انهيار أسطورة إعلام داعش.. التنظيم يلجأ للصورة الذهنية عبر تطبيقات الهواتف لتعويض الخسائر.. جمعيات دعوية متشددة ترصد المليارات لاستقطاب المحترفين.. باحث فى الحركات الإسلامية: التطبيقات المشفرة يسهل اختراقها

داعش - أرشيفية
داعش - أرشيفية
كتبت : دينا الحسيني

يعيش إعلام داعش أسوء فتراته، منذ نشأة التنظيم، وهو ما دفعه إلى اللجوء لتطبيقات المحمول البديل كمحاولة لإنقاذ التنظيم، الذى يشهد خسائر كبيرة خلال الفترة الأخيرة، سواء على مستوى عناصره، أو أجهزته الإعلامية.

داعش فى بداية ظهوره كان يعتمد على التمويلات القادمة من الجمعيات الدعوية المتشددة التى تنتشر فى أوروبا خاصة بلجيكا وألمانيا وبريطانيا ومنها 19 جمعية دعوية فى لندن حسب تقرير الأمن القومى الأمريكى لعام 2015 ومنها جمعية مساعدة المسلمين ببريطانيا، وجمعية المشرق للخدمات الإعلامية بلندن، ومجموعة لبيا الإسلامية بلندن، المركز الأوروبى للفتوى والأبحاث.

ومن بين المنصات الإعلامية لداعش كانت بمدينة مولنبيك ببلجيكا، وهى المدينة التى خرجت منها مجموعة نجم العشراوى التابعه لداعش فى 2015 ونفذت تفجيرات مطار بلجيكا، وتلقت داعش التمويلات المباشرة من التجارة المحرمة كتجارة الأعضاء البشرية، وتجارة الآثار، وتجارة البترول.

وبدأت مراحل الترويج الإعلامى لتنظيم داعش باستخدام تقنيات متطورة بظهور التنظيم عام 2013/2014، واستعان داعش بعناصر إعلامية محترفة ذات أصول عربية، وبدء تدريبهم واعتماد ميزانيات مفتوحة لهم وصلت إلى المليارات كانت تدفع لمحترفى الإنتاج الإعلامى، والاعتماد على ما يعرف بإعلام الصورة الذهنية وهى مقاطع الفيديو التى تم تصويرها فى دول الشام والعراق وليبيا أثناء استخدام عمليات العنف والقتل وفصل الرأس لتوصيل صورة ذهنيه للمشاهد مدى قوه التنظيم.

وبعد التفجيرات وعمليات الذئاب المنفردة داخل أوروبا، وخسارة داعش للمساحة التى كان يسيطر عليها بمدينة الشام والعراق بما يعادل مساحه بريطانية واليونان، ومع مقاطعه الدولة العربية العربية لقطر، بدأ التنظيم يفقد سيطرته على التمويلات المختلفة التى كانت تدعهم.

وتضائل حجم وعدد المنصات الإعلامية نظراً لتراجع التمويلات التى كانت تدعمها واقتصرت على عدد محدود وصفحات فردية تابعة مجموعات صغيره تنتشر بأوروبا، وكذا إعلان دول التحالف الأربعة مقاطعهم لقطر.

وبعدها تراجعت منصاتهم الإعلامية لتصل إلى حد استخدام موقع التواصل الاجتماعى توتير، وتطبيق التليجرام على الهواتف المحمولة نظراً لرخص التكلفة وأن هذان التطبيقان لا يحتاجان إلى تمويلات ضخمة، وقيادات التنظيم تستخدمهم على فترات زمنية متباعدة وفقا لحسابات سياسية تتعلق بالتنظيم، وعودة ظهوره إلى المشهد من جديد.

وكشف صلاح الدين حسن الباحث فى الحركات الإسلامية أن ضعف إعلام داعش لا يرجع إلى ضعف التنظيم ماديا فقط، بل يرجع لأسباب لوجيستية منها استهداف تلك العناصر المسؤلة عن الإعلام بالعناصر التى كان لديها مقومات وإمكانيات إعلامية انضمت للتنظيم فى أوروبا.

وأضاف صلاح الدين، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن التنظيم بعد ثورات الربيع العربى استطاع تجنيد عناصر له خلفية وتقنية إعلامية عالية معظمها من أوروبا ومنطقة المغرب العربى، إضافه إلى الشام والعراق، وكانت عناصر شابة لديها قدرات تقنيه عالية فى صناعة إعلام داعش الذى بدء يتطور بعد 2013 وحتى بلغ ذروته 2015- 2016.

وأوضح الباحث فى حركات الشئون الإسلامية، أن ضعف الإعلام فى تنظيم داعش يرجع إلى تصفية العناصر المحترفة المسؤلة عن الإعلام والتى لقت مصرعها بمناطق القتال لأن غالبية تلك العناصر كانت فى حقول المعارك بسوريا أو العراق.

وأشار الباحث فى حركات الشئون الإسلامية، إلى أن اللجان الإعلامية التابعة للتنظيم تعد النقطة الأضعف فى بنية التنظيم من الناحية الأمنية بمعنى، بمعنى أنها النقطة الأسهل من ناحية اختراقها، والسبب أن هذه العناصر مضطرة للتعامل مع شبكة الانترنت وبالتالى، تعد الشبكة بمثابة الفخ الأسهل لاصطياد تلك العناصر، ومنها تستطيع أجهزة الاستخبارات التابعة للتحالف الدولى التسلل من خلال اختراق هذه العناصر والوصول إلى قيادات التنظيم، وبالتالى ضعف إعلام التنظيم يضعف بالتبعية لضرب بنية التنظيم نفسه.

وأشار صلاح الدين إلى أن هناك عناصر فى داعش كانت مسؤلة عن تصوير المعارك أو العمليات، وخلافه وهذه العناصر مسؤلة عن تسليم هذه المواد للجان المسؤلة عن صناعة المادة الفيليمية، وبثها عبر شبكة الإنترنت، وبالتالى فإن التنظيم كان مكتفيا ذاتياً من خلال العناصر التى لديها تقنيات عالية بمجال الإعلام، وبعد استهداف هذه العناصر أمنيا، ضعف التنظيم.

وتابع صلاح الدين: إضافة إلى ذلك، فإن التنظيم بدء يدرك فى السنوات الأخيره، أنه يخترق ويستهدف من خلال لجانه الإعلامية وبالتالى اتجهت إرادته لتخفيف وجودها على شبكة الإنترنت وعلى مواقع السوشيال ميديا، وأعطى تعليماته لقياداته وعناصره بعدم استخدام التواصل الاجتماعى وكذلك كافة أجهزة الاتصالات الحديثة، والتليجرام هو التطبيق الوحيد الذي يظهر من خلاله عناصر داعش لأن التنظيم مازال يعتقد أن التليجرام يحتفظ بخاصية التشفير الذاتى، ومازال يقتنع أنه يصعب على الأجهزة المتتبعة له اختراقه، ولا يسمح إلا لعدد من العناصر التابعة له باستخدامه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. وزارة النقل تغلق الدائري الإقليمى فى الإتجاه القادم من تقاطعه مع الأسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس لمدة أسبوع.. إجراء تحويلات مرورية.. ولجنة استشارية تؤكد سلامة تصميم وتنفيذ الطريق

الانتقال الجماعى شعار الميركاتو الصيفى فى الدورى المصرى.. ثنائى فاركو الأحدث

فات الميعاد الحلقة 19.. هل يكتشف أحمد صفوت كذبة أسماء أبو اليزيد؟

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤول أوروبى


سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

اتحاد الكرة يعلن مباريات الجولتين الأولى والثانية بدورى المحترفين

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو

الأنجولى زينى سلفادور يدخل اهتمامات الزمالك فى الصيف


مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الرياضة

حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب

استخدام سلالم هيدروليكية أثناء تتبع الأدخنة بحريق سنترال رمسيس

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

معلومات الوزراء: مصر تتطلع للاستفادة من خبرات دول تجمع البريكس فى5 مشروعات

النيابة العامة تأمر بحبس 11 سائقًا لسيرهم عكس الاتجاه بالطريق العام

الأهلى يخطر أشرف دارى بموقف النادى من العروض الخارجية خلال ميركاتو الصيف

حسن قداح نجم منتخب اليد يحتفل بزفافه

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى