"أم أحمد" ست بـ100 راجل وزوجها "الحاضر الغائب".. سيدة أسيوط عملت فى بيع البرسيم والخياطة والكوافير لتنفق على 6 أبناء.. وتؤكد: بذلت الكثير حتى كبروا ومصر فيها 20 مليون "نحمدو".. صور

أم أحمد
أم أحمد
أسيوط – ضحا صالح

"أم أحمد" قصة جديدة من أسيوط تضاف إلى جدراية كفاح نساء مصر من أجل تربية الأبناء بعدما تخلى الأب عن دوره ورضى لنفسه بأن يكون حاضرا وغائبا فى الوقت نفسه، تقول فى بداية حديثها لـ"اليوم السابع": "مصر فيها 20 مليون نحمده يا ريس، فيها 20 مليون ست شقيانة وتعبانة وبتربى ولادها وبتنفق عليهم وبتفنى عليهم عمرها سواء كان ذلك فى وجود الأب أو غيابه فالحياة صعبة وطلبات الأبناء لا تنهتى".

IMG-20181216-WA0000

أم أحمد، مثلها مثل كثيرات من الأمهات والزوجات فمنهن من توفى زوجها، فتحملت مسئولية تربية أطفالها، أو منهن من انفصلت عن زوجها وأصبح كل منهما فى طريقه أو أنه على قيد الحياة ولكن يمثل دور الحاضر الغائب فى الحياة فوجوده لا يختلف عن غيابه، تاركا لها "الجمل بما حمل".

IMG-20181216-WA0001

القصة بدأت مع "أم أحمد" منذ 22 عام، حينما تزوجت، وعاشت مع زوجها "زرق اليوم بيومه"، ومع الأيام رزقت "أم أحمد" بمولدتها الأولى "أسماء"، والتى أصبحت عبئا جديدًا على أسرة صغيرة تكاد تكمل عشائها نوما.

وقفت "أم أحمد" عاجزة أمام مصاريف الأسرة الصغيرة، والمكونة من 3 أفراد ومتطلبات الرضيعة وما كادت تدبر أمورها فى النفقات اليومية والضرورية كالطعام والشراب حتى رزقت بمولودتها الثانية "حسناء"، فاشتد الحمل عليها، ومن هنا قررت أن تخرج تشق طريق الكفاح فعملت فى جز البرسيم، والذى يتمثل فى ذهابها الأراضى الزراعية، وقطع البرسيم وترتيبه فى رباطات وبيعه بالربطة الواحدة، وبعدها كتب لها أن ترزق بـ"أحمد" فكانت تعين الأبناء على الذهاب للمدرسة وأثناء تواجدهم بالمدرسة تقوم بجمع البرسيم وتربيطه وعقده فى رباطات وبعد عودتهم من المدرسة يأخذون رباطات البرسيم ويقومون ببيعيها فى أنحاء القرية والمركز، ومن ثم يعودون مرة أخرى لمراجعة دروسهم وحل الواجبات المدرسية، وعلى الرغم من عملهم اليومى ومساعدة والدتهم فى العمل إلا أنهم استطاعوا أن يقطعوا شوطا فى التعليم.

IMG-20181216-WA0002

وقبل أن تصل أكبر أبنائها إلى المرحلة الإعدادية، كانت قد أنجبت "يوسف" و"على" و"مايا"، ليزداد الحمل أضعافا مضاعفة عليها، الأمر الذى دفعها للبحث عن مجالات أخرى تساعدها فى توفير متطلبات الحياة، فاتجهت للعمل فى إحدى محلات الكوافير النسائى، ولما وجدت أن الأمر لم يأت ثماره فى الإنفاق، اتجهت لتعلم الخياطة، وبذلت مجهودا حتى ابنتها أنهت الأولى دبلوم التجارة، وأنهت الثانية تعليمها بالحصول على نفس المؤهل.

IMG-20181216-WA0003

وعلى الرغم من أن الحمل قد أصبح أخف إلا أن الإنفاق على الصغار ازداد فلجأت "أم أحمد" إلى الاستعانة بابنتيها فى العمل، وأصبحن يدا واحدة حتى استطعن تعويض ما مر من تعب وشقاء طوال فترة السنوات السابقة، والتى كانت لهم فيهم بمثابة الأم والأب والأخت والصديقة فمنذ عدة سنوات أصبحت "أم أحمد" هى المسئول الوحيد عن الأسرة ونفقاتها والعائل الوحيد لأبنائها بعد أن تركها زوجها وأبنائه يواجهون مشاق الحياة ومصاعبها بمفردهم وهو بعيد ربما على حد قولهم وعلى الرغم أنها لا تزال زوجته يراقبهم من بعيد، إلا أنه تخلى عن دوره كأب أو كزوج.

 

تقول "أم أحمد" إن مصر بها المئات بل والآلاف مثل "السيدة نحمده" التى تعمل وتكافح، وأكثر من سيدة تعيش وسط المجتمع تعانى من القهر والذل، من أجل الحصول على لقمة العيش وتوفير حياة أقل ما يمكن أن تكون كريمة، فحتى فى الصعيد المجتمع الذى لا يخلو من نعرة الرجال والذكورة أصبح هناك العديد من الأسر تعانى من غياب الرجل، لتقوم المرأة بالدور المزدوج.

 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قائمة الاتحاد السكندرى لمباراة البنك الأهلى.. عودة شريف ونور واستمرار غياب علاء

الوكرة يحقق الفوز الأول بالدورى القطرى على حساب الدحيل بمشاركة حمدى فتحى

حسام حبيب: شيرين عبد الوهاب بخير ومرورها بوعكة صحية كذب

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟

الصفحة الرسمية لمنتخب مصر: "استاد القاهرة هيتلون بعلم مصر 5 سبتمبر أمام إثيوبيا"


البرازيلى خوان ألفينا لاعب الزمالك وزوجته فى زيارة للأهرامات.. صور

القطار السريع يحقق المعادلة الصعبة.. ساعتان من العين السخنة للإسكندرية بسرعة 250 كم وتجربة استثنائية للسفر.. وعربات بطابقين في القطار الإقليمي لأول مرة في البلاد.. وجرار البضائع يصل مصر قريبا.. صور

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

دار الإفتاء: غدا الأحد أول أيام شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا


أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام

مان سيتي يسقط أمام توتنهام بثنائية ويتلقى أول هزيمة في الدوري الإنجليزي

البحوث الزراعية تحذر من منتجات زيت زيتون يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي

مانشستر سيتي ضد توتنهام.. السبيرز يتفوق 2 - 0 فى الشوط الأول "فيديو "

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

سقوط أوراق التين رواية تبحث عن مواجهة الشر.. مينا عادل جيد: لا أخشى الموضوعات الشائكة.. وطيف "دون كيخوته" ملمح أساسي في أعمالي.. صغت لغة أقرب للترجمات عن القبطيّة للعربية.. وفكرتي هي خلق النظام في وجه الفوضى

وزيرة البيئة: احتواء بقعة زيتية خفيفة بالنيل.. ومحطات مياه الشرب لم تتأثر

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات

برأت ساحة ترامب.. جيسلين ماكسويل شريكة إبستين: لا أعتقد أنه مات منتحرا

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى