داليا مجدى عبد الغنى تكتب: هدايا القدر

داليا مجدى عبد الغنى
داليا مجدى عبد الغنى

كل إنسان يشعر بقمة المتعة عندما يجتهد ويحاول فى أمر ما، ويجد النتيجة إيجابية وملموسة بين يديه، فيشعر أن القدر يُكافئه على كده وتعبه، لكن الحياة لا تسير على خط واحد "One Track"، وإنما لها العديد من الخطى والمحاور، وهذا أحدها، فأحيانًا نجتهد فى أمر، ونضع كل آمالنا فيه، ورغم ذلك لا نحصل عليه، أو على الأقل نصل إليه بعد أن يكون لا جدوى منه فى حياتنا، وكثيرًا ما نبذل مجهودًا ضئيلاً فى شىء ما، ورغم ذلك نحصد الكثير من ورائه، لدرجة تُصيبنا بالدهشة، وهل نُنكر أن بعض المكاسب قد حصلنا عليها بطريق الصدفة البحتة، فكم من مرة دخلنا فى مواقف على سبيل التجربة والفكاهة، ورغم ذلك، كانت النتائج إيجابية وفى صالحنا، لدرجة أنها ظلت من التجارب المُثيرة للاستغراب والسعادة فى ذات الوقت.

لكن رغم كل ذلك، يظل هناك أمرا واحدا هو ما لا يخطر لنا على بال، وهو هدية القدر، واختباره فى ذات الوقت، وهذا يحدث عندما نُفاجأ بأن الحياة منحتنا شيئًا أكبر من إمكانياتنا، وأكثر من أحلامنا، وأقوى من تخيلاتنا، لدرجة أننا نشعر أننا لا نستحقه، ويظل التساؤل بداخلنا، لماذا ظهر هذا الشىء فى حياتنا فى هذا التوقيت المتأخر؟! ولِمَ كان من نصيبنا، رغم أنه يفوق إمكانياتنا؟! وهنا تكون فرحتنا عارمة ودهشتنا بالغة، ونشعر بالامتنان الشديد للحياة، فهى بالفعل قد أهدتنا هدية، دون أن نبذل أى مجهود للحصول عليها، فالقدر كما يبتلينا، أيضًا يُهادينا، وكما يحرمنا، يجزل علينا العطاء.

لكنه رغم كل ذلك، سيظل أذكى كثيرًا منا، فهو يمنحنا هدية لم نحلم فى يوم من الأيام بأن نمتلكها، ولكن بمجرد أن يبدأ الغرور يتملكنا، ونشعر أنها من مُكتسباتنا، ونغتر ونُهمل ولا نصونها، يأخذنا منا، ويُعلن نتيجة الاختبار، وهى رسوبنا بدرجة "ضعيف جدًا"، فأنت قد تصل لدرجة "امتياز" فى حياتك العلمية أو الدراسية، وترسب بدرجة "ضعيف جدًا"، مع القدر، فهو يمنحك هدية مكافأة لك على صبرك واحتمالك، ولكنه أيضًا يختبرك، هل تستحق عطية أم أنك نمرود، وتظهر حقيقتك بعد فترة من شعورك بامتلاكها، وهنا يحرمك من هديته، ويمنحها لمن يستحقها، وكم من أشخاص خسروا هدايا القدر؛ بسبب غرورهم الزائف، واستهتارهم بنعم الله، وعدم اعترافهم بأخطائهم.

والحقيقة أن الذكى الفطن، هو الوحيد الذى يكشف اللعبة، ويعرف أن الهدية مغلفة بالاختبار، وما عليك سوى أن تختار، إما أن تصبح الأول بتقدير امتياز، أو ترسب، وتخرج من السباق، ولكن لا تلعن القدر، فهو الذى هداك وميزك، وأنت الذى فشلت ورسبت، ويا ليتنا نستحق هدايا القدر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

تامر حسنى بكامل لياقته وبمعنويات مرتفعة فى حفل أكتوبر بعد تحسن حالته الصحية


أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

حالة الطقس غدا.. الأرصاد تحذر من شبورة كثيفة وتكشف خرائط الأمطار المتوقعة

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ


تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

تجدد الخلافات بين شيرين عبد الوهاب وشقيقها والعودة إلى ساحات القضاء

تعرف على مهن الفنانين قبل الشهرة والنجومية

معركة نادية الجندى وفريال يوسف تصل للقضاء.. اعرف القصة الكاملة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى