سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 24 ديسمبر 1956.. هتافات الجماهير تعلو فى بورسعيد فرحا بإسقاط المقاومة السرية لتمثال ديلسيبس.. ونداء فى المساجد والكنائس للصلاة

تمثال ديلسيبس
تمثال ديلسيبس
تلقى الفدائى يحيى الشاعر التكليف من قائد المقاومة السرية فى بورسعيد الضابط سمير غانم يوم 23 ديسمبر 1956 بنسف تمثال ديلسيبس، وأعطاه «غانم» حقيبة سوداء فيها متفجرات لتنفيذ العملية، وتوجه إلى شقيقه عبدالمنعم بصحبة غانم لإبلاغه بمشاركته فى العملية.. «راجع- ذات يوم 23 ديسمبر 2018».. يؤكد يحيى الشاعر فى كتابه «الوجه الآخر للميدالية- حرب السويس 1956 - أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد»، أن فكرة نسف التمثال كانت قرارا ذاتيا من المقاومة فى بورسعيد التى لم تنتظر الموافقة عليه من القاهرة.
 
يؤكد «الشاعر»، أن أهل بورسعيد حين توجهوا صباح يوم 24 ديسمبر فوجئوا بمشهد ربط العلمين البريطانى والفرنسى متوسطى الحجم على يد التمثال اليمنى، وعلى رأس التمثال غطاء رأس بيريه من وحدة مظلات فرنسية، ودهن التمثال بطبقة شحم كثيفة، ووضع الشحم على ذراعه الممتدة والمثبت فيها العلمان لمنع التسلق وانتزاعهما، ويتذكر: «لما شاهدت مجموعات الشعب هذا المنظر المستفز، حاول العديد من الأفراد التسلق على التمثال وقاعدته، إلا أن طبقة الشحم التى دهن بها التمثال ومنصة قاعدته منعت التسلق، فلم يتوان المواطنون وطلبوا مساعدة المطافئ بإمدادهم بأحد السلالم الطويلة من معداتهم، حتى يتسلقوا إلى قاعدة التمثال ويتمكنوا من نزع العلمين الأجنبيين، وفى الحال، تجاوب رجال المطافئ، فأسرعوا ومعهم السلم الطويل على عجلتين وتقدما على الرصيف ووضعوه، وتسلق أحد المواطنين وانتزع العلمين وألقى بهما للجماهيرالمتجمعة حول القاعدة الضخمة وفى الأرض الفضاء بجانب قاعدة التمثال، وما كاد العلمان يصلان للأرض حتى داسوا عليهما فى غضب، وبصقوا عليهما، وبدأوا فى تمزيقهما إلى قطع صغيرة، وأخيرا أشعلوا النار فيهما تعبيرا، وعمت السماء هتاف «الله أكبر، تحيا مصر، يعيش جمال عبدالناصر». 
 
يضيف «الشاعر»: «كانت تدور فى ذلك الوقت أحداث على رصيف ديلسيبس تدعو للقلق.. فبعد لحظات طويلة من فرح وتهليل الجماهير المتجمعة حول قاعدة التمثال، أحضر أحد البانبوطية حبل ربط سفن سميكا، ثم تسلق على السلم إلى القاعدة المدهونة بالشحم الزلق، وربط الحبل حول عنق التمثال فى ربطة عقدة بحرية مشابهة للمشنقة، ولما شاهدت التجمعات الهائجة ما يحدث لم يتوقف هتافهم وحماسهم عندما رأوا البانبوطى ومحاولته التى تفهموها فورا، فتسابق العديد من المواطنين وأمسكوا بالطرف الآخر للحبل، وبدأوا يسحبونه من الناحية الشمالية بقوة وشدة أملا فى جذبه إلى الأرض، ولكن دون جدوى فازداد غضبهم وبدأوا يلعنون، وازدادت محاولاتهم فى جذب الحبل، وصاحبت محاولاتهم الهتافات التى تردد صداها إلى السماء فوق المدينة، بحيث سمعناها تصل إلينا ونحن فى السيارة التى حضر بها سمير غانم ليصطحبنا أنا وشقيقى عبدالمنعم إلى رصيف ديلسيبس.. كانت نوافذ السيارة مغلقة وعلى بعد من الرصيف، ورغم ذلك كنا كما لو أننا فى قلب الحدث». 
 
وصلت السيارة أمام درجات السلم الخمس المؤدية للرصيف، ويصف يحيى الشاعر حالته وقتئذ: «كنت أحترق من اللهفة، فقد طغى على شعور بالاعتزاز، لاختيارى للقيام بهذه المهمة، رغم أن سنى لم تصل إلى 18 عاما، وبعدما هدأ سمير من سرعة السيارة للتوقف، ودون أن انتظر، فتحت بابها وقفزت منها قبل أن تقف تماما قد كان صبرى نفد، وهرعت وأنا أحمل الحقيبة السوداء وعلبة كارتون الكبسولات فى اتجاه جموع المواطنين الذين تزايد عددهم يجذبون مشنقة الحبل حول رقبة التمثال».. كان فى الحقيبة السوداء اثنا عشر قالب مفجرات T N T دون فتيل الأمان أو كبسولات التفجير، وأربعة صوابع متفجرات»..يذكر «يحيى» محاولته الأولى هو وشقيقه عبدالمنعم فى التفجير، ولم تؤد إلى أى ضرر للتمثال، ثم المحاولة الثانية، وأخيرا المحاولة الثالثة التى ساعد فيها الجاويش مظلات حسنى عوض بخبرته العسكرية فى المتفجرات، وكان يشاهد ما يحدث من بعد، يتذكر يحيى الشاعر: «كان الوقت يجرى من بين أصابعنا، وبدأت الجماهير تفقد صبرها وزادت أصوات الهتافات كرعد مخيف.. دعوت الله أن تنجح محاولتى هذه المرة.انتظرت ثوانى بشعة كرهتها مضت على كسنوات طويلة جدا، كنت أسمع خلالها نبضات قلبى، وساد على الحاضرين صمت، وأخيرا ارتفع صوت الانفجار، وارتفعت سحابة دخان سميكة، ثم رأت الجماهير التمثال وهو يسقط من قاعدته ورأسه جهة الأرض».
 
يتذكر الشاعر: «كان صوت الانفجار وصداه يدوى فى جميع أحياء المدينة، وهتافات الجماهير وجنود البوليس تدوى: «الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر».. شاركناهم جميعا النداء.. سمعنا نداء المآذن وأجراس الكنائس من حى الإفرنج وأحياء المدينة تدعو للصلاة».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"حج مبرور وذنب مغفور".. لوحات فنية تزيّن بيوت الحجاج فى الأقصر (صور)

كيران كولكين ينضم لفيلم The Hunger Games: Sunrise On The Reaping

هل يفوز بلقب الأفضل؟.. أرقام محمد صلاح في البريميرليج 2024-2025

قبل عيد الأضحى.. اعرف أماكن المجازر الحكومية لذبح الأضاحى بالإسكندرية

قصة 7 مواسم ألغُيّ فيها الهبوط بالدوري المصري.. أسباب مختلفة والأندية الجماهيرية العامل المشترك


مواعيد قطارات "القاهرة - أسوان" و"الإسكندرية - أسوان" الجمعة 23-5-2025

نابولى يستضيف كالياري فى ليلة التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بيراميدز بين إنجازين "التأهل لنهائي أفريقيا وحصد اللقب التاريخي من صنداونز"

تعرف على المستندات المطلوبة من مرشحى المجالس النيابية وفقا للتعديلات

وزارة العمل تعلن عن فرص عمل بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا


موعد مباراة الزمالك وبتروجت في الدورى الممتاز والقنوات الناقلة

هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 23 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة

انفجار كبير بمخزن أسلحة للحوثيين فى بنى حشيش بصنعاء

هربت من حماتى.. اعرف حكاية زوج بالقاهرة الجديدة تعرض للتنمر بعد زواج دام 5 أشهر

موجة حارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة 23 مايو 2025 فى مصر

سيف زاهر يتفق مع رامى عباس لإجراء حوار حصرى مع محمد صلاح على قناة أون سبورت

موعد مباراة الأهلي وفاركو في ختام دوري nile والقنوات الناقلة

مريم عادل الجندى: الوقوف أمام السيدة انتصار السيسى شرف كبير

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى