كيف خرجت تركيا من مصر؟.. بريطانيا تقصى العثمانيين فى الحرب العالمية الأولى

الحرب العامية الأولى
الحرب العامية الأولى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

فى يوم 18 ديسمبر 1914، مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، استطاعت بريطانيا التى كانت تحتل مصر منذ عام 1881، أن تطيح بالدولة العثمانية من مصر، التى احتلتها منذ قرون مضت وبالتحديد منذ عام 1517، لكن ذلك لم يحدث بين يوم وليلة.

 

وفى ذلك يقول كتاب (مصر فى الحرب العالمية الأولى) للطيفة محمد سالم "سارت سياسة إنجلترا أثناء الاحتلال فى أربعة اتجاهات تمكنت من خلالها السيطرة على الموقف فى مصر. وتمثلت فى محاولة إقناع الدول بأن مصر لإنجلترا والسعى للاعتراف بالوضع القائم فيها، وتخطيط علاقتها مع الدولة العثمانية صاحبة السيادة الشرعية على مصر، والارتباط بينها وبين الخديو الحاكم المستمد سلطته من خليفة المسلمين فى الأستانة، وموقفها تجاه الحركة الوطنية، وامتزجت هذه الاتجاهات فى تركيبة خاصة، تمكنت إنجلترا بها من أن تحقق أغراضها".

 

وتابع الكتاب: "تلونت سياسة انجلترا تجاه الدولة صاحبة السيادة على مصر فكثيرا ما كانت تعلن لها عن نيتها فى سحب جيوشها منها، وكثيرا ما حددت الميعاد، ولكنها لم تنفذ، وقلقت الدولة العثمانية لهذا الوضع، فاستعانت بجمال الدين الأفغانى صاحب صيحة وحدة العالم الإسلامى التى هى قبلته، وعندما أرادت تعيين الحدود بين مصر وممتلكاتها رأت أن تضم العقبة وملحقاتها وشبه جزيرة سيناء إلى ولاية الحجاز، وأرسلت الفرمان الجديد لعباس حلمى الثانى فى 17 يناير 1892 حاملا هذا المعنى".

 

وأضاف الكتاب: "اعتبرت إنجلترا أن ذلك تهديدا للمصالح البريطانية فى مصر، وأمر كرومر بعدم قراءة الفرمان، ومضى ضغط إنجلترا على الاستانة حتى تراجعت عن الأمر، وتبع ذلك أن طلب كرومر من ناظر الخارجية المصرية عدم إحداث أى تغيير فى العلاقات بين مصر والدولة العثمانية إلا بموافقة إنجلترا".

 

وترى لطيفة سالم: "الدولة العثمانية عادت مرة أخرى فى أوائل عام 1905 لعرقلة مسار إنجلترا فى مصر بعد أن تحسنت ظروفها الخارجية والداخلية، فنضجت مسألة الجامعة الإسلامية، وأصبح الشعور الوطنى فى مصر قريبا منها بفضل مجهودات الحزب الوطنى، وظهور ألمانيا كدولة قوية يمكن للدولة العثمانية الاعتماد عليها، فأثارت مسألة الحدود، وعندما أحست إنجلترا بالموقف أعدت سيناء للأعمال الحربية وسرعان ما اعتدى الأتراك عليها، واحتلوا طابا لمد السكة الحديد من معان إلى العقبة، وعندئذ طالبت إنجلترا الدولة العثمانية باسم مصر أن تجلو عن طابا، هذا فى الوقت الذى توقعت فيه الاستانة تاييد الدول له، فخاب أملها فى ذلك، ففرنسا وروسيا ميولهما لإنجلترا، وألمانيا فضلت الحياد، لهذا تراجعت وانسحبت فى مايو 1906 بالرغم من أنها الدولة صاحبة السيادة الشرعية، ولكن وقوف إنجلترا لها بالمرصاد وعدم موافقتها على نقل شبر من الأرض المصرية لها بدا وكأن انجلترا أصبحت صاحبة السيادة الرسمية على مصر".

 

وينتهى الكتاب إلى أنه عند وقوع الحرب الطرابلسية فى صيف 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية فى برقة وطرابلس الغرب، ووقفت مصر موقف الحياد، وهذا ما أملته عليها سلطت الاحتلال، وكان ذلك باكورة أعمال كتشنر المعتمد البريطانى الجديد بالرغم من مخالفته لمعاهدة لندن 1840، ولكن إنجلترا لم تستطع أن تحول بين المصريين وإخوانهم الطرابلسيين، فقدموا لهم الذخيرة والأموال والمؤن والمعونات الطبية.

 

وتكرر حياد مصر فى حرب البلقان 1913، وبذلك أصبح ما يربط مصر بالدولة العثمانية لا يقره ولا يعترف به أحد، ونجحت إنجلترا فى الاستحواذ على مصر، وما لبث أن قامت الحرب العالمية الأولى لينقطع كل رباط بين مصر والدولة العثمانية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرمادى: محمد السيد من مصلحته التجديد للزمالك.. وفتوح لا يستحق البيع

إخلاء سبيل التيك توكر علاء الساحر في تهمة احتجاز شخص والاعتداء عليه

شاب يختلق واقعة تعرضه لعملية سطو من أجل إقناع خطيبته بالصلح فى الهرم

ماكرون: نستهدف تشكيل جبهة موحدة مع أوكرانيا

ألمانيا تحصد لقب بطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عاما بمصر على حساب إسبانيا


محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

حصاد الرياضة المصرية اليوم الأحد 17 - 8 - 2025

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

محافظ الجيزة يقود أعمال إزالة 6 أبراج مخالفة بشارع اللبيني فى الهرم.. صور

وزير الخارجية يؤكد لرئيس الوزراء الفلسطيني: نرفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم


الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

تكثيف الجهود لكشف ملابسات العثور على سيدة بها أكثر من 30 طعنة بالدقهلية

ستارمر ينضم إلى زيلينسكي في اجتماعه مع ترامب غدًا

عمر بركة أفضل لاعب في مباراة مصر وأيسلندا ببطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

حاصرونا بـ3 عربيات وطلبوا منا نركن علشان نقعد معاهم..نص التحقيق بواقعة فتيات طريق الواحات

هيئة العمل الوطني الفلسطيني: احتجاجات إسرائيل لا تشكل ضغطا على نتنياهو

سفير الهند لـ"اليوم السابع": تعامل مصر مع غزة وأزمات المنطقة محل تقدير كبير

تحريات لكشف ملابسات اتهام مسن بمحاولة التهجم على سيدة وأطفالها بمدينة 6 أكتوبر

الكوبرى العملاق.. شاهد أعلى كوبرى فى مصر بعد اكتماله.. صور

قرار مهم من إدارة الأهلي بخصوص تمديد وتجديد عقدي إمام عاشور وديانج

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى