بعد جلسة منتدى شباب العالم 2018.. اعرف قصة "اليوم صفر" أساسها إيه

"اليوم صفر" أو "Day zero" مصطلح سمعه المتابعين للجلسات المتخصصة فى منتدى شباب العالم 2018، بشرم الشيخ، اليوم الاثنين، إذ حملت إحدى الجلسات الهامة المتخصصة عنوان :"اليوم صفر، الأمن المائى فى أعقاب التغير المناخى" خلال فعاليات اليوم الثالت لمنتدى الشباب بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى.

الجلسة الهامة حول أزمات ندرة وشح المياه، ضمت متحدثين كثر مهتمين بقضايا المياه والتغير المناخى، واطلقوا جرس إنذار من مدينة السلام، حول اقتراب "اليوم صفر" فى عدد من البلدان، فما هو اليوم الصفر، وما علاقته بالأمن المائى، ومن أين جاءت التسمية.

فى أقصى جنوب القارة السمراء، تقبع دولة "جنوب أفريقيا"، والتى تشتهر بجمالها الطبيعى الخلاب، وبالطبع يعرفها كثيرون بأنها بلد نيلسون مانديلا الزعيم العظيم، تقع مدينة كيب تاون ثالث أكبر مدن جنوب أفريقيا وعاصمتها التشريعية، والتى شهدت مؤخرا انخفاضا كبيرا فى مخزون المياه الجوفيه، والمياه الصالحة للشرب والمخزنة خلف السدود، وهو ما يجعلها تقترب من الصفر المائى أو "اليوم صفر".

اليوم صفر هو موعد غير محدد، ولا يعرف تاريخه تحديدا، لكنه اليوم الذى ستنقطع فيه المياه عن مدن بأكملها، وبدأ الانذار بالفعل فى مدينة كيب تاون، فبراير الماضى، إذ تعانى المدينة من الجفاف وعدم تساقط الأمطار منذ ما يقرب من 3 سنوات، وهو ما أدى لانخفاض منسوب المياه المخزنة خلف السدود، وهو ما دعا الحكومة للتغير ومناداة تقليل الاستهلاك من المياه، وفرض ثقافة استهلاكية مغايرة، وتحديد حصة للفرد لا تتجاوز 25 لتر يوميا، وتحديد أماكن مخصصة لتوزيع المياه، لحين تساقط الأمطار مرة أخرى.

مدينة كيب تاون هى من اطلقت اليوم صفر، وهو اليوم الذى ستنفذ فيه المياه تمامًا من المدينة جنوب الإفريقية، ويتم احتسابه اسبوعيا بناءا على حجم الاستهلاك وفائض المياه، وفور الإعلان عنه، سوف توقف الحكومة ضخ المياه للمنازل، وستضخ مياه للمستشفيات، بينما ستسمح الحكومة للسكان بالحصول على 25 لترًا من المياه من خلال 200 محطة موزعة في جميع أنحاء المدينة، وهو اليوم الى تنتظره المدينة ويتخوف منه السكان، ويترقبونه.

ويعتبر انحسار المياه فى كيب تاون، رسالة تحذير قوية للعالم، فى ظل التغيرات المناخية، وتقلص المياه نتيجة الاحتباس الحرارى، وكيب تاون ليست أول مدينة عالمية تشهد أزمة فى المياه، فسبقتها مدينة ساو باولو البرازيلية، إذ كانت قد شهدت نقصا فى المياه الصالحة للشرب قبل ثلاث سنوات، وترتفع التخوفات من تفاقم ونشوب نزاعات فى الشرق الأوسط، تكون بطلتها المياه.