فى ذكرى رحيله.. على باشا مبارك يتذكر أيام "البهدلة".. كتاب "حياتي" لـ أبو التعليم يحكى سنوات حفظه القرآن بالضرب وعمله مع الكاتب الجعان وهروبه من المنزل وفلوس الشغل الحرام ودخوله السجن

غلاف حياتى
غلاف حياتى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

تمر اليوم ذكرى رحيل على باشا مبارك، الذى توفى يوم 14 نوفمبر 1893، بعدما حقق لمصر خطوة فى مجال التعليم، فى عصر النهضة.

وفى كتابه "حياتى" الذى يحكى سيرة حياته، ويتذكر على باشا مبارك أيامه الأولى وسعيه للتعليم وظروف حياته، حيث كان ولدا وحيدا له سبع بنات أشقاء، وله أخوة ذكور من أم أخرى، وكان والده حريصا على تعليمه، ومن أجل ذلك وقعت بعض الحكايات الغريبة فى طفولته.

حفظ القرآن بالضرب
 

أسلمنى أبى لمعلم اسمه الشيخ أحمد أبو خضر من ناحية الكردى قرية بقرب برنبال، وجعل الوالد يرسل لى كفايتى عنده وكنت لا أذهب إلى بيتنا إلا كل جمعة، ومن خوفى منه كنت لا أعيد إليه فارغ اليدين، فأقمت عنده نحو سنتين، فختمت القرآن بداءة ثم لكثرة ضربه لى تركته وأبيت أن أذهب إليه بعد ذلك وجعلت أقرأ عند والدى إلا أنى لكثرة أشغاله واشتغاله عنى تعلقت باللعلب والتفريط، فنسيت ما حفظته، فخشى والدى عاقبة ذلك، فهم بجبرى على الذهاب إلى هذا المعلم، فاستعصيت ونويت الهرب إن لم يرجع عنى.

كاتب نظيف لكن جعان
 

وعندما سألونى عما أريده قلت أريد أن أكون كاتبا لما كنت أرى للكتاب من حسن الهيئة والهيبة والقرب من الحكام، وكان لوالدى صاحب من الكتاب، كان كاتب قسم، فأسلمنى إليه، فرأيته رجلا حسن الهيئة نظيف الثياب جميل الخط فأقمت عنده مدة، ولى من والدى مرتب يكفينى، فدخلت بيته وخالطت عياله، فإذا هو مجمل الظاهر فقير فى بيته وله ثلاث زوجات وعيال، على قلة من الزاد، فكنت فى غالب أيامى أبيت طاويا من الجوع، وكان أغلب تعليمه إياى على قلته فى البيت أمام نسائه، وكان خروجه إلى السرحة قليلا، وإذا خرج يستصحبنى معه، فلا أستفيد إلا خدمتى له، ومع ذلك فكان يؤذينى دائما، إلا أن كنا يوما فى قرية المناجاة فسألنى أمام الناظر وجماعة حضور، عن : الواحد فى الواحد، وقلت له باثنين، فضربنى بمقلاة بن، فشجنى فى رأسى، فلامه الحاضرون، وذهبت إلى والدى أشكو إليه، فلم أنل منه إلا الأذية، وكان يومئذ مولد سيدى أحمد البدوى، فهربت مع الناس قاصدا المطرية (جهة المنزلة) لألحق بخالة لى هناك.

الهروب من المنزل
 

مرضت بالريح الأصفر، فى طريقى بقرية صان الحجر، فأخذنى رجل من أهلها لا أعرفه، فمكثت على ذلك عنده أربعين يوما، وثد سألونى عن أهلى، فقلت أن يتيم مقطوع، وكان والدى فى تلك المدة وأحد أخوتى يفتشان على فى البلاد، فاستدلا على فى صان الحجر، فلما رأيتهما من بعد هربت، ونزلت بمنية طريف، فأخذنى رجل عربى، ولم أقم عنده إلا قليلا حتى هربت ولحقت بأخ لى فى بلدتنا برنبال، وبعد أيام قدم إلينا أخى الذى كان يفتش على فأخذنى بالحيلة إلى والدى، وقد أشكل عليهم أمرى، وذهبوا كل مذهب فى كيفية تربيتى، وما يصنعون بى، وجعلوا يعرضون على القراء والكتاب فلم أقبل، وقلت إن المعلم لا أستفيد منه إلا الضرب والكاتب لا يفيدنى إلا الضياع والأذية ويستفيد منى الخدمة.

شغل وفلوس وفضح سيرة
 

ثم عرض على والدى أن يلحقنى بصاحب له من كتبة المساحين فرضيت بذلك، فلما عاشرته رغبت فى عشرته لما كنت اكتسب من صحبته من النقود التى تنالنى مما يأخذه من الأهالى، فأقمت عنده ثلاثة أشهر، لكنى لصغر صنى وعدم معرفتى بما ينفع وما يضر كنت أفشى سره واخبر عما يأخذه من الناس، فطردنى فبقيت فى بيتنا.

الدخول إلى السجن
 

ثم بعد نحو سنة جعلنى مساعدا عند كاتب فى مأمورية أبى كبير بماهية خمسين قرشا أبيض له الدفاتر، فأقمت عنده نحو ثلاثة أشهر، وقد خلقت ثيابى وساءت حالى ولم أقبض شيئا من الماهية إلا الأكل فى بيته، ثم عيننى يوما لقبض حاصل أبى كبير، فقبضته وأمسكت عندى منه قدر ماهيتى، وكتبت له علما بالواصل، ووضعته فى كيس النقدية، فلم وقف على ذلك اغتاظ منى وأسرها فى نفسه.

وكان مأمور أبى كبير يوم إذن عبد العال أبا سالم من منية النمرد فأخبره بذلك واتفق أن المأمورية مطلوب منها شخص فى العسكرية، فأغراه بى واتفق على إلحاقى بالجهادية لسداد هذه الطلبة، فنادونى على حين غفلة، وأمرنى المأمور بالذهاب إلى السجن لكتب المسجونين، وأصحبنى رجلا من أغوات المأمورية، فلما دخلت السجن أحضروا غلا من الحديد ووضعوه فى رقبتى، وتركت مسجونا، فداخلنى ما لا مزيد عليه من الخوف، فلبثت فى السجن بضعا وعشرين يوما، فى أوساخ المسجونين وقاذوراتهم، وسرت أنتحب، فرق لى السجان لصغر سنى، فقربنى إلى الباب، وواسيته بشيء من النقود التى كانت سبب سجنى وكنت أرسلت إلى والدى بحبسى، فذهب إلى العزيز وكان بناحية منية القمح، وقدم له قصتى فى عريضة، فكتب بإخلاء سبيلى. 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يضع الرتوش الأخيرة على صفقة انتقال عمر الساعى للمصري

قطاع الناشئين بنادى المقاولون العرب يجرى اختبارات بقرية محمد صلاح لاختيار مواهب كروية مثله تكريما له.. مشاركة فعالة للناشئين من الغربية والمحافظات المجاورة.. وتصعيد 100 من المشاركين للتصفيات بالقاهرة.. صور

زى النهارده.. محمد صلاح يقود الفراعنة للفوز على أوغندا فى أمم أفريقيا

استديوهات التصوير غير المرخصة.. تهديد خفي في قبضة الأمن

المصري يسعى لتدعيم الجبهة اليمنى بعد اقتراب أحمد عيد من الأهلي


رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام

صفقات الأهلى فى الميزان بعد المونديال.. زيزو يلمع وبن رمضان يبدع وتريزيجيه تحت الضغط

549 مليون دولار عالميًا لـ فيلم Mission: Impossible - The Final Reckoning

غداً.. الإعلان عن الجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ

اعترافات لصوص الهواتف المحمولة بالقاهرة: نفذنا 4 جرائم بأسلوب المغافلة


الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو.. نقطة تحول فارقة أعادت مصر إلى مسارها الوطني.. الجبهة الوطنية: جسدت إرادة شعب واستعادت هوية مصر واستقرارها.. ورئيس الحزب الناصري: عبرت عن وعي شعب لا يُخدع ووطن لا يُكسر

مولودين من 48 ساعة.. مسعد ويحيى أصغر أسدين فى حديقة حيوان بنى سويف "فيديو"

الأهلى يدرس التراجع عن ضم أحمد عيد والتمسك ببقاء عمر كمال

الناقدة ماجدة خير الله تشيد بالفنان أحمد مجدى بعد أدائه في "فات الميعاد"

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

غدا.. رئيس الوزراء يشارك بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة

اشتعال الأحداث فى السودان.. الجيش السودانى يقصف مواقع للدعم السريع فى نيالا بجنوب دارفور ويعيد فتح طريق حيوي بعد معارك عنيفة مع "الشعبية".. والأمم المتحدة تكشف: الدعم السريع تُجنّد مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى

هيئة التأمين الاجتماعى: صرف المعاشات بالزيادة لـ11.5 مليون مواطن بعد غد

سائق متهور.. سقوط سيارة داخل ترعة على طريق أجا فى المنصورة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى