جيهان عجلان تكتب: كيف تكون حكيمًا؟

حتى تكون حكيما عليك أن تعرف ما هى الحكمة؟

الحكمة هى كما عرفها علماء النفس بأنها التكامل بين الفهم العميق والمعرفة والخبرة، مما يتضمن التسامح اتجاه عدم اليقين فى الحياة، وهى تعطى شعورًا  بالاتزان وتولد وعى بطريقة التعامل مع الأحداث مع مرور الوقت، وليس من الممكن اكتساب الحكمة إلا من خلال التجربة، ولكن هذا لا يعنى أن التجربة تقود إلى الحكمة بشكل تلقائي، إذ يتم البحث حاليًا فى العمليات الاجتماعية والعاطفية والإدراكية التى تُحول الخبرة إلى حكمة.

ومن صفات الحكيم أنه يتفاءل بالقدرة على حل مشاكل الحياة، وهو يتميز بالهدوء عند مواجهة القرارات الصعبة، ومن الأمور التى تُساهم فى تطوير الحكمة رؤية حيثيات الأمور والذكاء واستنباط  النقاط المهمة.

ووفقا لتعريف الحكمة من منطق علماء النفس ؛نجد أن:-

 الحكمة هى العلم الذى يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هى عليه فى الوجود بقدر الطاقة البشرية التى تستوعب ذلك , كما أنها الصواب فى القول والعمل , وهى إصابة الحق بالعلم والعقل لأنها هى الرأى العقلى الصائب.

ومن هذا نجد أن :-

الحكيم شخصٌ عاقل يرجح الأمور نحو الصواب بما امتلكه من خبرات عبر تجاربه فى الحياة.

إذن لتكون حكيما يجب عليك أن تتدبر كل تجاربك وتستخلص منها حكم حدوثها لتصل إلى الصواب فى اختيار الطريق الحق وتكون على بينة من توقع النتائج فكل ما تمر به ليس اعتباطا، بل هو مقدرا لك لترتقى بفكرك وفهمك، وتكون قادرا على الحكم الصائب لما هو حولك لأن الحكمة هى :عصارة التجارب الحياتية وإفراز للحوادث والنوازل وإلهام بعد تفكير وتدبر للأمور هى نتيجة قناعة راسخة بأن تلك الأحداث التى مرت بك كانت لتثقلك بالفهم الواعى لكل ما يحيط

فضل الحكمة فى القرآن

"يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة

الهدف من الحكمة ووجوب الامتثال بها كما ذكرها رسول الله صل الله عليه وسلم ؛العمل بها وتعليمها للناس .

عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا حسد إلا فى اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته فى الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضى بها ويعلمها) رواه البخاري، كتاب العلم.

عن ابن عباس قال: ضمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: "اللهم علمه الحكمة" (رواه البخارى والترمذى وابن ماجة).

أقوال مأثورة فى الحكمة  

قال على بن أبى طالب: "إن الحكمة هى ضالة المؤمن، فخذوا الحكمة ولو من أهل النفاق".

بالحكمة نطق سلمان الفارسى حين قال:"ثلاث أفزعتنى وأضحكتني:مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس يغفل عنه، وضاحك ملء فيه ولا يدرى أساخط ربه".

قال السيد المسيح :"إن الحكمة هى نور كل قلب".

قال أرسطو: "الحكمة رأس العلوم والأدب والفن، هى تلقيح الأفهام ونتائج الأذهان".

قال أفلاطون: "الفضائل الأربعة هى الحكمة، العدالة، الشجاعة، الاعتدال".وقال أيضا:"نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر".

قال هيجل: "الحكمة هى أعلى المراتب التى يمكن أن يتوصل إليها الإنسان فبعد أن تكتمل المعرفة ويصل التاريخ إلى قمته تحصل الحكمة، وبالتالى فالحكيم أعلى شأنا من الفيلسوف، والحكمة هى المرحلة التالية والأخيرة بعد الفلسفة، إنها ذروة الذرى وغاية الغايات وهنيئا لمن يتوصل إلى الحكمة والرزانة".

سئل سقراط: "لماذا اخترت أحكم حكماء اليونان؟"،فقال:"ربما لأننى الرجل الوحيد الذى يعترف أنه لا يعرف".

جلال الدين  الرومى يرى أن الحكمة هى تغير النفس فقال :-

" فيما مضى كنت أحاول أن أُغير العالم..

أما الآن وقد لامستنى الحكمة،

فلا أحاول أن أُغير شيئا سوى نفسي.....

فجملة القول فى الحكمة

الحكمة هى صفة من أسمى الصفات وهى أن يقوم الإنسان بفعل الأشياء بالتأنى والتروي، الحكمة هى أن يعرف الإنسان الصواب والخطأ، الحكمة أن يكون الإنسان لديه البصيرة فى كثيرٍ من الأمور، الحكمة هى قدرة الإنسان على فعل الشيء، والحكمة من الصفات المهمة جداً التى تجمع بين العديد من الصفات المتميزة وهى، الخبرة والمعرفة والذكاء فكل ذلك يجب أن يجتمع  فى الشخص الذى يتسم بالحكمة فى فعل كل شيء، الحكمة مطلوبة فى كل شخص.