نتنياهو يراوغ الجميع.. يهدد بحل الكنيست لتمرير قانون "التجنيد الإجبارى" فى ضربة للأحزاب الدينية.. تقارير: محاولة لمغازلة المعارضة ووقف هجومها ضده فى قضايا الفساد.. والليكود سيخسر فى الانتخابات المبكرة

فى مراوغة جديدة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للأحزاب الدينية المتطرفة لتمرير قانون التجنيد الإجبارى للمتطرفين اليهود "الحريديم" اللذين يرفضون الخدمة فى الجيش الإسرائيلى على اعتبار أن دراسة الشريعة اليهودية أهم من الخدمة، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية المقربة من دوائر صنع القرار فى تل أبيب عن مجموعة من المسئولين فى الائتلاف الحكومى الذى يتزعمه "نتنياهو" قولهم أن رئيس الوزراء سيقدم مشروع قرار  بالكنيست للتصويت على  حل الكنيست  والدعوة إلى انتخابات مبكرة بسبب قانون التجنيد الذى يرغب نتنياهو فى تمريره رغم معارضة الأحزاب الدينية المتطرفة فى الكنيست ، فى حين يهدف من ذلك لمغازلة المعارضة .

وقالت الصحيفة أنه من بين القوانين التى يرغب نتنياهو فى تمريرها بالكنيست قانون تقليل صلاحيات رئيس الدولة ، فرغم كون رئيس الدولة من المناصب الشرفية إلا ان القانون المقترح يعترض على أن يكون رئيس الدولة هو الشخص المشرف على مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات .

وأوضحت الصحيفة أنه فى حال التصويت على مشروع القرار والتصويت بحل الكنيست فإن الانتخابات ستكون فى الربع الأول من عام 2019 ، وفى أقصى تقدير يكون فى شهر مارس.

الكنيست الاسرائيلى 

ومن جانبها قالت الدكتورة رانيا فوزي المتخصصة  فى الشئون الإسرائيلية أنه في الفترة الأخيرة باتت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بشأن قانون التجنيد تثير ضجة من جديد  فى وسائل الإعلام الإسرائيلية وخاصة تلك التى يمولها الحريديم .

وأضافت "فوزى"  لـ" اليوم السابع" أن نتنياهو يميل لسياسة  المراوغة واللعب على كل الأحبال  لكسب المتدينين والعلمانيين ،  فمن ناحية يسعى إلى طمأنة الحريديم الذين يؤيد 70 % من هذا القطاع  سياساته ويتحاشون حتى في مواقعهم الإخبارية توجيه النقد له ولزوجته  رغم قضايا الفساد المتهم فيها .

ومن ناحية أخرى يسعى من وراء اقرار قانون التجنيد إلى  صرف انظار المعارضة في اسرائيل وأذرعهم الإعلامية عنه بإقرار قانون التجنيد لمغازلتهم بهدف تحسين صورته أمام الإسرائيليين، خاصة بعد الهجمة الإعلامية الشعواء التي تعرض لها مؤخرا من قبل المواقع الإخبارية التي تميل في توجهاتها إلى اليسار الإسرائيلي .

الحريديم 

وتشير الدكتورة " فوزي "إلى أن نتنياهو استغل  جلسة وزراء الليكود التي عقدت في منتصف أكتوبر الماضي للتطرق إلى أزمة الائتلاف حول قانون التجنيد واحتمالية تقديم موعد الانتخابات وحل الكنيست.

وتابعت بأن الفترة الماضية قد شهدت بالفعل اجتماعا بين  نتنياهو ومجلس حكماء التوراة لتقريب وجهات النظر واقناعهم بأن قانون التجنيد قانون جيد لصالح الجمهور الحريدي ولصالح العلاقات بين الحريديم والعلمانيين.

رانيا فوزى

وأوضحت" فوزي " أن مسألة حل الكنيست أو تبكير موعد الانتخابات لن تكون في صالح نتانياهو نفسه ، فقد سعى إلى تأجيل مناقشة هذا القانون في الدورة الشتوية الحالية بالكنيست والتي كان من المفترض أن يناقش خلال الدورة الماضية، إلا أن نتنياهو طلب تأجيلها تجنبًا للمواضيع المثيرة للخلافات داخل الائتلاف الحكومي سعيًا منه لإطالة عمر حكومته .

وتعتقد المتخصصة في دراسات الإعلام الإسرائيلي أن كتلة حزب "يهدوت هتوراه" الحريدية، المشاركة في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، بقيادة الليكود، ستستمر في محاولة التوصل إلى تفاهمات بشأن "قانون التجنيد" مع  نتنياهو وأن الكتلة لن تحل الحكومة وتنسحب من الائتلاف حتى لو تمت المصادقة على القانون بصورته الحالية، ما قد يؤجل تبكير موعد الانتخابات.