صور.. من البوابة إلى المدرج.. ملعب "إسبانيول" مشاهدة "5 نجوم" لأساطير الدورى الأسبانى .. أكاديمية احترافية لاكتشاف المواهب .. قاعة أفراح تطل على المستطيل الأخضر.. ونصب تذكارى لـ"رماد الراحلين"

عندما نتحدث عن الدورى الأسبانى فى مصر، غالبا ما نجد فريقين من المشجعين أحدهما جمهور نادى برشلونة، وآخر لريال مدريد، لكن بينما يمثل ذلك الدورى الأفضل فى العالم، فبالتأكيد هناك الكثير من الأندية الكبيرة التى تخوض المنافسة فى واحدة من أكثر ساحات كرة القدم إثارة فى العالم.

إذا كنت ممن يميلون إلى ذلك النوع من الانتماء المفعم بالولاء الحقيقى للفريق والذى يظهر فى العمل الجاد على تطوير المؤسسة الرياضية، فبالتأكيد ستحب أن تسمع عن نادى "إسبانيول"، الذى يطلق أيضا عليه "النادى الملكى" ويأتى فى المركز الخامس فى الدورى LaLiga، والذى زاره "اليوم السابع" والتقى عددا من المسئولين القائمين على النادى والأكاديمية التابعة له، فضلا عن زيارة الأستاد الخاص به، ضمن جولة شملت عدة أندية فى إقليم كتالونيا على مدار خمسة أيام مع وفد مكون من 15 صحفيا من بلدان مختلفة حول العالم.

المشهد من إحدى غرف الدرجة الأولى

بدأت الجولة بزيارة أستاد إسبانيول الضخم RCD Stadium  الذى تبلغ سعته 40 ألف و500 مقعد، لكنه يضم أيضا واحدة من أفخم مدرجات الدرجة الأولى حيث يتمتع مشاهد هذه الدرجة بوسائل رفاهية عديدة مثل حجرة خاصة يشاهد من خلالها المباراة يتوفر بها بار صغير ومقاعد مريحة وشاشة لنقل المباراة فضلا عن نافذها التى تطل على الملعب، وفى نهاية ممر هذه الحجرات الفاخرة تجد بار رئيسى بإطلالة زجاجية واسعة على الملعب.

البار الرئيسى المطل على الملعب فى استاد اسبانيول

النادى الذى تأسس عام 1900 وهو واحد من عدة أندية لكرة القدم الاسبانية حصلت على رعاية من قبل التاج الاسبانى وبالتالى يحق لها استخدام ريال فى أسمائهم والتاج الملكى على شارتهم. تم منح هذا الحق لإسبانيول عام 1912 من قبل ألفونسو الثالث عشر وأصبح النادى فيما بعد يعرف باسم Reial Club Deportiu Espanyol de Barcelona.

من الزواج وحتى الرماد

من الأمور اللافتة فى الأستاد الضخم لنادى اسبانيول، تلك القاعة التى تستضيف حفلات زفاف والتى تطل مباشرة على الملعب مما يمكن المعازيم من مشاهدة المباريات خلال حضورهم تلك المناسبات الاجتماعية الهامة. وهذه القاعة نفسها مزينة بصور الشخصيات التى ترأست النادى منذ إنشاءه.

قاعة عرض البطولات

وربما نشأته كأول نادى أسبانى يتم تأسيسه من قبل مشجعى كرة القدم، خلقت داخله تلك الروح من الولاء التى تستشعرها عند تجولك بداخل منشآته سواء فى منطقة الأستاد أو حتى داخل النادى نفسه الذى يبعد بضعة كيلو مترات عن مقر الاستاد. وداخل الأستاد نفسه  تجد صالة كبيرة تضم نصب تذكارى، للمشجعين واللاعبين تعرف باسم ESPAI MEMORIAL of RCD Espanyol .

وفى ذلك النصب الذى يقبع فى الجهة اليسرى من الصالة يأتى عائلات مشجعى النادى، ممن رحلوا عن عالمنا، ويقوم ذويهم بنثر بعض من رمادهم ليظل ترابهم واسمائهم داخله. كما أن هذه الصالة الحديثة والتى تجذبك بجدرانها المقسمة لأعمدة من درجات الأزرق الصافى، تحمل أسماء أعضاء النادى الذين عاشوا شعور الأبيض والأزرق، كما وصفته موظفة الاستقبال، إذ تخصص هذه الأعمدة لعائلات الأعضاء لكتابة أسماء ذويهم. كان الأبرز داخل هذه الصالة صور دانى جارك، اللاعب الذى توفى خلال مباراه للفريق عام 2010، وقد تم إطلاق أسمه على إحدى منشآت النادى.

ساس خلال حديث مع الصحفيين

الأكاديمية ومواجهة الوحش

على بعد 20كم من الاستاد، يوجد المقر الرئيسى للنادى الذى يضم 13 من الملاعب المخصصة للتمرين وبعض مباريات الكأس والدورى وتدريبات لاعبى أكاديمية إسبانيول، بينهم ملعبان من النجيلة الطبيعية، مخصصان للفريق الأول يحيط بهم مدرجات للجماهير، فضلا عن ملعب خاص بتمرين حراس المرمى أيضا من النجيلة الطبيعية. بالإضافة إلى الملاعب، يتمتع النادى بالعديد من المنشآت غرف تغيير الملابس لـ7 فرق وغرف تغيير ملابس خاصة بالمدربين واخرى خاصة بحكام المباريات.

وفى النادى حيث يوجد أيضا مقر الأكاديمية أو المدرسة الخاصة بإسبانيول، التقينا ألبرت ساس، منسق الأكاديميات، الذى تحدث فى محاضرة مطولة عن أكاديميات نادى إسبانيول، وحلمهم الذى يسعون نحوه بجد بأن يأتى جميع لاعبى الفريق الأول من الأكاديمية بحلول موسم 2020/2021، قائلا "إذا كان جميع لاعبينا هم من خريجى أكاديميتنا، التى هى واحدة من الأفضل فى العالم، فإن هذا يضيف قيمة للبطولات التى نحصل عليها، فضلا عن أننا نعتقد أن النجاح ممكن".

اعمدة تذكارية لاسماء لاعبين ومشجعين رحلوا عن عالمنا

وفى مواجهة "الوحش" كما وصفه ساس، مشيرا إلى نادى برشلونة "البارسا"، فضلا عن غيره من الأندية الأوروبية التى تعتبر كتالونيا منطقة مميزة بالمواهب فى كرة القدم، فإن إسبانيول يواجه سباق شرس فى إكتشاف المواهب وتصعيدهم، لكنه نجح بشكل كبير من خلال أكاديميته حتى أن 50% من لاعبى الفريق الأول لكرة القدم هم من خريجى أكاديميته، مما يدخر الكثير من المال للنادى الذى بات مصدرا للأندية الأخرى حتى الكبيرة منها مثل حارس المرمى "كيكو كاسيلا" الذى يلعب حاليا لنادى ريال مدريد، وليس فى إسبانيا فقط فهناك نحو 35 لاعب من خريجى أكاديمية إسبانيول يلعبون فى دوريات الدرجة الأولى فى أنحاء مختلفة من أوروبا وحتى الصين واليابان. 

النصب التذكارى

ولنادى إسبانيول 12 أكاديمية لكرة القدم حول العالم، بإجمالى 1427 لاعب، فيما تضم الأكاديمية الرئيسية فى برشلونة 211 لاعب. وبلهجة الولاء المفعم بالحب والحماس للنادى، واصل ساس حديثه قائلا "عندا أرى لاعبا من الأكاديمية يلعب للفريق الأول، فهذا يمنحنى الكثير من القوة".