سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 نوفمبر 1974.. السادات يتصل بوزير الداخلية ممدوح سالم فى حضور «أبو إياد» للإفراج عن 14 فدائيا فلسطينيا من سجن القلعة

محمد أنور السادات وممدوح سالم
محمد أنور السادات وممدوح سالم
وقف صلاح خلف «أبو إياد»الرجل الثانى فى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ليخطب فى مهرجان شعبى بجامعة بيروت العربية يوم 19 نوفمبر 1974، واندهش المستمعون ليس لدفاعه عن 14 فدائيا فلسطينيا معتقلين فى المغرب، بتهمة التخطيط لاغتيال رؤساء وملوك عرب فى القمة العربية بالرباط يوم 26 أكتوبر 1947، وإنما لإعلانه عن تضامنه مع محاولة الاغتيال، حسبما يكشف فى مذكراته «فلسطينى بلا هوية».
 
يتذكر أنه قال: «إن المعتقلين الأربعة عشر فى الرباط قاموا بواجبهم..لم تكن عندهم النية فى مهاجمة كافة رؤساء الدول العربية، وإنما كان واحد منهم فقط هو الملك حسين «العاهل الأردنى».. يضيف: «ثم هتفت قائلا إنه إذا كان صحيحا أنهم سعوا إلى هذا الغرض فإننى أتحمل المسؤولية الكاملة، وأدعى شرف دعم هذا العمل.. ثم ذكرت بهذا الصدد بأن الهيئات القيادية فى حركة فتح اتخذت قرارا إثر مجزرة الفدائيين فى1970-1971 بأن تزيل الملك حسين ونظامه، ثم تعرضت إثر ذلك لمصير المعتقلين الأربعة عشر، فأعلنت تصميمى على التوصل للإفراج عنهم، ونددت بالتعذيب الذى أوقعه البوليس المغربى بهم، ثم ألمحت إلى أنه إذا ما أصم الملك الحسن أذنيه عن نداءاتى، وكنت أرسلت قبل ذلك برسالة شفوية بواسطة شخصية تونسية، فإن لدينا من الوسائل ما نجبر بها العاهل الشريفى على الإذعان».
 
ممدوح-سالم
 
يكشف أبو إياد: «بينما كنت مندفعا فى هجومى، قاطعنى أحد معاونى ليسلمنى رسالة.. وجحظت عيناى وأنا أحملق فى المذكرة الموجزة، ذلك أنى قرأت فيها أنه تم إطلاق سراح الأربعة عشر، وأنهم سلموا إلى مصر التى أودعتهم سجن القلعة».. يعترف أبو إياد، أنه استأنف كلمته، ولم يدرِ كيف سيعدل لهجة خطابه، ثم قال إنه تسرع قليلا فى الهجوم على الحسن الثانى لأنه يتحسس مصالح المقاومة الفلسطينية، وأعلن عن النبأ الذى تلقاه، رافضا اعتقال الأربعة عشر فدائيا فى مصر، وتساءل: «بأى حق ينصب السادات نفسه قاضيا؟».
 
تعرض أبو إياد لمأزق جديد، يكشفه قائلا، إنه لم يكد ينتقل من الهجوم على الحسن الثانى إلى الهجوم على السادات حتى قوطع من أحد الحاضرين حين سلمه ورقة مكتوب فيها: «السادات يدعوك لرؤيته فورا، فأرجوك ألا تنتقده قبل أن تستمع إليه».. يؤكد أبو إياد: «كانت الكلمة بتوقيع أحد أفراد السفارة المصرية فى بيروت ممن أعدهم بين أصدقائى الخلص.. فهو كضابط استخبارات سابق قدم لنا خدمات كبرى فى الأردن إبان مواجهة عام 1970 مع جيش الملك حسين «مذابح أيلول الأسود».. يؤكد أبو إياد، أنه لم يكن أمامه بديلا عن الموافقة على طلبه الملح، وأستأنفت خطابى وأنا أكثر ارتباكا، وبدأت أتلعثم وأحاول البحث عن كلمات تتيح لى أن أنعطف بهدوء بعيدا عن السادات دون أن أناقض نفسى، وأخيرا توصلت إلى أن أقول للجمهور المتحير أن أصدقاءنا المصريين أبلغونى للتو أنباء مطمئنة، فاعتقال الفدائيين الأربعة عشر «إجراء روتينى» وهم يلقون معاملة «حسنة»ثم أوجزت حديثى وخلصت بكلام غامض التفاؤل».
 
محمد-انور-السادات-(44)
 
يضيف أبو إياد: «فى اليوم التالى» 20 نوفمبر، مثل هذا اليوم عام 1974، ركبت الطائرة إلى القاهرة، ووجدت فى المطار ممثلا عن الرئيس السادات ينتظرنى ليقودنى مباشرة إلى القصر الرئاسى، واحتضننى وهو يبتسم ويقول: «يبدو أنك كنت تسعى إلى اغتيالى؟».. يؤكد أبوإياد: «لم أحاول حتى أن أعترض، إذ إن الاتهام بدا لى عبثيا متهافتا».. يضيف: «استطرد السادات مطلعا إياى على التقارير التى تلقاها قبل «قمة الرباط» وزيارة وفد مغربى له وتسليمه نتائج التحقيق المقلقة المخيفة، غير أنه أضاف متحببا بأن ارتاب فى هذه المعلومات، وتشكك فيها، أليس عائلتى المقيمة فى القاهرة تسكن بجوار مقره، أو لسنا أصدقاء قدامى؟.
 
يكشف أبو إياد، أن السادات أبلغه بأن ضباط المخابرات المصرية الذين سافروا إلى المغرب للتحقيق، عادوا مقتنعين بأن الملك حسين كان الوحيد المستهدف من العملية أثناء «قمة الرباط»، ويذكر أبو إياد، أن ضباط المخابرات تباحثوا مطولا مع الفدائيين الموقوفين، الذين يعرفون أربعة منهم لأنهم يقيمون عادة فى مصر، ويضيف: «باختصار، فإن السادات وفر علىّ عناء تقديم تفسيرات للماضى لا طائل منها.. وشكرته على الثقة التى يولينى إياها، ثم قلت له بفظاظة: لا يليق به أن يجعل من نفسه سجانا للوطنيين الفلسطينيين، وأضفت أنى سأشعر بخيبة عميقة إذا ظل مناضلونا ساعة واحدة بعد فى سجن القلعة».. يكشف إبوإياد عن رد فعل السادات قائلا: «توجه السادات إلى الهاتف، وطلب اللواء ممدوح سالم وزير الداخلية، وطلب منه الإفراج عن المعتقلين الأربعة عشر فورا»..يؤكد أبوإياد: «غادرت الرئيس وأنا خلى القلب، لأعود إلى زوجتى وأولادى».
 
بعد 48 ساعة من هذا اللقاء فوجئ الزعيم الفلسطينى باتصال مهم من وزير الخارجية المصرية إسماعيل فهمى لاستدعائه.. فلماذا؟
 
p.11
 


 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ضبابية الاقتصاد.. حرب غزة توقف توزيع أرباح البنوك في إسرائيل

نوال الدجوى.. ماذا قالت التحريات الأولية عن سرقة فيلا 6 أكتوبر ؟

الأرصاد تحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق غدًا

الزمالك يقترب من حسم صفقة مهند على مهاجم الشرطة العراقي

نور الشربينى تصل القاهرة برفقة أسرتها بعد التتويج ببطولة العالم للاسكواش


شواطئ البحر الأحمر تستقبل طيور أوروبا المهاجرة.. تتوفر لها الراحة والغذاء.. ظهور النسور والصقور فى المناطق الجنوبية.. المختصون يرسمون مسار هجرتها.. ومصر تمتلك ثانى أكبر مسار لها فى العالم.. صور

فرص عمل للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. تفاصيل

لامين يامال يرتدى الرقم 10 ويوقّع عقدا تاريخيا مع برشلونة فى عيد ميلاده الـ18

الأهلى يفاوض زد لشراء مصطفى العش بشكل نهائى

سعرها وصل مليون جنيه.. طرح لوحة سيارة مميزة رقمها "ع سـ ل 11" بالمزاد


البلاط السلطاني يعلن وفاة حماة السلطان هيثم بن طارق

فهد المولد.. هل يعود إلى الملاعب بعد غيبوبة تجاوزت 8 أشهر وأرقام مميزة؟

جيش الاحتلال يعلن إدخال 5 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة

القوات المسلحة: سقوط طائرة تدريب أثناء تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

وزارة العمل تعلن فرص عمل جديدة فى الصيدليات برواتب تصل لـ9400 جنيه

النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى