فى حضرة وزير التعليم.. كيف سألنا وكيف أجاب عن مشروع الإصلاح

محمود سعد الدين
محمود سعد الدين
محمود سعد الدين
8 وزراء تعاقبوا على ديوان التربية والتعليم منذ قيام ثورة يناير 2011، غير أن الجدل لم يرتبط بأسمائهم بقدر ما ارتبط بالدكتور طارق شوقى، الوزير الحالى، لأسباب مختلفة أهمها انفراده عن الوزراء السابقين باختيار الطريق الأصعب وهو السير نحو مشروع لإصلاح المنظومة التعليمية بشكل كامل لا بقرارات فردية بإعادة «سنة سادسة بالمرحلة الابتدائية» أو إلغائها، مثلما فعل الوزراء السابقون.
 
السبب الثانى وراء الجدل حول وزير التعليم هو شخص وزير التعليم نفسه، عنيد، ينحاز إلى مشروعه التعليمى ويدافع عنه بنفسه لا عبر وسطاء، فيقع من وقت لآخر ضحية مانشيتات صحفية تسىء له وللوزارة وللمشروع التعليمى المهم، لأنه مع كل تصريح جديد، يفتح بابا جديدا من الصراع مع الأعمدة الرئيسية التى يرتكز عليها النظام التعليمى بشكل عام بداية من أولياء الأمور والمدرسين ومروا بالناشرين وختاما بأصحاب المصالح.
 
الوقوف هنا يضع الدكتور طارق شوقى فى مأزق دائم ويصرفه دائما إلى معارك جانبية بعيدا عن المعركة الأهم لإصلاح حال التعليم المصرى، وبالتالى سؤالنا الرئيسى الحاكم.. هل الدكتور طارق شوقى كوزير تربية وتعليم يمتلك مشروعا حقيقيا للإصلاح وهل يستطيع تنفيذه أم لا؟
 
الإجابة بكل أمانة.. نعم، يمتلك الوزير طارق شوقى مشروعا حقيقيا للتطوير يعتمد على الفهم وليس الحفظ، ونعم يستطيع الوزير تنفيذ هذا المشروع استنادا لخلفياته العلمية والعملية، فقبل أن يجلس على كرسى الوزارة كان مديرا لمكتب اليونسكو الإقليمى للعلوم والتكنولوجيا فى الدول العربية، وهو منصب رفيع لا يجلس عليه إلا أصحاب القدرات الحقيقية بعيدا عن الواسطة والمحبوسية، وبالتالى المعطيات تقول إننا أمام مشروع حقيقى وأمام وزير مؤهل لنقل حال التعليم فى مصر من تحت الصفر إلى درجة مقبولة، وبناء عليه لابد من المواجهة الحقيقية.. أين تقع المشكلة؟
 
بحثا عن إجابة ترضى ضمائرنا كأولياء أمور قبل أن نكون صحفيين، حددنا موعدا مع وزارة التربية والتعليم، الأربعاء الماضى، وفى مكتب الوزير بالطابق الثانى دار حوار امتد لـ4 ساعات بين الدكتور طارق شوقى، ومجلس تحرير «اليوم السابع» برئاسة الأستاذ خالد صلاح.
 
هدفنا الرئيسى كان العودة بإجابة عن الأسئلة التى تشغل بال أولياء الأمور بداية بالتابلت وموقف التلاميذ فى الصف الأول الثانوى ووضع المناهج الدراسية والآليات الجديدة لإجراء الامتحانات وكيفية حماية بنك الأسئلة من الاختراق، وغيرها من عشرات الأسئلة وفلسفة المشروع بالأساس.
 
بعد ساعتين من الإنصات للحوار والجدل الدائر بين مجلس تحرير «اليوم السابع» وقيادات الوزارة، وقفت على 3 عناوين عامة، أولها أن الوزير طارق شوقى يعشق التفاصيل وينغرق فيها باستطراد بعيدا عن المحاور الرئيسية، وثانيا أنه يتعصب لمشروعه، وثالثا أن المشروع المطروح يجسد قصة نجاح حقيقية نحو إصلاح حال التعليم فى مصر، ومن هنا كان مدخل سؤالى لوزير التعليم.
 
سألت الوزير: «يا دكتور طارق.. ما استمعت إليه هو قصة نجاح حقيقية عن مشروع طموح لإصلاح حال التعليم فى مصر، ولكن رجل الشارع حتى الآن لم تصل إليه تلك الفكرة بأركانها الكاملة، وما يصدر له عن المشروع هو الأزمات المتتالية من عينة التابلت واللغة الثانية، فضلا عن أن الوزارة وهى تخطط لهذا المشروع المهم تجاهلت إعداد خطة إعلامية للترويج له، لأنه لابد أن يكون لأى مشروع مسار للتسويق الإعلامى والسياسى له مادام هذا المشروع يعتمد على فكرة، والفكرة تحتاج من ينظر لها وباسمها، ولا يصلح بأى حال من الأحوال أن تتحدث وحدك عن المشروع أو تجيب وحدك عن كل الأسئلة، كما أنه طرح كل المعلومات المتعلقة بأوجه مشروع إصلاح التعليم باقة واحدة على المواطن، قد يصيبه بارتباك فى التلقى والتعاطى مع ما يستقبل، ما يترتب عليه مزيد من القلق والتوتر بشأن مستقبل ابنه أو بنته.. وسؤالى سيادة الوزير بشكل مباشر.. لماذا فشلت وزارة التربية والتعليم فى الترويج إعلاميا لمشروع حقيقى لإصلاح التعليم؟
 
توقعت أن ينزعج الوزير من السؤال.. وخاب ظنى، ولقى الطرح والسؤال إعجاب الدكتور طارق، وقال: «دا سؤال كويس»، وهنا أدركت أننى أتعامل مع قيادة تتقبل النقد طالما يصب فى خدمة مشروعه الأساسى لإصلاح التعليم، وقبل أن يبدأ فى الإجابة، تعالى صوت الدكتورة الفاضلة دينا برعى مستشار وزير التعليم، وقالت: «أيوه.. عندنا مشاكل فى الإعلام وساعدونا.. واحنا قاعدين مع بعض علشان كده».
 
بقدر ما كانت الإجابة مختصره، بقدر ما كانت مفتاحا لحوار طويل فيما بعد عن الرسالة الإعلامية المطلوبة من وزارة التعليم لإنجاح المشروع، والخط التسويقى المستهدف تعديل مساره لكى يقتنع رجل الشارع بالمشروع ويؤيده كل أطراف العملية التعليمية.
 
انتهى لقاء الوزير، لكن لم ينته الجدل بشأن مشروع التعليم، وأعتقد أنه من الواجب علينا المساهمة نحو مزيد من التوعية بمشروع سيغير فعلا من حال التعليم فى مصر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

مادورو يثير الجدل بإعلان بدء عام 2026 في فنزويلا ويطلق معركة إعلامية

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة


زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"

تقارير إخبارية تكشف اسم الشخص منتزع السلاح من منفذ هجوم سيدنى.. من هو؟

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام


تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 ديسمبر 1969 .. «دان أفيدان» أول ضابط إسرائيلى أسير لدى الجيش الثانى فى عملية أصابت العدو بذهول وأبطالها يحصلون على ميداليات العبور ومكافآت مالية

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى