النائب عبد الرحيم على من باريس: أخشى وصول الجماعات الإسلامية للحكم بفرنسا.. مدير مركز الشرق الأوسط: مصر أنقذت العالم من دمار حقيقى.. ووزير فرنسى سابق: السيسي قام بإصلاحات اقتصادية صعبة ولكنها ضرورية

كشف عبد الرحيم على، المدير العام لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس وعضو مجلس النواب، عن حقيقة سيطرة تنظيم داعش الإرهابى على مناطق بمدينة الموصل العراقية وكيف يرهب العالم بشكل كبير، متسائلا ماذا كان سيحدث لدول مثل سوريا والعراق والأردن لو تمكنت هذه التنظيمات الإرهابية منها، وذلك خلال حلقة نقاشية للمؤتمر الذى نظمه المركز بباريس "سيمة" تحت عنوان "احتجاجات السترات الصفراء وثورات الربيع العربى"، مؤكدا أن ما حدث فى مصر هو محاولة لإنقاذ العالم من دمار حقيقى، لأن مصر واجهت خطر لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن مواجهته برغم أننا ندفع ثمنًا كبير لمواجهته لتحصين العالم.

حيث أكد عبد الرحيم علي، المدير العام لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس وعضو مجلس النواب، أن تنظيم داعش الإرهابى يسيطر على مناطق فى مدينة الموصل العراقية، ويرهب العالم بشكل كبير.

وتساءل عبد الرحيم على عما كان سيحدث إذا تمكنت هذه التنظيمات الإرهابية من السيطرة على دول مثل سوريا والأردن والعراق، وإلى أى مدى سيصلون بالصراع المسلح مع العالم إلى المعادلة الصفرية، وهى إما أن يكونوا هم، أو أن يظل المجتمع العربى متواجدًا.

وأضاف "علي"، أن ما حدث فى مصر هو محاولة لإنقاذ العالم من دمار حقيقي، لأنه مصر واجهت خطر لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن مواجهته برغم أننا ندفع ثمنًا كبير لمواجهته لتحصين العالم، مؤكدًا أنه لو لم يكن هناك تعاون دولى حقيقى سواء على الصعيد ألاستخباراتى أو السياسى أو الاقتصادي، فإن تلك الأزمة لن تمر.

وقال مدير مركز دراسات الشرق الاوسط، إن هناك اتحادا للمنظمات الإسلامية فى فرنسا، لديه رؤى وأفكار وخطط لتطبيق الإسلام الفرنسي، موضحا أنه يجب أن تتحد كل الأحزاب المعارضة لسياسة الرئيس ماكرون، كالجمهوريين والاشتراكيين واليمين المتطرف واليسار، حتى لا تتحرك تلك الجهات إلى أفكار ومنظمات آخر ى، إذا لم تتحد.

وأكد عبد الرحيم على أن مصر أتت بعد ثورة يناير ببرلمان يضم جماعة الإخوان، ودستور أطاح بالتاريخ كله، وأتينا بحاكم من الإخوان، ولولا ثورة 30 يونيو لما استطاعت مصر الخروج من هذه الأزمة.

وتابع: "أخشى أن يحدث فى بلد كبير مثل فرنسا، ما حدث فى مصر وتسير على نفس النهج، خاصة بعد وجود اتحاد المنظمات الإسلامية الذى يسعى لذلك".

وعلى هامش الحلقة قال جاك جودفران، وزير التعاون الدولى الفرنسى الأسبق، أن البعض تعاطف بصورة واضحة مع احتجاجات الفرنسيين فى البداية، ولكن حوادث التخريب المتمثلة فى إشعال السيارات والسفارات جعلت البعض يقول أن الفرنسيين يحرقون أملاكهم.

وأضاف "جودفران"، أن أفعال متظاهرى السترات الصفراء عكست رؤية البعض تجاه الاحتجاجات، موضحًا أن هذه الاحتجاجات وقع أغلبها فى أحد ميادين مدينة ستراسبورج الفرنسية، متابعا أن التخرب قلب الطاولة على متظاهرى السترات الصفراء.

وفى سياق متصل قال البروفيسور رولان لومباردي، من معهد أبحاث ودراسات العالمين العربى والإسلامي: أن الرئيس عبد الفتاح السيسى والجيش المصرى، نجحوا فى تقويض جماعة الإخوان والتصدى لمشروعهم، مشيرًا إلى أن مطالب الديمقراطية قديمًا فى مصر كانت ثانوية، ولكن المصريين ملوا من الدمار والخراب وعدم الاستقرار ويحتاجون للعيش بكرامة.

وأكد "لومباردي" أن السيسى قام بإصلاحات اقتصادية صعبة جدًا ولكنها كانت ضرورية، وهذا بفضل السلطة الحقيقية للرئيس ووعى الجيش بخطورة الأمر.

وأشار إلى أن الحكام العرب يدركون خطر وجود داعش والقاعدة، والحاجة لوجود قوة عسكرية لمواجهتهم، موضحًا أن الحكام العرب الجدد ينظرون للإسلام السياسى بأنه مازال خطرًا ويجب مقاومته وبشدة.

وقال البروفيسور رولان لومباردي، أنه قام بتحليل بسيط لما حدث فى مصر، لأنه مهتم بالكتابة فى الشأن المصري، والكثير عارضوه رغم أن كل ما كتبه كان صحيحا، مضيفا أنه توقع منذ أحداث يناير 2011 أن جماعة الإخوان ستعتلى الحكم، بعد أن سيطر الإسلاميون على البرلمان المصرى.

وأكد لومباردي، أنه كان لابد للجيش المصرى أن يتصدى لمشروع الإخوان، وهذا ما كتبه فى أبحاثه عام 2013، وحدث بالفعل منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم مصر، متابعا أن الجيش نجح فى إدارة الأزمة باقتدار.

وأشاد لومباردى بالجيش المصري، وقال أنه "جيش الشعب" و"يحبه الشعب"، وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى قيادة مصر إلى بر الأمان، وأدار الأزمة باقتدار.

حضر الحلقة النقاشية جاك جودفران وزير التعاون الدولى الفرنسى الأسبق، والبروفسور رولان لومباردي، من معهد أبحاث ودراسات العالمين العربى والإسلامي، وبيير براندا المؤرخ المتخصص فى الآثار، وكريستيان جامبوتى الكاتب والإعلامى المتخصص فى الحركات السياسية فى أفريقيا، ويواكيم فليوكاس الباحث المتخصص فى الحركات الإسلامية.