ماذا يحمل الرئيس الأمريكى فى جعبته بعد "التجديد النصفى"؟ (2).. عودة النفوذ فى أوروبا بعد تقويض الصفقة التقليدية بين واشنطن وحلفائها أولوية غير معلنة.. وتوسع أنصار ترامب بالقارة العجوز يعيدها إلى أحضان واشنطن

ترامب والاتحاد الأوروبى والبيت الأبيض
ترامب والاتحاد الأوروبى والبيت الأبيض
بيشوى رمزى

يراهن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الحفاظ على الأغلبية الجمهورية خلال انتخابات التجديد النصفى، والمقررة يوم 6 نوفمبر الجارى، وذلك على اعتبار أن الانتصار الانتخابى يمثل فارقة مهمة فى التاريخ الأمريكى باعتباره، فى حالة تحقيق هدفه، سيكون الرئيس الأول منذ عقود الذى يتمكن من الحفاظ على سيطرته على السلطتين التنفيذية والتشريعية فى آن واحد، خلال مدته الرئاسية بالكامل، إلا أن أهداف ترامب وراء مسعاه الحالى تتجاوز التاريخ، حيث أنه يحاول مواصلة الطريق الذى اتخذه تجاه العديد من القضايا، سواء الدولية أو المتعلقة بالداخل الأمريكى، دون عوائق ربما يضعها أمامه خصومه الديمقراطيين حال فوزهم فى الانتخابات القادمة.

 

ولعل مسألة العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها أوروبا تمثل أولوية كبيرة فى أجندة الرئيس الأمريكى فى مرحلة ما بعد انتخابات التجديد النصفى المقبلة، خاصة وأنها شهدت العديد من التحديات منذ صعود ترامب إلى البيت الأبيض فى يناير من العام الماضى، بسبب التعريفات الجمركية التى فرضها على حلفاءه الأوروبيين تارة، وتجاهلهم فى العديد من القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها قرار الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى فى مايو الماضى تارة أخرى، وهو الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة فى توتر العلاقة بين واشنطن وحلفائها الغربيين.

 

شعار ترامب.. تقويض الصفقة الأمريكية الأوروبية

تركزت الرؤية الأمريكية، خلال ما يقرب من 22 شهرا تمثل مدة وجود ترامب فى منصبه، على إعادة تشكيل تحالفاته، بحيث تقوم فى الأساس على تحقيق المصالح الاقتصادية الأمريكية كأولوية، بغض النظر عن حلفائه الأوروبيين، وهو ما يتوافق مع الشعار الذى أعلنته حملة ترامب فى الانتخابات الرئاسية لعام 2016 وهو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، وبالتالى قامت الإجراءات الأمريكية على سحب بعض المزايا التى منحتها الولايات المتحدة لحلفائها الأوروبيين لعقود طويلة، خاصة فيما يتعلق بالتجارة، والأمن، وهو ما بدا واضحا سواء فى التعريفات الجمركية أو التلويح الأمريكى المتواتر بالانسحاب من الناتو إذا لم تلتزم الدول الأخرى بالوفاء بالتزاماتها المالية تجاه التحالف.

 

الإجراءات الأمريكية ساهمت بصورة كبيرة فى تقويض صفقة ضمنية عقدها الغرب الأوروبى مع الولايات المتحدة لعقود طويلة من الزمن، تقوم فى الأساس على أن تتولى الولايات المتحدة قيادة ما يسمى بـ"المعسكر الغربى"، مقابل الامتيازات الأمنية والتجارية التى تمنحها واشنطن إلى حلفائها، وبالتالى اضطرت أوروبا مؤخرا إلى التحليق بعيدا عن الفلك الأمريكى فيما يتعلق بالعديد من القضايا الدولية، وفى القلب منها الاتفاقية النووية الإيرانية، والتى تمسكت بها دول أوربا جنبا إلى جنب مع حلفاء إيران المشاركين فى الاتفاقية، وهما روسيا والصين.

 

انتصارات مرحلية.. اليمين يهيمن على القارة العجوز

ولكن بالرغم من فقدان الولايات المتحدة لمكانتها فى أوروبا إلى حد كبير، إذا ما قورنت بعهود سابقة، إلا أن الإدارة الأمريكية نجحت فى فرض رؤيتها على حلفائها المارقين فى القارة العجوز، فأعلنت دول الناتو التزامها بتعهداتها المالية للحلف خوفا من الانسحاب الأمريكى، بينما رفضت الدول الموقعة على الاتفاقية النووية مطالب إيران المتمثلة فى تحدى القرار الأمريكى بالانسحاب من الاتفاقية النووية من خلال الضغط على شركاتها من أجل عدم الانسحاب من السوق الإيرانية، وهو الأمر الذى يمثل انتصارا مرحليا لإدارة ترامب.

 

لم تتوقف انتصارات ترامب فى القارة العجوز على مجرد نجاحه فى فرض رؤيته المرتبطة بإعادة تشكيل علاقة بلاده مع حلفائها، وإنما امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك عبر إرساء نموذج يبدو ملهما للعديد من دول أوروبا من خلال تبنى خطابا قوميا مناوئا للهجرة، ساهم بصورة كبيرة فى صعود التيارات اليمينية فى الغرب الأوروبى، بل والأكثر من ذلك أنه لعب دورا رئيسيا فى تنحية أبرز خصومه عن المشهد السياسى فى بلدانهم، وإن احتفظوا بمناصبهم، وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

 

ولعل القرار الأخير الذى اتخذته ميركل بالتنحى عن رئاسة حزبها يقدم دليلا دامغا على انتصار رؤية ترامب، المناوئة للاتحاد الأوروبى، خاصة وأن مثل هذا القرار يفتح الباب أمام التيارات اليمينية لتوسيع نفوذهم داخل القارة العجوز، وبالتالى تصبح عودة القوى الرئيسية فى القارة الأوروبية، بعد إعادة تشكيلها من الداخل، مجرد مسألة وقت، خاصة مع اقتراب بريطانيا كذلك من الخروج من الكتلة الأوروبية، وهى الخطوة المقررة فى مارس الماضى.

 

صفقة جديدة.. مرحلة جديدة بعد "التجديد النصفى"

وهنا يصبح احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية فى الكونجرس الأمريكى، خلال انتخابات التجديد النصفى القادمة، يمثل أولوية كبيرة بالنسبة لإدارة ترامب، خاصة مع التعارض الكبير بين الرؤية الدولية للحزب الجمهورى من جانب، والرؤية الأخرى التى يتبناها الديمقراطيين، والتى قامت على دعم قيم الديمقراطية والليبرالية، والتى تمثل أساسا يستند عليه الاتحاد الأوروبى، وكذلك استخدام تلك القيم فى الكثير من الأحيان لتوظيفها فى أغراض سياسية، على غرار ما شهدته حقبة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما.

 

وبالتالى فإن فوز الجمهوريين بالانتخابات القادمة سيساهم بصورة كبيرة إطلاق مرحلة جديدة من الدبلوماسية الأمريكية تجاه الحلفاء فى أوروبا، تقوم فى الأساس على التقارب بين الجانبين، وذلك من خلال صفقة جديدة تقوم فى الأساس على الوفاء بالالتزامات والحد من الامتيازات الأمريكية التى منحتها الإدارات السابقة بصورة مجانية، بالإضافة إلى إعطاء الأولوية فى العلاقة بين الجانبين إلى البعد المصلحى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سان جيرمان يبدأ رحلة الدفاع عن اللقب بفوز صعب أمام نانت بمشاركة مصطفى محمد

تفاعل جمهور مهرجان القلعة مع ابتهالات الشيخ ياسين التهامى

مسنة فيومية عمرها 80 عاما تقهر المثل الشعبي "بعد ما شاب ودوه الكتاب" وتحصل على شهادة محو الأمية.. الحاجة مبروكة: حققت حلمي حياتي إني اتعلم لأقرأ القرآن.. ومحافظ الفيوم يكرمها ويمنحها رحلة عمرة وفرصة عمل لحفيدها

الرئيس الأوكراني يشيد بالقرار الأمريكي بتقديم ضمانات أمنية لكييف "تاريخي"

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج


نجاة الفنان شريف خير الله من الغرق ويعلق: كنت هروح فيها

نانت ضد بى إس جى.. مصطفى محمد يقود هجوم الكنارى في افتتاح الدورى الفرنسى

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

مانشستر يونايتد يسقط ضد أرسنال فى الجولة الافتتاحية بالبريميرليج.. فيديو

محافظ الجيزة يقود أعمال إزالة 6 أبراج مخالفة بشارع اللبيني فى الهرم.. صور


حسام حسن يعلن قائمة منتخب مصر لمباراتى إثيوبيا وبوركينا فاسو 31 أغسطس

الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

أخبار مصر.. الطقس غدا حار نهارا ونشاط رياح والعظمى بالقاهرة 35 درجة

ضبط مرتكبى مشاجرة أمام كافيه شهير بكورنيش سيدى جابر بالإسكندرية

مسؤول بقطاع الاتصالات: شائعة رسوم 10 قروش على متلقى المكالمة قديمة وغير صحيحة

ريبيرو يتراجع عن إقامة مباراة ودية.. اعرف برنامج الأهلي قبل مواجهة غزل المحلة

وفاة المطرب نور محفوظ.. وبسنت النبراوى تنعيه

كنا رايحين ندفع فلوس كلية الشرطة.. اعترافات المتهم الأول بمطاردة فتيات طريق الواحات

ريبيرو يستقر على ظهيري الأهلي فى مباراة غزل المحلة بعد غياب محمد هاني

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. صراع محمد صلاح وهالاند يشتعل مبكراً

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى