بنك المعرفة المصرى «1»

كريم عبدالسلام
كريم عبدالسلام
بقلم كريم عبدالسلام
منذ أن وعينا على الدنيا ونحن نعرف أن التعليم عندنا يقوم على الحفظ والتلقين، وترسخ مفهوم الطالب المتفوق أنه الطالب الذى يستطيع حفظ المواد الدراسية أكثر من غيره ويستطيع استظهار الإجابات النموذجية على الأسئلة الموضوعة سلفًا فى كتب وزارة التعليم والكتب الخارجية، أما الطالب الذى يفكر أو الطالب الذى يبدع ويشق لنفسه طريقًا آخر غير هذا التراكم المحفوظ، فمصيره الفشل والرسوب والوصم بأنه غير ملتزم ومخرف.
 
ماذا أنتج نظام الحفظ والتلقين عندنا عبر استمراره عقودا طويلة؟ أنتج نموذج الطالب الذى يحصل على مجموع 105% يعنى الدرجات النهائية فى كل المواد المحفوظة بالإضافة إلى المستوى الرفيع، لكن هذا الطالب لا يفكر ولا يبدع وغالبًا ما يكون طبيبًا ممارسًا عامًا لا يفقه شيئًا أو مهندسًا حكوميًا ناقمًا على حياته أو صيدليًا يبيع الأدوية ولا يساهم فى تركيبها أو تخليق دواء جديد، كما خلق لدينا مجموعات من المافيا والمنتفعين شديدة الخطورة، منها مافيا الدروس الخصوصية ومافيا ناشرى الكتب الخارجية وهؤلاء يتحكمون فى اقتصاديات كبيرة للغاية ويرتبطون بكل أسرة بمصر، ومن ثم ينشرون الوهم بأن أى مساس بنظام التعليم الحالى هو تدمير للمجتمع المصرى.
 
أولياء الأمور بحكم العادة والتاريخ، لا يريدون من الدنيا إلا أن ينجح أبناؤهم فى المسار التعليمى حتى لو قضوا ستة عشر أو سبعة عشر عاما فى التعليم وحصلوا على شهادة جامعية ثم بدأوا من الصفر عمالا باليومية أو مندوبى مبيعات، فالشهادة كورقة داخل برواز معلقة على الحائط أهم من النجاح الخلاق فى أى مهنة أو أى مشروع خاص أو تحقيق الشاب لذاته من خلال عمل ما يحبه، وهذه الصورة المظهرية الفاشلة، أدت بنا إلى أن مجتمعنا به متعلمون غير متعلمين، ومهنيون غير مهنيين وحرفيون غير حرفيين، وتراجعت إلى حد كبير مستويات الجودة والإتقان فى مختلف المهن والأعمال، ناهيك عن الإبداع والابتكار والإضافة إلى العالم فى أى شىء أو أى مجال.
 
وعندما ساءت الأحوال إلى حد الظاهرة العامة، كان لابد من وقفة حقيقية للدولة المصرية والقائمين على شؤون التعليم، بعد أن سبقتنا دول صغيرة فى المنطقة فى مستويات التعليم والإبداع والابتكار وكذلك فى العمالة الماهرة والفنيين المتقنين لأعمالهم والمهنيين الأكفاء، وحتى يمكن تدارك الخطأ التاريخى الذى غرقنا فيه حتى وصلنا إلى الفشل الكامل، كان لابد من إيجاد منظومة تعليمية جديدة عكس تلك القديمة البالية المعتمدة على الحفظ والنسيان وتؤدى إلى خريجين لا يفقهون شيئًا ولا يفكرون، كان لابد من بناء بنك العرفة المصرى.
 
بنك المعرفة المصرى لطلاب المدارس والجامعات والباحثين والعاملين فى جميع المجالات من الطب إلى الهندسة والقانون والبحث العلمى والتجارة والعلاقات الدبلوماسية والدولية، أكبر دائرة معلوماتية ومعرفية وعلمية وكبريات المجلات والدوريات المتخصصة فى العالم، متاحة أمام جميع المصريين فى مكان واحد بالعربية والإنجليزية، كما أن النظام التعليمى الجديد يقوم على رسالة واحدة مهمة، دعك من آليات الحفظ القديمة وفكر من خلال المعلومات الهائلة المتوفرة لديك فى أى صيغة للإجابة عن الأسئلة المطروحة عليك فى الامتحانات، لن نعطيك صيغًا محفوظة ولكننا سنقبل منك أى صيغة صحيحة ومعلوماتية تتوصل إليها من خلال القراءة والبحث داخل بنك المعرفة.
 
والامتحانات المقررة عليك لن تلزمك بنموذج إجابة مثالى، ولن تكون متشابهة ومعممة مثل أسئلة الثانوية العامة القديمة التى يجرى تسريبها وحلها وتوزيع الإجابات على الطلاب فى اللجان بالإنترنت عبر الموبايل وغيرها من أدوات الغش الحديثة، أنت لن تكون محتاجًا إلى الغش، لأن التعليم سيتحول إلى متعة وطريقة فى التفكير والتقديرات والدرجات التى ستحصل عليها هى تقديرات لجهودك فى التفكير والتوصل إلى المعلومات من أى دائرة معرفية.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

رئيس الأركان يهنئ الفريق أول صدام حفتر لتوليه نائبا للقائد العام للجيش الليبى

الاتصالات: سيسكو العالمية تطلق أول معمل متنقل فى مصر لتأهيل خبراء الشبكات

المشدد 5 سنوات لشقيقين لحيازتهما أسلحة واستعراض القوة بشبرا الخيمة

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة


اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

العراق يدين تصريحات رئيس وزراء الاحتلال حول "رؤية إسرائيل الكبرى"

أونروا: الحر الشديد يجعل الوضع المأساوى بغزة أكثر سوءًا

البرلمان العربى يستنكر تصريحات نتنياهو بشأن ما يسمى "إسرائيل الكبرى"

الكويت ترسل طائرة مساعدات إلى مطار "ماركا" ضمن الجسر الجوى لإغاثة غزة


موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب فى الدورى والقنوات الناقلة

إنريكى يحقق أرقامًا تاريخية بعد التتويج بالسوبر الأوروبى مع باريس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى