النساء واليمين المتطرف فى الغرب.. الجنس الناعم يميل للعنصرية بسبب المصلحة الشخصية.. وعود المساعدات ومحاربة التحرش تجلب دعمهن.. النازيون يطالبون ببقاء المرأة فى المنزل رغم اعتمادهم عليها فى الحرب العالمية

النساء فى اليمين المتطرف
النساء فى اليمين المتطرف
كتبت - سالى حسام

معاداة المرأة والتقليل من شأنها، إحدى أبرز الاتهامات الموجهة لتيار اليمين المتطرف فى الدول الغربية، لكن على أرض الواقع هناك تصاعد فى أعداد النساء المؤيدات لليمين المتطرف، وبمختلف الدرجات بين التأييد الخفيف إلى الناشطات المتحمسات.. فلماذا إذا هذا التناقض.

قناة "دويتش فيله" الألمانية نشرت إحصائية فى أغسطس 2018، تقول إن النساء أكثر ميلا من الرجال للتطرف، وركزت الدراسة على الانتخابات الألمانية 2017 والتى زادت فيها نسبة أصوات النساء لصالح التيار اليمينى المتطرف 80% وتحديدا حزب البديل من أجل ألمانيا، والسبب بحسب القناة هو الوعود التى تقدمها الأحزاب اليمينية للنساء، مثل زيادة أموال المساعدات الاجتماعية ورعاية الأطفال، والرعاية الصحية، الأمر الذى يجعل المرأة فى الدول الغربية قادرة على الإنجاب والانفاق على أطفالها حتى لو لم تجد عملا.

مظاهرات معادية لجرائم التحرش التى ارتكبها لاجئين
مظاهرات معادية لجرائم التحرش التى ارتكبها لاجئون

وتزايدت هذه الوعود مع الدعاية المعادية للهجرة، حيث تطالب أحزاب اليمين المتطرف بزيادة الانفاق على النساء والأطفال من أهل الدولة الأصليين بدلا من توفير المساعدات الاجتماعية للمهاجرين الأجانب الذين لا يندمجون فى المجتمع وثقافته أساسا.

ناهيك بالطبع عن تزايد حالات التحرش الجنسى والتى يتم اتهام رجال مهاجرين بالقيام به، وأشهرها حادثة التحرش فى ليلة رأس السنة فى كولونيا 2016، وهذه الدعاية جلبت الكثير من النساء لصف اليمين المتطرف.

الفيمنست ضد السعادة

النساء فى أماكن العمل
النساء فى أماكن العمل

 

ليست هذه حالة عامة، لكن بحسب جوردان بيترسون أستاذ علم النفس فى جامعة "تورونتو" هناك انخفاض عام فى حالة الرضا أو السعادة لدى النساء كلما اندمجن فى بيئات تضمن المساواة على الطريقة التى ينادى بها النشطاء الفيمنست حاليا، وجاءت دراسة نشرها موقع npr تقول إن النساء أقل سعادة إذا تولوا مراكز قيادية فى العمل بالمساواة مع الرجال، لأن هذه الترقيات تحمل أعباء أكبر فى العمل لكن لا تخفف شيئا من أعباء المنزل والعائلة.

أى أن مطالب الفيمنست والتيار اليسارى بمزيد من الحقوق للمرأة زاد عليها الواجبات، ولذا تأتى دعوة التيار اليمينى المتطرف بالهجوم على اليساريين وأنصار حقوق المرأة والمساواة كنوع من إيجاد حل جاهز للمرأة المرهقة فى العمل والمنزل، خاصة وأن التيار اليمينى عادة ما يلمح وأحيانا يصرح بأن مكان المرأة هو المنزل فى الأساس وأن الوظائف التى تتولاها لا يجب أن تكون بنفس مشقة وظائف الرجال.

داعش بالعكس

ربما تلاحظ هنا المفارقة وهى أن تنظيمات متطرفة مثل داعش اعتمدت على النساء كشرطة فى المناطق تحت سيطرة التنظيم، والآن نرى نفس الشىء مع التيار اليمينى المتطرف فى الغرب، فبحسب صحيفة الجارديان، لا يجب استغراب انضمام نساء من بريطانيا لداعش لأن حتى التنظيم المعادى للمرأة والذى يطالب ببقاءها فى المنزل، هو فى نفس الوقت يمنحها حرية حمل السلاح ومعاقبة نساء أخريات، أى أنه يمنح مجموعة معينة من النساء سلطات وصلاحيات مميزة.

نساء داعش
نساء داعش

ونفس الشىء يحدث مع التيار اليمينى الذى لا يمكن أن يفوز بقاعدة شعبية تضمن لأحزابه الفوز فى الانتخابات إلا بالاعتماد على قيادات نسائية، فإذا كان لديك لواء الخنساء فى داعش، فإن فراوكة بيترى قيادية حزب اليمين من أجل ألمانيا، بينما فى فرنسا مارين لوبان تقود الجبهة الوطنية وكانت مرشحة للرئاسة.

لذا لا يمكن لليمين أن يعادى المرأة صراحة أبدا، فحتى النازيين كانوا يعتمدون على النساء فى الوظائف الإدارية والعمل فى المصانع بعدما ذهب أغلب رجال ألمانيا للقتال فى الحرب العالمية الثانية، والأن النازيين الجدد، يعتمدون على النساء فى ترتيب مسيرات الذكرى الأولى من مظاهرات شارلوتسفيل بحسب صحيفة "يو أس آيه توداى" حتى ولو كان أحد أنصار النازيين الجدد مثل ريتشارد سبنسر يقول "لست واثقا من أنه يجب منح النساء الحق فى التصويت" فإن كلامه لا يعدو كونه مجرد ترديد للدعاية النازية القديمة بأن النساء مكانها فى المنزل لكنها فى الواقع كانت تقوم بمختلف الأعمال على أرض الواقع.

النساء يعمل فى صناعة القذائف فى الحرب العالمية الثانية
النساء تعمل فى صناعة القذائف فى الحرب العالمية الثانية

لذا يمكن القول أن المصلحة المتبادلة هى السبب الرئيسى فى ميل النساء للتطرف، سواء بمنح المرأة امتيازات معينة رغم الخطاب العنصرى ضدها أو لحاجة هذه الأحزاب لأصوات النساء مما يجعلها تخفف من نغمة التقليل من شأن المرأة.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريا أبي راشد: أجريت مقابلة تليفزيونية بعد يومين من ولادتي

‎تريزيجيه مودعاً الريان قبل الانضمام للأهلي: شكراً على الدعم والمحبة

موعد تسجيل أحمد سيد زيزو في قائمة الأهلى وسفره إلى أمريكا

على طريقة ألعاب الفيديو.. إسرائيل تقتل فلسطينيا من ذوى الاحتياجات الخاصة.. فيديو

اكتشاف مذهل.. اليابان تبدأ اختبارات "دم صناعى" مدة صلاحيته تصل لأكثر من عام


‏يانكون فى وداع الأهلي: مصر أم الدنيا ورحلة نجاح مع نادي عمري ما هنساه

طاهر محمد طاهر يحتفل بعقد قرانه بعد تتويج الأهلي بالدوري.. صور

مصرع وكيل نيابة إثر اصطدام سيارة ملاكى بسور محور 26 يوليو

الأهلى ضد إنتر ميامى.. هل يحضر ترامب ضربة البداية فى كأس العالم للأندية؟

بعد جدل المحكمة الرياضية.. سألنا الـ"AI" مين بطل الدوري؟ اعرف الإجابة


آخر تطورات ملف تجديد عقد عبد الله السعيد مع الزمالك

محامي الطفلة ريتال: موكلتي تتماثل للشفاء والتحقيقات ما زالت مستمرة

عبر رسائل نصية.. السعودية تشدد: لا دخول إلى مكة والمشاعر دون تصريح حج

مُنعوا من دخول المملكة 10 سنوات.. عقوبة 11 شخصا نقلوا 50 مخالفا لأنظمة الحج

نتنياهو يجرى عملية تنظير القولون الروتينية فى مستشفى بالقدس المحتلة

غدا.. أولى جلسات محاكمة مسؤولى اتحاد الكاراتية لاتهامهم بالتسبب فى وفاة ناشئ

الأهلي يُجهّز كشف مكافآت الدوري بعد الفوز باللقب 45

الدولة لا تنسى أبناءها.. نقل جثامين المصريين بالخارج مجانا فى هذه الحالات

الطقس اليوم الجمعة 30-5-2025.. أجواء ربيعية مائلة للحرارة نهارا معتدلة ليلا

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد الإنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى