"هاجر".. معلمة تحدت الإعاقة وحققت حلمها بالتدريس: أمى علمتنى القوة.. التحقت بجامعة القاهرة بعدما رفضتنى عين شمس بزعم أن الأطفال "هيخافوا منى".. حصة العربى غيرت حياتى وأمنيتى وظيفة تليق بى دون شفقة

هاجر
هاجر
كتبت آية دعبس

"كانت لحظات فارقة بالنسبة لى، عندما وجدت نفسى فى مواجهة 60 تلميذا بالصف الأول الابتدائى، لأول مرة، فقد اعتدت إلقاء أبيات الشعر أمام أصدقائى وبعض الغرباء، لكن تجربة التدريس لأطفال كانت مختلفة تماما، فرغم فرحتى باستقبالهم لى، إلا أن وجودى على بعد خطوات من تلك السابورة التى طالما حلمت بالاقتراب منها، وبيدى الطباشير، جعلنى أتذكر عندما رفضت جامعة عين شمس إلحاقى بالدراسات العليا، ووصفتنى بأننى غير لائقة، وأن الطلاب سيخافون منى، ويستهزئون من إعاقتى، فحينها لم أكن أتخيل أن يأتى يوم تصبح فيه تلك اللحظات هى الأفضل فى حياتى، ورفضت أنا والتلاميذ تمريرها دون التقاط صورا سويا، لتظل ذكرى لا ننساها أبدا، ذكرى تمحو تلك الأفكار غير الحقيقية عن ذوى الإعاقة".

هاجر (1)

فى الخامسة فجرا، استيقظت هاجر محمد، 26 عام، أسوانية المنشأ، من ذوى الإعاقة، تخرجت فى كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، 2016، لتتجه إلى حى الهرم من مقر منزل عائلتها فى عزبة النخل، لتكتب بداية جديدة لحياة طالما حاول المحيطين بها تعجيزها عن الوصول لها، فقد حان موعد موعدها الأول مع تلاميذ فصل 1-3 فى إحدى المدارس، ضمن تدريب عملى، كجزء من دراساتها العليا التى تقدمت لها خلال هذا العام بكلية التربية جامعة القاهرة، وخلال ساعتين قطعتهم فى الطريق ظلت تفكر فى الانطباع الأول، ورد فعل التلاميذ، وكيفية تعاملها معهم.

هاجر (2)

وتروى "هاجر" لـ"اليوم السابع"، تجربتها منذ ولادتها وحتى تحقيقها لجزء من حلمها فى أن تصبح معلمة، فتقول: منذ بداية التحاقى بالتعليم، وأنا أحب التدريس جدا، وأريد أن أصبح مُدرسة، وفور دخولى للفصل، كانت مهمة شرح درس لغة عربية للأطفال فى الأول الابتدائى، مهمة شبه مستحيلة، لكن استقبال الأطفال لى بحب شعرت به منذ اللحظة الأولى كسر بداخلى تلك الرهبة، وبدأت فى منحهم تدريبات عملية، وأطالبهم بالخروج من مقاعدهم للسبورة ومشاركتى فى الكتابة عليها.

وتضيف: مر الوقت المخصص للحصة، دون أن أشعر، وأثناء خروجى من الفصل، طالبتنى إحدى التلميذات بالتقاط صورة معا، فتوقفت وحصلنا على صورة "سيلفى"، حينها فوجئت بهجوم كبير من باقى تلاميذ الفصل، جميعهم يرغبون فى مشاركتنا تلك الصورة، وظلوا يقولون لى "يا ميس تعالى لينا تانى"، وبعد خروجى من الفصل، شعرت أن ما حدث منحنى طاقة كبيرة للاستمرار فى دراستى، وأصبحت قادرة على تحدى أى حد الآن، لأننى أصبحت أدخل الفصول و"محدش بيخاف منى، واتصوروا معايا كمان، وأصبح بيننا حالة من الحب".

انتقلت هاجر بعد حصولها على الثانوية، من أسوان لتستقر فى القاهرة للدراسة فى جامعة الأزهر، وكانت تقضى أيام الدراسة فى المدن الجامعية، حتى مرت السنوات الأربعة وحصلت على تقدير جيد مرتفع، بكلية الشريعة الإسلامية، ونظرا لحبها الاستقرار بالقاهرة، اضطرت عائلتها بالكامل الانتقال معها، وتقول هاجر: وقتها قدمت لدبلومة بكلية التربية جامعة عين شمس، وبعد اجتيازى للامتحان، تم رفضى بعد المقابلة الشخصية، وعلمت أنهم يروا أننى لا أصلح أن أكون مُدرسة، وقالوا لى: الأطفال سيخافون منك، ويسخرون منك فى المدرسة، وقتها شعرت بالغضب، لوقوفهم ضد حلمى، خاصة أننى كنت الوحيدة التى تم رفضها من المتقدمين.

هاجر (3)

تستكمل هاجر قصتها وتقول: عملت لفترة قصيرة فى الصحافة فى إحدى المواقع الإلكترونية، ولكننى تركتها لأننى أحب التدريس أكثر، ولم أجد نفسى فى الصحافة، ولم أشعر أبدا أن هذا ما أرغب فيه، ولا يمكن أن أنسى أن ماما هى صاحبة الفضل الأكبر فى حياتى، فلم يقف أحد معى أنا وأخواتى بعد وفاة والدى، وعلمتنى أن لا أسمح لأحد أن يستهزأ منى فى المدرسة، وكيف يكون عندى ثقة فى النفس، ودعمتنى من خلال إلقاء الشعر لإكسابى القدرة على مواجهة أعداد من الناس، وأن أعبر عن نفسى، واعتمد بشكل كامل على نفسى، حتى أننى كنت دائما أنجح فى حل مشاكلى فى الجامعة.

وتابعت هاجر: لم يكن لدى علاقات بأحد غير أمى وأخواتى، فوجدت فى العالم الافتراضى وصفحات التواصل الاجتماعى، وسيلة للتواصل والتعرف على أشخاص كثر، وكتبت قصتى وتجربتى على "فيس بوك"، ووجدت تفاعلا كبيرا معى، حتى أصبحت السوشيال ميديا هى كل حياتى، ورغم ذلك بدأ البعض باتهامى بأننى أرغب فى الشهرة فقط، لكن ما أسعى له فى الحقيقة هو إكمال دراستى والحصول على وظيفة تليق بى، دون أى تعاطف من أحد، خاصة أن الكثير والكثير من الناس وعدونى بتوظيفى ولم يف أحد.

هاجر (4)

وتتابع "هاجر": أمنيتى وظيفة، خاصة أنه لم يعد هناك مصدر رزق لى للصرف على دراستى، ومساعدة والدتى، التى تعبت من أجلنا كثيرا، حتى حصلت على لقب الأم المثالية فى أسوان، وتم تكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأن يدعمنا الجميع، نعلم أننا كذوى إعاقة إن لم نبحث عن أنفسنا داخلنا، وحاربنا للخروج وإيجاد فرص لهم، سنظل فى بيوتنا ولا أحد يعلم شئ عننا، أو مطالبنا، أتمنى أن يتم توفير وظائف قيمة لنا، فنحن حقيقة لا نحتاج إلى كلمة شفقة، ذوى الإعاقة لا يحتاجون للعطف، نريد أن تروا قدراتنا، نحن أصحاب قدرات عالية، أفضل من أشخاص كُثر يقضون حياتهم على القهاوى.

 
هاجر (5)
 

 

هاجر (6)
 

 

هاجر (7)
 

 

هاجر (8)
 

 

هاجر (9)
 

 

هاجر (10)
 

هاجر (12)

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

الشاعر محمد غنيم: التعاون مع راغب علامة شرف كبير

بشرى لأهالى الإسكندرية.. هدم كوبرى المندرة بالكامل وحل أزمة المرور شرقا.. المحافظة تعلن انتهاء المسارات البديلة.. المشروع امتداد لتوسعة الكورنيش 5 حارات.. وتجهيز الطريق لاستكمال مسار مترو أبوقير.. فيديو وصور

محمد صلاح يزين قائمة تاريخية جديدة في الدوري الإنجليزي

تفاصيل التحقيق مع عاطل بتهمة سرقة السيدات المسنات بالزيتون

خطة حكومية لزيادة استثمارات القطاع الخاص لـ68% لتعزيز دوره فى التنمية


التكييف يحاصر أوروبا.. بين موجات الحر وضغط الكهرباء وتفاقم الأزمة البيئية.. شبكات كهرباء على حافة الانهيار أمام حرارة قياسية.. وارتفاع استخدام أجهزة التبريد تهدد البنية التحتية وتتحول إلى قنابل كربونية صامتة

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الأربعاء 20-8-2025

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

دفاع قاتل الإعلامية شيماء جمال يكشف تفاصيل تنفيذ حكم الإعدام للمتهمين

اليوم العالمى للعمل الإنسانى.. عمال الإغاثة فى وجه النيران.. أرقام أممية صادمة: مقتل 517 منهم 509 بالأراضى المحتلة وحدها.. وجوتيريش: العمال الإنسانيون شريان الحياة لـ300 مليون شخص محاصرين فى الصراعات والكوارث


جدول ترتيب هدافى الدورى الممتاز.. دغموم ينفرد

شاهد.. هدف إيبوكا لاعب الاتحاد السكندرى فى مرمى الإسماعيلى

لاعب فى فالنسيا.. يوسف الشريف يثير الجدل بفيديو عن جزء ثان من فيلمه العالمي

تصدى حارس فاركو أمام الطلائع من خارج المنطقة يثير جدلا تحكيميا.. فيديو

القاهرة صوت العقل والحكمة فى المنطقة.. سياسيون: مصر الطرف الأقدر على قيادة تسوية نهائية تضمن حقوق الشعب الفلسطينى وتشكل ركيزة أساسية في جهود وقف العدوان.. ودورها الإقليمي الرائد في دعم غزة يحظى بثقة الجميع

الكوكي يراهن على تألق 5 نجوم بالمصري في مواجهة بيراميدز بالدوري

النصر يتأهل لنهائى كأس السوبر السعودى بثنائية ضد اتحاد جدة.. فيديو

ضبط 9 متهمين فى مشاجرة بالأسلحة البيضاء فى الجيزة

ميكروفون مفتوح يكشف "سر جنونى" بين ترامب وماكرون حول بوتين.. تفاصيل

راشفورد: برشلونة يمتلك العقلية اللازمة لحصد كل الألقاب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى