ضربة جديدة لعملية السلام بعد اعتراف أستراليا بالقدس عاصمة إسرائيل.. قرار حكومة ماريسون مناورة سياسية قبيل الانتخابات.. ومطران كانبرا: القرار يدمر أى إمكانية حقيقة للتوصل إلى اتفاق عادل فى المستقبل

القدس تضم مقدسات للمسيحية والإسلام واليهودية
القدس تضم مقدسات للمسيحية والإسلام واليهودية
كتبت: إنجى مجدى

 رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون شن اليوم مناورة جديدة حملت قدرا من الانتهازية السياسية لتحقيق مكاسب سياسية لتحالفه الحزبي فى الانتخابات الاسترالية القادمة، إذ أعلن سكوت موريسون اليوم السبت أن بلاده تعترف رسميا بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل".

ورغم أنه أكد أيضا على الاعتراف بالتطلعات لدولة فلسطينية مستقبلية عاصمتها القدس الشرقية، فإن الإعلان بالاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل يمثل تراجعا عن سياسة تنتهجها استراليا منذ عشرات السنين.

ووصفت إسرائيل الإعلان بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن استراليا "تعمدت استغلال هذا الإعلان لتحقيق مكاسب سياسية داخلية مشينة".

وقال موريسون "استراليا تعترف الآن بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل".

وأضاف للصحفيين في سيدني "نتطلع لنقل سفارتنا إلى القدس الغربية عندما يكون ذلك عمليا".

وأكد موريسون دعم بلده لمبدأ حل الدولتين الذي يشمل إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية.

بينما قال فى إعلانه، خلال خطاب فى معهد سيدنى، إنه فى الوقت الحالى لن يتم نقل سفارة استراليا إلى القدس لكنه لفت إلى أن الأمر قابل للتغيير، ومع ذلك أكد أيضا الاعتراف بالتطلعات لدولة فلسطينية مستقبلية عاصمتها القدس الشرقية عندما يتم تقرير وضع المدينة المقدسة فى اتفاق سلام.

 

 

وأوضح "إننا نتطلع إلى نقل سفارتنا إلى القدس الغربية بعد تحديد الوضع النهائى للقدس"، لافتا إلى ان الحكومة الاسترالية بدأت العمل بالفعل على تحديد موقع مناسب لسفارة أسترالية فى القدس الغربية، وشدد موريسون على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل النزاع، قائلا "حل الدولتين يظل السبيل الوحيد الفعال لحل النزاع الاسرائيلى الفلسطينى.. إن العقبات، التى يجب أن نعترف بها، لتحقيق مثل هذا الحل أصبحت مستعصية".

ويختلف إعلان أستراليا بشأن عاصمة إسرائيل عن إعلان الولايات المتحدة قبل عام، إذ يشير الإعلان الاسترالى بالتحديد إلى القدس الغربية، وعندما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إعلانه فى ديسمبر 2017، لم يميز بين القدس الغربية والشرقية، قائلاً بدلاً من ذلك إن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

 

ولقى قرار الحكومة الاسترالية انتقادات واسعة، فاتهمت المتحدثة باسم حزب العمال المعارض بيني وونغ، موريسون بأنه أعلن هذا الموقف بشأن القدس من أجل استمالة مزيد من الناخبين في انتخابات محلية وشيكة، وأضافت: سكوت موريسون يائس حاليا من البقاء في منصبه إلى درجة أنه مستعد ليقول أي شيء إذا كان يعتقد أنه سيجلب له مزيدا من الأصوات ، حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة القومية لأستراليا.

وأعربت شبكة التعاون الفلسطينية الأسترالية عن استيائها لقرار موريسون، الذى من شأنه الإضرار بعملية السلام، وقال مطران كانبرا جورج براوننج، رئيس الجمعية "القرار لا يخدم مصلحة استرالية، بل سيضعف علاقتنا التجارية والأمنية مع الشركاء الإقليميين، وقد يصيب سمعتنا الدولية من خلال مواءمة استراليا مع حكومات ترامب ونتنياهو ضد إجماع دولى ساحق بشأن وضع القدس"، وحذر الأب براوننج من أن القرار يدمر أى إمكانية حقيقة للتوصل إلى اتفاق عادل فى المستقبل.

قرار موريسون يأتى كمناورة سياسية مكشوفة لتحقيق مكاسب فى الانتخابات المحلية المقبلة، فخسارة الحزب الليبرالى فى الانتخابات سيعنى أن الحكومة الائتلافية المحافظة، المؤلفة من الأحزاب الليبرالية والوطنية، ستفقد أغلبيتها فى البرلمان، وهذا يعنى أنه سيتعين عليها التفاوض على أصوات فردية من الأعضاء الآخرين لتمرير التشريعات أو الميزانية الفيدرالية.

وقد أقر رئيس وزراء أستراليا، فى تصريحات فى أكتوبر الماضى، بأن الاقتراح يعود لديف شارما، السفير السابق لدى إسرائيل ومرشح الحزب الليبرالى الذى ينافس على مقعد أحتفظ به طويلا رئيس الوزراء السابق مالكوم تيرنبول.

 

 

يعود تاريخ تقسيم القدس إلى الشرق والغرب من اتفاق الهدنة لعام 1949 الذى وضع نهاية للقتال بين إسرائيل والقوى العربية، وترك المدينة مقسمة، كان ما سمى بالقدس الغربية تحت سيطرة إسرائيل والقدس الشرقية تحت سيطرة الأردن، وجاءت خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947 إلى دولتين، لإقامة دولة يهودية ودولة عربية، قد حددت القدس على أنها منطقة مستقلة عن هاتين الدولتين تحت الوصاية الدولية.

وفى 5 يونيو عام 1967 احتلت إسرائيل القدس الشرقية فى حرب الأيام الستة ووسعت حدود بلدية المدينة وأعلنت أن القدس كلها عاصمة موحدة لإسرائيل، وطالب قرار الأمم المتحدة 242 بانسحاب اسرائيل لحدود 4 يونيو 1967، كما يطالب العرب والفلسطينيون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة فى 5 يوينو 1967.

وحتى إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، كان المجتمع الدولى يتفق إلى حد كبير على عدم الاعتراف رسميا بموقف القدس، مشيرا بدلا من ذلك أنه ليس هناك سوى اتفاق تفاوضى بين الجانبين يمكنه تحديد الوضع النهائى للمدينة.

وفى وقت سابق اتبعت بلدان أخرى قرار ترامب، بما في ذلك باراجواى وهندوراس وجواتيمالا. وقوبل افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس، مايو الماضى، باحتجاجات عبر الأراضى الفلسطينية وخارجها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

تطبيق مهم من جوجل يختفى على ساعة أبل

تطبيق مهم من جوجل يختفى على ساعة أبل الأربعاء، 02 يوليو 2025 12:00 ص

الأكثر قراءة

رضا البحراوى يعلن وفاة المطرب أحمد عامر

زى النهارده.. منتخب الشباب يهزم هولندا ويتأهل لنصف نهائى مونديال الأرجنتين

نجوم مصريون يتمنى مينا مسعود الوقوف أمامهم.. تعرف عليهم

ماذا يحدث إذا لعب توم هولاند شخصية جيمس بوند؟

أعلى 10 أندية دخلًا من بيع اللاعبين فى آخر 10 سنوات.. تشيلسي يتصدر


الأهلي يفاوض النجم الساحلى لبيع كريستو بشكل نهائى

"بؤبؤ" أغنية جديدة لـ مصطفى شوقى كلماته وألحانه ويطرحها قريبا

الامتحان فى جيبك.. مراجعة ليلة الامتحان بمادة الجغرافيا للثانوية العامة

تحديث عاجل من الأرصاد الجوية: سقوط أمطار رعدية على هذه المناطق

رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول فور ظهورها والاستعلام برقم الجلوس


مصرع طالب ثانوى صعقا بالكهرباء بسبب الأمطار فى العاشر من رمضان

المعهد القومى لعلوم البحار يؤكد عدم رصد أى أنشطة زلزال مسببة لتسونامى

ريبيرو يستبعد مروان عطية من معسكر الأهلى فى إسبانيا.. اعرف السبب

المغرب والسعودية يبحثان توطيد التعاون الاقتصادي وآفاقَا جديدة للاستثمار

الترسانة يتعاقد مع شيزار محمد لاعب بروكسى بعد تسديد المقابل المادى

باول: الفيدرالي الأمريكي كان سيخفض الفائدة لولا خطة ترامب لزيادة التعريفات الجمركية

ظهور الدكتورة نوال الدجوى فى عزاء مؤسس جامعة msa يعيد تصدرها مواقع البحث.. النيابة تستكمل التحقيق بطلب الحفيدة بنقل أسهم أحمد الدجوى بشركة "دار التربية" لها.. و"مستأنف القاهرة" تنظر دعوى حجر عمر الدجوى على جدته

إيران: قدراتنا الصاروخية في أفضل حالاتها وجاهزون للرد على أي عدوان

الرموز الانتخابية الخاصة بنظامى الفردى والقوائم بانتخابات مجلس الشيوخ

زوجة كريم الحسينى تخضع لعملية جراحية خطيرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى