د/ سارة عبد العزيز تكتب: الحنين إلى الماضى

المطربة الكبيرة فيروز
المطربة الكبيرة فيروز

صوت فيروز العذب وهو يشدو بكلمات "راجعين ياهوا راجعين"، يبعث فى النفس الحنين لبعض تفاصيل  الماضى، للموطن الأصلى  لمكان بعينه تشتاق إليه نفوسنا وتحن إليه  كالقرية التى نشأنا بها، و المسكن والشارع و المدرسة الأولى.

ولايقتصر الحنين للأماكن، بل للأشخاص الذين كان لهم أثرا واضحا فى هيكلة وتشكيل أفكارنا ومن ثم رسم طموحات وتطلعات مستقبلية كالمُدرس الأول والمُدرسة الأولى وأول جائزة وأول شهادة وأول تكريم.

ويحدث أحياناً الحنين للروائح، فكل شخص لديه روائح مميزة تذكره بأماكن وأشخاص بعينهم، كرائحة عطر الأب القديم ورائحة بعض الطعام الذى كانت تعده الأم أو الجدة، كذلك والأكلة المفضلة عند الأسرة والتى كانت تجمع شملهم وهم صغار قبل أن تأخذهم مشاغل الحياة.

والحنين كذلك للأصوات، صوت الشيخ محمد رفعت  فى الصباح وقت الاستعداد للمدرسة وقبل الإفطار فى رمضان ،صوت أغنية مفضلة أو موسيقى مفضلة ،صوت المسحراتى.

والحنين للماضى على أى حال جزء أصيل فى نفوس البشر المتشوقين لبداياتهم، لبداية قصص الكفاح التى عاشوها ، لبداية الشجر قبل أن يأتى الثمر، فالبدايات تخبر بمستوى ما وصلوا إليه من تغيير ومن نجاح  حقيقى ، ومن رغبة فى تحقيق المزيد ، وأحياناً يجدد  الفرد ما يريد تحقيقه، وهى كلها تمنح  الشعور بالرضا وأن سنة الله فى كونه هى تكامل البشر، وتحقق فكرة التكامل من رغبة كل منا للسعى نحو الكمال من خلال تواصلنا مع الآخرين "راية تسلم راية".

شعور بأن من سيأتى بعدنا سيكون له الحنين لنفس الأشياء التى نحياها ونعيشها بينهم الآن ، شعور يلقى بالمسئولية أن نحاول أن يكون الحنين لنا بأشياء تبعث الأمل فى الأوقات الصعبة بكلمات تقيل عثرات الطريق، فكم من قصص رائعة نسجتها  كلمات السابقين فتمثلوها نماذج وقدوة جعلتهم يشعرون بأنهم لم يفقدوا الأمل يوماً.

من منا ينسى كلمات والده وهو صغير يحثه على النجاح وحب العمل، وفى نفسه رغبة شديدة أن يصبح ابنه أفضل منه، من منا ينسى عبارات التشجيع من الجد أو الجدة أو أستاذه، كلها تفاصيل بسيطة لكنها تركت أعظم الأثر فى نفوسنا.

الاستفادة من كل ما سبق، أن نذكر أبناءنا وأحفادنا بما ترك لنا السابقون  حتى ولو كان بسيطاً، كى لانفقد حلقة الوصل بالماضى وتصبح  "النوستالجيا" مقتصرة على حالة من الحنين المؤقت لبعض الذكريات ؛ بل تتعدى ذلك الأمر لتصبح استرجاع  للتفاصيل الإيجابية التى أهدرتها التكنولوجيا الحديثة  فسرقت الوقت دون أن ندرى وجعلتنا نفقد الصلة  حتى بما تركه الآباء لنا من وقت قريب.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر


رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق


الأهلي يكشف حقيقة الاستعانة بأشرف داري أو رضا سليم لضم يوسف بلعمري

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى