين الشمس خمسة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس، كما يبلغ نصف قطره حوالى 600 متر.

وأشار رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إلى أن هذا المذنب سيكون فى أقرب نقطة إلى الأرض فى 16 ديسمبر 2018 ويبلغ لمعانه القدر الثالث مما يمكن رؤيته بالعين المجردة فى الليالى القياسية أى الليالى التى تحقق شروط الرؤية الفلكية الصحيحة، حيث يشترط صفاء السماء أى تكون خالية من السحب وبخار المياه والغبار وبالطبع أن يكون مكان الرصد بعيدا تماما عن إضاءة المدينة، مشيرًا إلى أن هذا المذنب سيتراءى لعدة أسابيع مع أخر شهر فى هذا العام فالاحتمال الأرجح أن يسمى مذنب عيد الميلاد أو مذنب الكريسماس.