فى ذكرى رحيلها.. كيف يصنف النقد رضوى عاشور.. ناقدة أم روائية؟

نقاد يصنفون تجربة رضوى عاشور الأدبية
نقاد يصنفون تجربة رضوى عاشور الأدبية
كتب محمد عبد الرحمن
تميزت الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور بالمساهمة فى الكتابة الأدبية بشقيها الإبداعى والنقدى، حيث كتبت الرواية، وكتب النقد، وكانت لها إسهامات متميزة فى الشقين.
 
رضوى عاشور
رضوى عاشور
 
ومع مرور الذكرى الرابعة على رحيل الكاتبة والروائية الكبيرة، التى رحلت عن عالمنا فى 30 نوفمبر عام 2014، عن عمر ناهز 68 عاما، توجهنا بالسؤال إلى عدد من النقاد، فى محاولة لتصنيف أكثر دقة عن الكاتبة الراحلة، وحول إن كانت روائية كتبت النقد، أم إنها تعد ناقدة كتبت الرواية، وما هو الكتابة الأدبية التى كرست حياتها فيها.
 
857156-حسين-حمودة
حسين-حمودة
 
وقال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث، بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن تجربة رضوى عاشور التى جمعت بين الكتابة فى النقد وممارسة الإبداع، ليست تجربة استثنائية في هذه الوجه التى تتمثل بالمشاركة فى نشاطين نقدى وأبداعى.. هناك فى هذه الوجه، ومن موقع قريب، أستاذتها وصديقتها لطيفة الزيات، وهناك فى موقع ليس بعيدا أيضا تجربة الدكتور شكرى عياد، وتجربة إدوار الخراط، وهناك طبعا فى ثقافات متعددة تجارب أخرى لأسماء مثل توماس ستيرنز إليوت، وازرا باوند، وميلان كونديرا.. إلى آخره.
 
وأضاف "حمودة"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، وفى هذه التجارب ومنها تجربة رضوى عاشور، هناك مساحة مشتركة بين الابداع والنقد، ولكن يتفاوت أو يتباين فى هذه المساحة حضور أى طرف من الطرفين، بمعنى أن رضوى عاشور فى كتاباتها النقدية كانت تستند إلى روح موضوعية بجانب استنادها إلى ذائقة جمالية موصولة بتكوينها الإبداعى.. وفى كتاباتها الروائية الإبداعية كانت تتحرر قليلا من هذه الروح الموضوعية، أو توظفها توظيفا مختلف فيما بين الكتابة الكتابة، أو قبل الشروع فى الكتابة، أو بعد الانتهاء منها.
 
وأوضح أستاذ الأدب العربى الحديث، على أى حال يصعب فى حالات كثيرة الفصل بين الجانب النقدى والجانب الإبداعى مع بعض الشخصيات، وربما كان كل مبدع حقيقى ينطوى على ناقد ما بداخله، كما أن بعض النقاد الحقيقين تتضمن الاروحاهم قبسا من الإبداع.
 
2513332-الدكتور-صلاح-السروى
صلاح السروى
 
من جانبه قال الدكتور صلاح السروى، إن تجربة رضوى عاشور، تصنف على أنها روائية وأستاذة جامعية، وليست ناقدة بالشكل الملموس وإن كانت لها كتابات فى النقد من خلال رسالتها الجامعية فى الفرنكو أمريكى، أو الأدب الأفريقى المكتوب من السود الأمريكيين، والحقيقة إنها قدمت مدرسة رائدة فى تلك المجال.
 
ولفت "السروى"، لكن نشاطها كان مكرسا للرواية بشكل كبير، وإن كانت كانت لها تجارب أيضا نقدية على المستوى العربى، من خلال بعض المقالات النقدية، مثل ما كتابته عن رواية "وليمة لأعشاب البحار" والتى أحدثت رواجا وشهدت هجوم عنيف من جانب طلاب الأزهر والسلفيين.
 
وأشار الدكتور صلاح السروى، لكن تجربتها الإبداعية، كانت خصبة وثرية، وهى إمتداد نوعى للأديبة لطيفة الزيات، فكانت امتدادا نوعى للكتابة الواقعية الاجتماعية النقدية مثل رواياتها "فرج" عن الام أسر المعتقليين السياسيين، كما قدمت الشق التاريخى التى ختمت به حياتها وذلك من خلال ثلاثية الشهيرة "غرناطة" والتى تعتبر من عيون الأدب العربى، والعالمى أيضا، وذلك كونها تناولت فترة خروج العرب من الأندلس، ليس من الشكل البكائى، كما تتناوله أغلب الكتابات، لكنها أيضا تناولته بشكل ناقدى، محللة الأسباب التى أدت إلى تلك الخروج، مع تقديم بعض الاسقاطات حول الظروف المعاصرة، خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية.
 
وأتم "السروى"، كما قدمت أيضا الرواية التاريخية المعاصرة فى رواياتها "الطنطورية" وهى من الأعمال الكبرى فى تاريخ الأدب العربى أيضا، وتمثل فيها إمتداد نوعى لما قدمه الأديب الفلسطينى الراحل غسان كنفانى، حيث تعاملت مع القضية الفلسطينية من واقع تاريخى، فكانت كاتبة اجتماعية نقدية وتايخيه.
 
536776-الناقد-أحمد-حسن-عوض
الناقد أحمد حسن عوض
 
فى السياق ذاته، قال الناقد أحمد حسن عوض، إن رضوى عاشور  تنتمى إلى طائفة المبدعين النقاد الذين يجمعون فى قبضة واحدة بين الملكة الإبداعية والقدرة على صنع أعمال روائية بالغة التميز من ناحية والقدرة على التحليل النقدى والوعى التنظيرى.
 
وأضاف "حسن"، ولعل منا يميز أعمال رضوى عاشور الإبداعية، هو الحس النضالى اللافت والوعى التاريخى الفائق الذى نلمحه فى ثلاثيتها الشهيرة "سقوط غرناطه" والقدرة على  سطر اختبار للذات العربية فى المراحل العربية التاريخية المأزومة، ومحاولتها لاستشراق آفاق لهذه الذات تنطلق إلى آفاق المستفبل بشكل أكثر وعيا واكثر تماسكا وصلابة.
 
واختتم الناقد أحمد حسن، ولا شك أن وجودها فى اسرة إبداعية نما الحس الإبداعى لديها، فزوجا الشاعر الفلسطينى الكبير مريد البرغوثى، الذى لا شك بلور أو ساهم فى بلورة وعيها بالقضايا العربية المعاصرة وأبعادها المختلفة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أزمة التأشيرات تقرب بيراميدز من معسكر تركيا

رامى إمام يحتفل بزفاف حفيد عادل إمام بحضور المقربين

حر لا يطاق.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 5 يوليو 2025 فى مصر

فلومينينسي ضد الهلال.. شباك الزعيم تستقبل الهدف الثانى فى الدقيقة 70 (فيديو) وصور

فلومينينسي ضد الهلال.. ليوناردو يسجل التعادل للزعيم فى الدقيقة 51.. صور


رابطة الأندية: نظام "الجدولة الإلكترونية" والشركة الألمانية مستمران بالدورى الجديد

الصور الأولى من زفاف ابنة محمد فؤاد.. وهانى رمزى أول الحاضرين.. صور

الفصل فى دعوى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بقانون 1977

تنسيق الجامعات 2025.. 12 يوليو موعد انطلاق التقدم لحجز اختبارات القدرات

أشعة جديدة تنتظر طاهر محمد طاهر فى الأهلي بسبب شد منشأ العضلة الأمامية


الأهلى يسعى لإفساد مُخطط أحمد عبد القادر بالانتقال للزمالك

الأهلى يفتح المزاد على وسام أبو على لعدم تكرار خطأ وليد أزارو

وزير الدفاع الإسرائيلى يعترف: يوم صعب سقط فيه يائير إلياهو وآساف زمير فى غزة

مركز الجزيرة "2" ينظم مهرجانا للألعاب المائية وينضم لمبادرة تمكين الشباب.. صور

المصرى مينا رزق يفوز برئاسة المجلس التنفيذى للفاو لمدة 4 سنوات بالإجماع

أنغام تتجاوز أزمتها الصحية بحفل افتتاح مهرجان العلمين فى دورته الثالثة

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

إصابة 16 شخصا فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص بأسيوط

وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر ناهز 71 عامًا

إخلاء سبيل المتهمة فى دهس 4 أسر بالتجمع بعد إتمام التصالح

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى