عبد الرحيم على يحلل أخطاء الربط بين أزمة السترات الصفراء والأوضاع فى مصر

عبد الرحيم على
عبد الرحيم على
قدم الكاتب الصحفى عبد الرحيم على، رئيس مجلس إدارة مؤسسة البوابة نيوز، تحليلًا دقيقًا للأزمة فى فرنسا، فى الأسبوع الخامس لتظاهرات السترات الصفراء، على خلفية زيادة الضرائب على المحروقات، موضحًا الأخطاء التى يقع فيها البعض عندما يربطون بينها وبين بعض الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص.
 
وقال الدكتور عبد الرحيم على إنه على الرغم من إطلاق السترات الصفراء على تظاهرات أسبوعهم الخامس، "يوم الاختبار"، إلا أن أعداد المتظاهرين ليست بزخم المرات السابقة، موضحا أن هذا لا يعنى نهاية حركة السترات الصفراء، فإلى الآن كل ما يجرى على الأرض لا يعدو كونه اختبارا متبادلا على الأرض بين السلطة والمحتجين.
 
وبشأن ربط البعض أحداث فرنسا بالأوضاع فى مصر وتوقعات بإمكانية حدوث ذلك هنا، أو فى بعض الدول العربية، أكد "على" أن هذا الربط غير منطقى بالمرة، ولا يمت للواقع بصلة، وأوضح أن من يفعل ذلك ليس لديه أية دراية حقيقية بما يحدث هنا فى باريس.
 
وتابع "على" أن الأوروبيين لم يجربوا الفوضى؛ ولكننا هنا فى مصر عانينا منها طويلا وعرفنا ما معنى أن تتفكك الدولة، شاهدنا ذلك بأم أعيننا عقب أحداث 25 يناير 2011، ودفعنا ثمننًا كبيرًا كى نستعيدها من براثن الخاطفين فى 30 يونيو 2013، موضحًا أن الفرنسيين مروا بأحداث كتلك التى عانينا منها ولكن منذ أزمنة بعيدة لا تعيها الأجيال الجديدة التى تمثلها حركة السترات الصفراء.
 
فبعيدا عما حدث عقب الثورة الفرنسية الأولى عام ١٧٨٩ وما تلاها وصولا للثورة الثانية عام ١٨٤٢، لم تشهد فرنسا ومنذ ١٩٥٨ أى صراع على السلطة أدى إلى ضياع الدولة وتفككها.
 
وأضاف "على" أنه منذ عودة الجنرال ديجول إلى السلطة عام ١٩٥٨ والجمهورية الخامسة فى حال استقرار سياسى واجتماعى يتم تبادل السلطة فيه من خلال دستور تم التصويت عليه فى تلك الفترة، ولم يتم إدخال تعديلات جوهرية عليه حتى الآن.
 
وأكد "على" أن فرنسا دولة راسخة تحكمها مؤسسات دستورية وتحتل المركز الخامس عالميا من حيث القوة والثروة، ولا يمكن المقارنة بينها وبين دولة تحاول استعادة مكانتها وصناعة استقرارها وبناء اقتصادها من جديد، متابعا أنه على المصريين أن يتعلموا جيدًا من التجارب السابقة، ويعرفوا وجه المقارنة الحقيقية بين الدول، حتى لا يأتى أحد يعبث بعقولهم، مؤكدًا: "احنا أخدنا حقنا تالت ومتلت" من المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات منذ 25 يناير وحتى 30 يوليو، عرفنا جيدًا ما معنى أن تسقط الدولة وماذا يعنى لنا عناء بنائها من جديد.
 
وبشأن ملامح السبت الخامس لاحتجاجات السترات الصفراء، قال "على" إلى الآن الهدوء النسبى ما زال سيد الموقف، الأمر الذى دعا الشرطة الفرنسية إلى فتح الحركة المرورية فى الشوارع خاصة من وإلى الشانزليزيه، بعد غلقه طوال أيام التظاهرات السابقة وقبل تلك التظاهرات بساعات.
 
وأوضح "على" أنه بالرغم من تراجع الرئيس الفرنسى ماكرون عن القرارات الأخيرة إلا أن أوضاع الحياة السياسية فى البلاد تدفع القوى السياسية خاصة الأحزاب التقليدية كالجمهوريين والاشتراكيين (قطبى الحياة السياسية فى فرنسا) إلى الغضب، مشيرًا إلى رسوخ التوازن فى الحالة السياسية الفرنسية لعقود طويلة بين المعارضة والأغلبية حتى جاء ماكرون فألغى حالة التوازن عبر الدفع بشباب حزبه (الجمهورية إلى الأمام) لتسيد المشهد والاستحواذ على الأغلبية المطلقة فى البرلمان، دافعا الأحزاب التقليدية الكبرى إلى خلفية المشهد، مما خلق حالة من الفراغ السياسى لم تستطع حركة ماكرون (الجمهورية إلى الأمام) ملئها نظرا لضعف خبرة أعضائها وحداثة سنهم، الأمر الذى ظهر جليا فى معالجة أزمة السترات الصفراء، حيث توارى أعضاء حزب ماكرون ولم يسمع لهم أحد صوت.
 
وشدد "على" أن هذه الحالة لم تدم كثيرا فى فرنسا لأن التوازن السياسى بين القوى السياسية وبخاصة التقليدية فى فرنسا كان ولا يزال هو رمانة الميزان التى يبحث عنها المتظاهرون، الأمر الذى دفعهم اليوم للكشف عن أهدافهم الحقيقية عبر رفع شعار "لا للأوجاركية" (حكم الأقلية)، فى إشارة لحكم ماكرون ولصالح قلة من رجال المال والبنوك.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. ضربة البداية أمام زيمبابوى

تجدد الخلافات بين شيرين عبد الوهاب وشقيقها والعودة إلى ساحات القضاء

الأهلى يغلق ملف التفاوض مع الكولومبى بابلو صباغ.. اعرف السبب

وسائل إعلام: منفذو هجوم سيدنى تلقوا تدريبات عسكرية فى الفلبين

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة


تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

يوسف بلعمرى يرفض عرضاً من الوداد المغربى تمهيداً للانتقال إلى الأهلى


قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع

ترامب يعلن خطوبة نجله جونيور.. ونيويورك تايمز: الثالثة.. فيديو

تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

ناصر منسى يفاضل بين المحلة والبنك الأهلى للرحيل عن الزمالك

متفوقا على رونالدو.. مرموش ضمن أفضل مهاجمى العالم قبل أمم أفريقيا

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

لا يفوتك

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى