صور.. الأوتار العازفة تتألق.. فرقة الوزيرى بالإسماعيلية ترفع شعار "السمسمية من التاريخ".. حفلات المقاهى تُعيد إحياء الموروث الشعبى.. وعازف بالفرقة: الآلة التاريخية عنصر أساسى فى أغانى الحروب وكرة القدم

الإسماعيلية – السيد فلاح

الجمعة، 23 نوفمبر 2018 06:30 م

تشتهر محافظات مدن القناة "الإسماعيلية والسويس وبورسعيد"، بفن السمسمية الذى ظهر أثناء حفر قناة السويس، حيث كانت وسيلة الترفيه الوحيدة المتاحة للعمال، إذ كانوا يستخدمونها فى المساء للتسلية والسمر.

والسمسمية هى آلة موسيقية مصرية شعبية قديمة تعود لأكثر من أربعة آلاف سنة، كما هو مسجل على جدران المعابد.

وكانت بداية انتشار فن السمسمية بمدن القناة، حفر قناة السويس، إذ ارتبط تاريخ مدن القناة، بالسمسمية، بعد أن استخدمها عازفون فى الحروب وحركات المقاومة الشعبية.

فى الفترة الأخيرة، سعت فرقة الوزيرى إلى إحياء تراث السمسمية، من خلال إقامة حفلات مجانية على المقاهى، مساءً للحفاظ على هذا التراث مع تقديم أغانيهم الشهيرة بالإضافة إلى أغانى النادى الإسماعيلية.

ولعبت آلة السمسمية في فترة حرب الاستنزاف في مصر دورًا مهمًا جدًا؛ حيث كانت الأداة الأولى، والأكثر تأثيرًا في الحرب الإعلامية؛ حيث استخدمها سكان القناة لتأجيج مشاعر الوطنية والمقاومة عند المصريين.

"اليوم السابع"، عايشت حفلات فرقة الوزيرى للسمسمية على أحد مقاهى منطقة الشهداء بالإسماعيلية، والتى حظيت بحضور كبير، حيث أتى للاستمتاع بأداء الفرقة رواد من كل مكان، حتى عشاق السمسمية ببورسعيد كان لهم حضور كبير فى تلك الليلة.

وقدمت الفرقة، ويطلق عليها أيضًا فرقة الصحبجية، أغانيها التى ألهبت حماس الحضور، حيث طلب الحضور إعادة أغانى أكثر من مرة، فى سهرة أعادت فيها الفرقة للحاضرين روح انتصارات أكتوبر وتأمين القناة وكل الأحداث المهمة والتى تم توثيقها من خلال الأغانى التى تم تأليفها.

وقال عبد العال سلامة، كبير فرقة الوزيرى للحفاظ على تراث السمسمية: "توارثنا فن السمسمية من الأجيال السابقة التى عشقت فن السمسمية فى الخمسينات، أمثال الراحلين عبده العثمللى ومرسى بركة ومحمد الوزيرى وروكا وأحمد فرج"، مشيرًا إلى أن فرقة السمسمية كانت عنصرا أساسيا فى إطلاق أغانى خاصة بالحرب.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" :"المرحوم مرسى بركة، أشهر مغنى وعازف للسمسمية فى الإسماعيلية، وكان يغنى جميع أدوار السمسمية، والآن تقوم فرقة الوزيرى ومشهورة أيضًا بالصحبجية والتى تم تأسيسها من 24 سنة بأداء أغانى السمسمية، وتضم موهوبين كبار فى فن السمسمية، كما تضم الفنان سامح وهاب والذى يعد خليفة مرسى بركة فى الفرقة".

وأشار إلى أن أول من عزف السمسمية وغناها فى منطقة القناة هو الفنان السويسى عبد الله كبربر، الذى تتلمذ على يديه الفنان أحمد السواحلى، حيث نقلها بدوره إلى الفنانين الراحلين أحمد فرج، وعبده العثمللى وهو من أشهر فنانى السمسمية القدامى والفنان الراحل مرسى بركة وروكا والوزيرى وغيرهم من أسماء لمعت فى فترة الستينات والسبعينات وتسلمت الراية منهم الأجيال الحالية التى تحاول أن تعيد أحياء السمسمية مرى أخرى.

وقال طارق السنى، عازف إيقاع بفرقة الوزيرى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، :"السمسمية عندنا هى المياه والهواء، ونخرج فيها أحزاننا وأفراحنا"، مشيرًا إلى أن الإسماعيلية لها نغمة خاصة مقارنة بنغمة السمسمية فى السويس وبورسعيد.

وأضاف: "هدفنا أحياء تراث هذه الآلة التاريخية التى استخدمناها فى فى خدعة العدو فى حرب الاستنزاف، حيث كنا نقعد على خط القنال ونغنى للثوار وكذلك أيام المقاومة الشعبية، وغنينا للحرب والأفراح ولكرة القدم، كانت الآلة مصدر ترفيه فى فترة الاحتلال وساهمت فى الحث على المقاومة الشعبية، كما وثقت فنيًا أحداث شهيرة بالإسماعيلية وكانت سببًا فى سعادة جماهير الدراويش وسمة مميزة لاحتفالات النادى".

وقال سامح وهاب، عازف سمسمية ومطرب فى الفرقة، :"الفرقة تم تأسيسها منذ 24 عامًا، ونسعى إلى أحياء هذا التراث لكل الأجيال الجديدة حتى لا تنقرض تلك الآلة التى اشتهرت بها مدن القناة بشكل عام ومحافظة الإسماعيلية بشكل خاص، ونقوم بأداء أغانى الثورة والحروب وأغانى كرة القدم للإسماعيلى"، متابعا :"بدأنا منذ سنتين تنظيم حفلات بالسمسمية على المقاهى وحددنا أياما وأوقات محددة على بعض المقاهى، وحفظ رواد حفلاتنا المواعيد وحاليًا نحظى باهتمام كبير من الأهالى ومحبى السمسمية".

وأضاف سامح وهاب، لـ "اليوم السابع":"رغم نقص الإمكانيات المادية كنا نقدم حفلات مجانية لأننا نعشق هذا الفن"، مشيرًا إلى أن الفرقة تقوم بغناء الأغانى التراثية القديمة والتى يطلقون عليها أغانى الصحبجية والأغانى الوطنية والتى تم غناؤها خلال فترة العدوان الثلاثى مرورًا بحرب 67 وفترة الاستنزاف حتى أكتوبر 1973، بالإضافة إلى الأغانى الحديثة للإسماعيلية والإسماعيلى.

وقال مصطفى حازم أبو زياد :"فن السمسمية يجرى فى دمنا ولا يمكن أن تمر فترة دون الاستماع بها أو الرقص عليها"، مشيرًا إلى أن محبى فن السمسمية يأتون من كل أنحاء المحافظة، ومن محافظات القناة، متابعا:"نجتمع كل ثلاثاء فى أحدى مقاهى منطقة الشهداء للاستماع إلى أغانى السمسمية".

وقال أحمد عبد المنعم، أحد عشاق هذا الفن، إنه حريص على حضور كل حفلات فرقة الوزيرى، والتى تقام كل ثلاثاء بالإسماعيلية، مشيرًا إلى أن الفرقة تقدم أجمل أغانى السمسية التاريخية والحديثة، بجانب أغانى الدراويش الشهيرة، والتى يتفاعل معها الحاضرون، مطالبًا محافظ الإسماعيلية والتنفيذيين بالمحافظة بالاهتمام بإعادة أحياء فن السمسمية.