ضحية جديدة للإهمال الطبى.. محامى دخل المستشفى لإجراء عملية الزائدة فخرج جثة

 

لم يكن يعلم "محمد" ذو الثلاثين ربيعًا، أن اليوم الذى قضاه بصحبة ابنته من طليقته، داخل إحدى الحدائق العامة، هى المرة الأخيرة التى ستراه فيها ابنته، فلم تمر سوى أيام معدودة حتى دخل الأب فى غيبوبة كاملة داخل إحدى المستشفيات بمدينة حلوان، متأثرًا بإعطائه جرعة بينج زائدة خلال عملية استئصال الزائدة، إلى أن فارق الحياة بعد 13 يومًا من الغيبوية، ليصبح ضحية جديدة تضاف لسجل ضحايا الإهمال الطبى.

 

 

"اليوم السابع"، التقى طه أحمد الخطيب، موظف بالمعاش، والد الضحية، والذى أكد أن نجله لم يكن يعانى من أية أمراض قبل دخوله المستشفى سوى الألم المفاجئ الذى ألم به وذهب به مسرعا إلى إحدى المستشفيات التى أكدت أنه اشتباه إصابة بالزائدة، ووجهته لمستشفى أخرى فى مدينة حلوان.

 

وتابع والد الضحية:"ابنى عمره 31 عامًا، ويعمل محامى، وكان متزوج إلا أنه انفصل عن زوجته قبل عام ونصف العام، وأنجب منها طفلة وحيدة "أيسل"، وكانت تسمح له طليقته برؤيتها على فترات متباعدة، وقبل وفاته باسبوع، اصطحبها فى نزهة بإحدى الحدائق العامة، وكانت هذه هى المرة الأخيرة التى رآها فيها، وبعدها بحوالى اسبوع شعر بألم شديد وتوجهنا لمستشفى النصر فى حلوان، وأكدت وجود اشتباه بالإصابة بالزائدة، وحولتنا لمستشفى أخرى وهناك طلبوا مننا دفع مبلغ 600 جنيه لإجراء عدة تحاليل، للتأكد من إصابته بالزائدة وبعد التأكد من ذلك طلبوا مبلغ 2000 جنيه لحجز سرير، ثم طلبوا مبلغ 6500 جنيه لإجراء العملية فتوجهت لنقابة المحامين بحلوان وحصلت منهم على إيصال بالمبلغ ووردته بالمستشفى.

 

واستطرد والد الضحية:"دخل غرفة العمليات الساعة 3:30 عصر يوم 20 أكتوبر الماضى، وظل داخل غرفة العمليات حتى الساعة 6:30 مساء، فأردت الاطمئنان عليه وسألت الأطباء فأبلغونى أنه أثناء إجراء العملية حدث هبوط فى الضغط فأعطوه جرعة أكسجين، واستفاق مرة أخرى، فأعطوه جرعة بينج أخرى ولم يفق".

 

وتابع: "أكد لى الأطباء بعدها أنهم سيجرون له أشعة مقطعية وسيتم إيداعه قسم الرعاية، وفى اليوم التالى لم يفق من الغيبوبة فتوجهت لقسم شرطة حلوان لتحرير محضر بالواقعة، وبعدها منعونا من زيارته إلا فى المواعيد الرسمية للزيارة وفى كل مرة نزوره نجده فى غيبوبة تامة، فسألت الأطباء قالوا إنه أصيب بجلطة رئوية وجلطة دماغية، وبعدها بثلاثة أيام وضعوا شاش على عينيه، وظل على هذا الوضع 13 يومًا إلى أن توفى يوم الجمعة 2 نوفمبر الجارى".

 

 

وأكد والد الضحية:"حررت محضرًا آخر بقسم شرطة حلوان، لإثبات وفاته نتيجة الإهمال الطبى ولن أترك حقه لأنه ابنى الوحيد".

 

وكان بلاغ ورد لقسم شرطة حلوان، من طه أحمد مصطفى، موظف بالمعاش، يفيد وفاة نجله داخل مستشفى بمدينة حلوان، بعد دخوله في غيبوبة استمرت 12 يوما، نتيجة إعطائه جرعة بينج زائدة، أثناء إجراء عملية الزائدة ، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات، التى أمرت بعرض جثة الضحية على الطب الشرعى للتأكد من سبب وفاته، ووجود إهمال طبى من عدمه.