بطاريات ضمير «قطاع الأعمال»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
كنت أمتلك شقة فى مدينة أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة، شقة صغيرة، لكن روحها حلوة، اجتهدت فى تجهيزها على الطراز الإسلامى العتيق، كانت الشقة جميلة رقيقة برغم كثرة التفاصيل، شرفتها تطل على مزرعة جامعة القاهرة، وهذا ما كان يزيد إعجابى بها، لكن على يمين الشرفة يقع مخزن كبير لشركة مياه الشرب، مخزن مفتوح، تدخل إليه السيارات وتخرج منه، «على مدد الشوف» ترى السيارات القديمة المهترئة، وترى المواسير الضخمة البالية، وترى الكراكيب فى كل مكان، مساحة مهولة، تمتد حتى أطراف محور صفط اللبن، وتتشعب حتى تصل إلى شوارع بولاق، ومن الشرق مدينة الجامعة، كنت أنظر إلى تلك «الخرابة» كل يوم وأزداد حسرة، لماذا تهدر مصر كل هذه المساحة من أجل الكراكيب؟ لماذا لا نستفيد بهذه الأرض الشاسعة ونحن فى أمس الحاجة إليها؟ لماذا لا ننشئ عليها ملعبًا مثلًا؟ أو مجمعًا ثقافيًا؟ أو مركز شباب؟ أو حتى حديقة مفتوحة لأهالى بولاق وصفط اللبن وأبو قتادة؟ لماذا لا نفتح فيها مصنعًا للملابس الجاهزة أو حتى مشغلًا للحرف اليدوية؟ لماذا لا ننشئ مثلًا مدرسة صنايع؟ ولماذا لا تتحول إلى معرض دائم للمنتجات المصرية؟
 
كل هذه الأسئلة لم أجد لها إجابة، وكانت الإجابة الحقيقية هى أن مسؤولى هذه الشركة على مدار العقود السابقة لم يشعروا يومًا بأنهم فى مهمة وطنية وأنهم مطالبون بالربح أو حتى بتحقيق المصلحة العامة حتى لو لم تكن مربحة، حكومة وراء حكومة، وزير وراء وزير، مدير وراء مدير، لم يصرخ أحد فيهم ليقول إن الأوطان تضيع بمثل هذا التبديد، لم يجتهد أحد فى يوم من الأيام لصيانة أصول الشركة باعتبارها من أهم مفردات ثروتها، لم تنجرح عين أحد بهذا القبح المشاع فيحاول تغييره ولو على سبيل كسر الملل.
 
هذه حالة واحدة من حالات إهدار أصول الدولة، وتبديد ثروة الشعب، تقابل منها كل يوم عشرات الحالات، لدرجة أننا فى كثير من الأحيان ننشئ وزارات وننساها، نبنى أصولا ونهملها، نوظف عمالا دون حاجة، ونترك مصالح بلا عمالة كافية، تحول المال العام إلى نهيبة، وتحول المسؤولون إلى تروس صدئة فى ماكينة معطلة، وتحولت ثروة مصر إلى ساحة «خردة» كبيرة.
 
كل هذا جعلنى أتعاطف تمامًا مع ما قاله الدكتور هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، عن خطة عمل الوزارة، والاستراتيجية التى تم وضعها للتعامل مع الشركات التابعة للقطاع، وكيفية إعادة هيكلتها لوقف نزيف الخسائر، وزيادة أرباح الشركات الرابحة، واستغلال الأصول غير المستغلة، فأصول شركات قطاع الأعمال وأصول مرافق الدولة عامة بحاجة ماسة إلى إعادة تخطيط وإعادة استثمار، وإعادة شحن بطاريات الضمير.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

متحدث الحكومة: توجيه رئاسي بإنهاء تطوير الطريق الإقليمى في أقصر مدة ممكنة

أحمد عيد مدافع سموحة ينتقل إلى الجزيرة الأردني فى صفقة انتقال حر

"صوت الأردن" الفنان عمر العبد اللات نجم افتتاح مهرجان جرش بدورته الـ 39

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

ليفربول يحتفل بإنجازات محمد صلاح التاريخية فى موسم 2024-25


ريبيرو مدرب الأهلي يتجول فى شارع المعز ويلتقط صورا مع الجماهير.. فيديو

أسد الحملاوى يرد على شلاسك البولندى بعد اتهامه بالهروب من معسكر الفريق

الداخلية تضبط سائقين يسيرون عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو

السماء تمطر أموالا.. هليكوبتر تسقط دولارات على "روح" مواطن أمريكى.. فيديو

جيش الاحتلال يعلن مقتل رقيب في الكتيبة الهندسية 601 بمعارك شمال غزة


إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

كامل الوزير: إعداد خطة زمنية مضغوطة لإنهاء الطريق الإقليمي بالكامل

منى زكى تروج لفيلم الجواهرجى مع محمد هنيدى قبل طرحه فى السينمات 30 يوليو

حقن مضادة للشيخوخة ولعب اليوجا.. تعرف على سبب وفاة شيفالي جاريوالا

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

رؤساء محكمة النقض ومجلس الدولة والنيابة الإدارية الجدد يؤدون اليمين القانونية.. منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى للسابقين.. الرئيس السيسى يؤكد استقلال القضاء ويشيد بدور المؤسسات والهيئات القضائية المهم

الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

65 مليون دولار تنعش خزائن الفرق العربية فى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى