شبح الإفلاس يهدد الشركات التركية بسبب الغطرسة الأردوغانية.. أزمة الليرة عقوبة تدفعها أنقرة على تجاهل مشكلتها الكبرى.. التضخم عفريت الاقتصاد منذ السبعينات.. والديكتاتور العثمانى باع الوهم بورقة بنكنوت فى 2005

أزمة الاقتصاد التركى
أزمة الاقتصاد التركى
كتبت - سالى حسام

أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يوم الخميس عن تفاؤله بتحسن الاقتصاد التركى فى نفس اليوم الذى أعلنت فيه اثنين من كبرى الشركات التركية إفلاسهما، وبينما يفضل الرئيس التركى الحديث عن انخفاض معدلات الفائدة باعتباره وسيلة لمنع انزلاق الليرة أكثر، فإن الواقع يقول إن مسلسل الانهيار التركى كان أمرا محتوما منذ سنوات.

قوائم الإفلاس

شركة DSG للإنشاءات أعلنت عن إفلاسها فى نفس يوم تصريحات أردوغان، الشركة كانت من أهم شريكات المقاولات والإنشاء فى تركيا وكانت ساهمت فى بناء مطار إسطنبول الجديد.

وفى نفس اليوم أيضا جاء خبر إفلاس شركة "أناتوليات بارس" Anatolian Pars المختصة بأعمال التدوير وكانت الشركة التى أنشأت أول محطة لمعالجة مياه الصرف الصحى بتركيا وهى محطة "بوميرانج".

قبل هذا بشهر واحد كانت الأزمة الاقتصادية فى تركيا قادت لإفلاس 3 شركات أخرى هى شركة الأدوية أونفارما وشركة إعمارتشي أوغلو للأدوية وشركة إيشين برس الخاصة بصناعة الأثاث، علما بأن شركة إيشين من أقدم شركات الأثاث وكانت بدأت العمل فى 1950 واشتهرت بالعمل داخل وخارج تركيا.

الليرة التركية
الليرة التركية

وهناك أيضا شركات تكنيك ألومنيوم وبوراك ألومنيوم واللتين كانتا من أكبر 100شركة تركية فى مجال التصدير.

ولا تقف قائمة الإفلاس عند هذا الحد حيث تقول صحيفة "زمان" التركية إن شبح الإفلاس يهدد 3 آلاف شركة على الأقل تعمل فى قطاعات مختلفة منها الإنشاءات والخدمات اللوجيستية والصناعة والتجزئة.

وأعلن أيضا مدحت ينى جون، رئيس مجلس إدارة اتحاد المقاولين الأتراك، أن 70% من شركات المقاولات الخاصة أُجبرت على إلغاء المشروعات.

هذا بجانب الشركات التى تم إخراجها من المنافسة الاقتصادية نتيجة الملاحقات السياسية والاستهداف المباشر من الحكومة التركية حيث أعلن صندوق تأمين ودائع الادخار التركى أنه تم فرض الوصاية على 1022 شركة مملوكة لأعضاء فى حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله جولن المقيم فى أمريكا.

الأمر لم يتوقف عند مصالح الشركات التركية بل هناك أيضا أصحاب الأعمال الصغيرة والذين لا يستطيعون دفع أجور متاجرهم، واصفين الوضع الحالى بأنه الأسوأ منذ 30 عاما على حد قول صحيفة "زمان"

التضخم شبح قديم فى الاقتصاد التركى

أردوغان صعد للحكم فى أوائل الألفية الثالثة مع وعد القضاء على العدو الأول للاقتصاد التركى وهو "التضخم" فمنذ أواخر السبعينات والاقتصاد التركى لكن أردوغان ذرع بذور الأزمة الاقتصادية فى 2005 عندما أصدر عملة الليرة الجديدة، والتى كانت حلا كارثيا لا يمكن وصفه سوى بأنه بيع الوهم بأوراق بنكنوت.

أردوغان فى 2003
أردوغان فى 2003

كيف هذا؟.. كما قلنا التضخم كان جزء من الاقتصاد التركى فى السبعينات ومع الاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية كان التضخم يصل أحيانا إلى ما فوق الـ100%، هذا يعنى أن الأسعار تتزايد سنويا أحيانا بالأضعاف، الأمر الذى يعنى أن العملة التركية الليرة القديمة كانت تفقد قيمتها بنفس الطريقة التى تحدث الأن.

صحيح أن انخفاض قيمة العملة التركية ساهم فى دخول استثمارات أجنبية إلا أن استمرار التضخم جعل هذه الاستثمارات نوع من الاستغلال وليس الاستثمار، مثل على ذلك فى عام 1969 أقامت شركة رينو الفرنسية مصنع سيارات فى مدينة بورصة التركية، ومع استمرار انخفاض العملة كانت الشركة تدفع أجورا أقل وأقل للعاملين الأتراك، تكرار هذه الممارسات على مدى عشرات السنين قادت لغضب تركى حتى وصل الأمر لطباعة عملة تركية بقيمة "مليون ليرة" فى ورقة واحدة أو 10 مليون ليرة فى ورقة واحدة عام 1995، هذا قاد لصعود أردوغان كرئيس للوزراء وفى 2003 قدم وعده بأنه سيجعل التضخم ينزل إلى ما دون 10%.

ورقة 10 مليون ليرة
ورقة 10 مليون ليرة

الحل فى نظر أردوغان لم يكن سوى طباعة عملة جديدة هى "الليرة التركية الجديدة" وكل التغيير الذى حدث فيها كان إزالة الأصفار منها، وهو ما تم بموافقة البرلمان فى 29 يناير 2004 على قانون "إلغاء 6 أصفار" هذا يعنى أن ورقة المليون ليرة أصبحت "ليرة واحدة"، وبدأ العمل بالعمل الجديدة فى يناير 2005.

ووقتها قال وزير المالية التركى كمال أوناكيتان أمام النواب إن "الجميع سيكونون فخورين بالعملة الجديدة، و30 او 40 الف ليرة تركية لا تفيد في شيء حاليا يمكنها ان تسمح بشراء منزل في المستقبل".

العملة الجديدة
العملة الجديدة

طرح العملة الجديدة قاد لانتعاش اقتصادى مؤقت بدخول استثمارات أجنبية للبلاد فتركيا لم تقض على التضخم بل أزالت أثاره بأصفاره فقط، ولكن مع الاضطرابات السياسية والمحاولات الانقلابية وتورط تركيا فى مغامرات عسكرية فى الشرق الأوسط انكشفت حقيقة الليرة وأن تركيا لم تفعل شيئا سوى طباعة بنكنوت بأرقام جديدة، وانفجرت الفقاعة الأردوغانية.

أردوغان يستعرض الليرة التركية 2005
أردوغان يستعرض الليرة التركية 2005

 

مثال على ذلك راقب تصريحات أردوغان من حديثه عن انتعاش الليرة من جديد وهو فى نفس الخطاب يقول إن الشرطة التركية تجرى عمليات مداهمة لمخازن البطاطس والبصل والخضار حتى يضمن بالإجبار توفير كميات كبيرة من المنتجات الغذائية تحول دون ارتفاع التضخم من جديد.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم مدحت صالح يحيي حفلاً غنائيًا بمهرجان القلعة للموسيقى والغناء

موعد مباريات الجولة الرابعة من الدوري الممتاز

ترامب: سأعرف المزيد عن فرص السلام فى أوكرانيا خلال أسبوعين

أرقام بن رمضان بعد انطلاقته القوية مع الأهلي

إطلاق نار فى جامعة فيلانوفا بولاية بنسلفانيا


14 عاما على رحيل كمال الشناوى.. دخل قائمة أفضل 100 فيلم بـ6 أفلام

اعرف الحد الأدنى للقبول بمدارس الثانوى العام فى القاهرة بعد تخفيضه مرتين

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودن سبورت

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

هل ينجح لبنان فى معركة "حصر السلاح"؟.. حزب الله يتمسك بسلاحه ويهدد باحتجاجات فى الشوارع.. إيران تجدد الدعم.. جلسة لمجلس الوزراء فى نهاية أغسطس لمناقشة الجدول الزمني للتنفيذ.. وضغوط إسرائيلية تزيد المشهد تعقيدًا


قصة أغنية الأيام لـ ويجز قبل غنائها فى مهرجان العلمين

اعرف مواعيد قطارات القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 22-8-2025

الجمهور يرفع علم مصر فى حفل على الحجار بمهرجان القلعة خلال تقديمه أغانى وطنية (صور)

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

هالاند يقود تشكيل الجولة الثانية فى لعبة فانتازى الدورى الإنجليزى

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

خالد منتصر: أنغام ليست مصابة سرطان وألمها بدون تفسير بعد جراحة بالروبوت

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان يؤكدان أهمية الإسراع فى تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودى

النيابة العامة تكشف حقيقة رقص فتاة على منصة القضاء ونقيب الممثلين يعتذر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى