أوروبا قلقة.. "السترات الصفراء" أكبر تحد لرئيس فرنسا.. "الجارديان": فشل "ماكرون" يمهد الطريق لتنامى الشعبوية فى انتخابات البرلمان الأوروبى فى مارس.. تهديدات لخطته ببث روح جديدة فى مشروع التكتل

الرئيس الفرنسى - إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسى - إيمانويل ماكرون
كتبت رباب فتحى

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تداعيات احتجاجات "السترات الصفراء" التى اعتبرتها تشكل أكبر تحدى لرئاسة الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون، وقالت إن أوروبا تنظر لما يحدث فى عاصمة النور وهى تحبس أنفاسها لأنها تدرك أن ما يحدث سيكون له بالغ الأثر على كافة أرجاء القارة العجوز.

 
 

وأوضحت الصحيفة أن فرنسا ليست الوحيدة التى تأمل أن تسفر تنازلات "ماكرون" المتعلقة بالضرائب ورفع الحد الأدنى للأجور عن احتواء أعمال العنف والشغب والاحتجاجات المناهضة للحكومة والتى عجت بها بالشوارع الفرنسية خلال الشهر الماضى بشكل زعزع استقرار البلاد.

ثورة السترات الصفراء تحدى هائل للسلطة فى باريس
 

واعتبرت "الجارديان" أن ثورة "السترات الصفراء" التى أسفرت عن اعتقال أكثر من 1250 شخص وإصابة 400 آخرين فضلا عن تكلفتها الاقتصادية على البلاد والتى وصلت إلى مليارات اليوروهات، تمثل تحدياً هائلاً لسلطة الرئيس الوسطى مشيرة إلى أنه إذا فشل فى الاختبار، فلن يكون وحده من يدفع الثمن.

وكما ترى "الجاردينن" فإن "ماكرون" اُنتخب لتعهده بإثبات أن فرنسا يمكن إصلاحها ويمكن إنعاش اقتصادها من خلال التخفيضات الضريبية والإنفاق العام، وتمرير تغيرات واسعة فى سوق العمل، وليس هذا فحسب، وإنما تطلع الأوروبيون إليه باعتباره مدافعا شرسا عن الديمقراطية الأوروبية الليبرالية.

وكما ذكرت، فهو قدم نفسه على أنه بطل التعددية والحصن ضد مد القومية "الأنانية.. والخطيرة"، لاسيما مع تصاعد موجة الشعبوية المتشككة فى الاتحاد الأوروبى والاستبدادية فى أماكن متفرقة من أوروبا، حتى أنه حذر الشهر الماضى فى الذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى من أن "الشياطين القديمة بدأت تظهر من جديد".

 
 
 

مطالب متناقشة لمظاهرات السترات الصفراء
 

وأضافت "الجارديان" أن الصعوبات التى يواجهها "ماكرون" لإرضاء حركة متنوعة ليس لها هيكل معين وقائمة على وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أن أبطالها من الفرنسيين الذين يتقاضون أجورا ضعيفة، ليس من السهل حلها، لاسيما مع المطالب المتناقضة للمشاركين فى المظاهرات، فمنهم من يطالب برفع الحد الأدنى ومنهم من يطالب بالديمقراطية، ومنهم من يطالب بتخفيض الضرائب، الأمر الذى غازل مساحة واسعة من الرأى العام خاصة هؤلاء الذين لا يشاركون الرئيس وجهات نظره الدولية والتى تنادى بالتعاون الاقتصادى والسياسى مع الدول المجاورة، أى تناقض الفكر الشعبوى والنزعة القومية.

 

 
 

فمثلا، قال ماتيو سالفينى، وزير الداخلية الإيطالى، وزعيم الرابطة اليمينية المتطرفة والذى خاض معه "ماكرون" حرباً كلامية بشأن سياسات مكافحة الهجرة المتشددة فى روما، إن "المنسيون وآلاف الشرفاء الذين ظلمتهم الحكومة الفرنسية، أصبحوا الآن فى الشارع".

 
 

باريس تحترق
 

أما ستيف بانون، مهندس الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، والذى يحاول الآن توحيد صف القوات القومية فى أوروبا، فقال فى اجتماع عقد فى بروكسل فى نهاية الأسبوع: "باريس تحترق. والمشاركون فى مسيرات السترات الصفراء هم بالضبط نوع الأشخاص الذين انتخبوا دونالد ترامب.. وصوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى".

 

ولم تنته المسألة عند هذا الحد، فغرد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب قائلا: إن فرنسا عليها إنهاء اتفاق باريس للمناخ "السخيف والمكلف للغاية"، وأن تعيد الأموال إلى الشعب عن طريق تقليل الضرائب. بينما سلط رئيس تركيا رجب طيب أردوغان الضوء على الفوضى فى الشوارع وما وصفه "رد فعل عنيف من الشرطة".

واعتبرت "الجارديان" أن ضعف موقف "ماكرون" الداخلى سيؤدى بالضرورة إلى تراجع النفوذ الفرنسى بالخارج، حتى أن الرئيس نفسه أكد مرارا وتكرارا أن مصداقيته الدولية تعتمد على قدرته على تنفيذ الإصلاحات الداخلية، والتى تهدد الآن بعرقلته رئاسته.

كما تعهد بإبقاء العجز فى ميزانية فرنسا ضمن قواعد الإنفاق فى الاتحاد الأوروبى، وهو هدف يمكن أن يهدد خطط الإنفاق الخاصة به، مما يضعه فى خلافات ليس مع بروكسل فحسب، بل أيضاً مع روما، حيث تطالب الحكومة الشعبوية بحقها فى الإنفاق، وفقا لما تراه مناسبا.

 
 

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول انه قبل أربعة أشهر من انتخابات البرلمان الأوروبى فى شهر مارس، والتى من المتوقع أن تحقق تقدمًا كبيرًا للقوى القومية وغير الليبرالية فى القارة، فإن ضعف موقف ماكرون على رأس فرنسا الفوضوية والمتمردة هو آخر شيء تحتاجه أوروبا.

 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حجب لعبة روبلوكس في الكويت ..اعرف التفاصيل

فيديو.. انبهار لجنة تحكيم مسابقة دولة التلاوة بصوت "ياسين" أصغر المتسابقين

تفاصيل حادث مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين على طريق مطروح

مطلوب جواسيس وجنود للحرب.. ألمانيا تدشن حملة تجنيد بمؤتمر ألعاب إلكترونية

وفاة حالتين و18 إصابة خطيرة.. ننشر أسماء ضحايا حادث طريق مطروح


رابط نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة القاهرة 2025 دور ثان

رسميا.. الزمالك يناشد رئاسة الجمهورية للتدخل بعد سحب أرض أكتوبر

أمن القنصلية المصرية فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من مخربين

محمد صلاح يصل مقر تدريبات ليفربول مع جائزة الأفضل فى إنجلترا.. فيديو

بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية


القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

حملة رياضية كبرى لعزل إسرائيل ودعم سكان غزة.. ومحمد صلاح يتصدر المشهد

عرض كويتى جديد لاستضافة السوبر الرباعى المصرى

الرئيس السيسى يتوجه اليوم إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان.. متحدث الرئاسة: الزيارة فى إطار العلاقات التاريخية الراسخة بين القاهرة والرياض.. والزعيمان يبحثان بمدينة "نيوم" دعم الشراكة الاستراتيجية

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

الأهلى يعقد جلسة خاصة مع ريبيرو لحسم مصير أحمد عبد القادر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى