نكتة الرئيس وصدمة الرئيس وإصرار الرئيس

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم محمد الدسوقى رشدى
تبدو تلك الزاوية رائعة لالتقاط الصورة الأهم لخطوات الرئيس، فلا صورة أهم للإنسان، أى إنسان، من الصورة التى يبدو فيها ثابتا، محددا، يعرف طريقه، صريحا، منكرا لأى فكرة أخرى تعلو فوق مصلحة الوطن. 
 
من زاوية خوض معركة المصارحة مع الناس إلى آخر نفس مهما كانت النتائج تبدو صورة الرئيس السيسى أوضح، فى قلب مجتمع اعتاد لسنوات طويلة أن يداعبه المسؤولون الكبار بكلمات التودد والتفخيم والتعظيم، حفاظا على نسب شعبية لا يطولها الصدام ولا تخدشها المكاشفة بالحقيقة.
 
فى كل مرة يطل فيها الرئيس متحدثا لجموع الناس أثناء افتتاح إحدى المشروعات التنموية، يظن البعض أن الرئيس سيتوقف عن إعلان الأرقام التى قد تبدو صادمة، ويظن البعض الآخر أن الرئيس لن يتحدث مجددا عن ضرورة التحمل والصبر والمشاركة، ولن يقول عبارته الشهيرة ادفع مقابل الخدمة التى تقدمها الدولة، ويتخيل الغالبية منا أن الرئيس لن يفعلها فى هذه المرة ولن يوجه اللوم لبعض فئات المجتمع، استنادا إلى الآثار الجانبية لمرات سابقة تنتهى بحفلات من التنكيت والغضب الذى يرى البعض أنه يؤثر فى شعبية الرئيس السيسى. 
 
يحدث ذلك فى كل مرة، ومع ذلك يطل علينا الرئيس بنفس منهجه مصارحا، مكاشفا متحدثا عن شراكة بين الدولة والشعب من أجل بناء المستقبل يتحمل كل فيها مسؤوليته التاريخية، منتقدا لبعض السلوكيات المجتمعية سواء فيما يتعلق بالاستهلاك مرة أو بالصحة البدنية مرة أخرى، أو بتنظيم النسل بتكرار لا نفهم منه سوى أن عبد الفتاح السيسى لا يخشى على ما يمكن تسميته بتصريحات الشعبية بقدر ما يخشى على المجتمع ذاته ومستقبل الوطن نفسه. 
 
فى الافتتاح الأخير لمشروع بشائر الخير بالإسكندرية، سار الرئيس فى نفس طريقه مع إضافة توحى بإصرار أشد حينما أوضح للناس أنه شاهد وتحمل «حفلة النكت الكبيرة» التى تعرضت لها تصريحاته بخصوص الحديث عن السمنة والوزن الزائد وصحة المصريين، قالها الرئيس نصا: «لما اتكلمت على موضوع السمنة، حجم النكت اللى طلع من المصريين فوق الخيال»، وكأنه يصدر قرارا مستقبليا بأنه لن يتوقف عن الحديث فيما يخص مصلحة الوطن حتى ولو كان لذلك تأثيرا على الشعبية كما يقول البعض، قالها الرئيس بوضوحا أكثر حينما شدد على أن بناء مصر أهم من الشعبية، ولا يقول ذلك إلا مخلصا فيما يفعل.
 
قال الرئيس ما يخشى كثيرون من قوله خوفا من الصدام مع المجتمع، بعض أهل الإعلام والمؤسسات الدينية يخشون ذلك، ولكن الرئيس قالها نصا فى الإسكندرية: «مش تفكرى هاتجيبى الستة تنيميهم فين؟، إحنا بنحل مسألة لكن لازم كلنا نتوقف، مجتمع مدنى، مساجد، كنائس، إعلام، حد يقول ميتعلموش، ولكن مقدرش لازم نعملهم، وأنتِ بتحكى الحكاية كأن أنا أو الدولة مقصرين فى حقك.. لأ والله، أنتِ اللى مقصرة فى حق نفسك، إنتِ قاعدة فى أوضة، تجيبى 4، تنيميهم إزاى؟ تعلميهم إزاى؟ تصرفى عليهم إزاى؟، فيه حد يقول متتكلمش الكلام ده خلى الناس تحبك، والله ربنا مطلع علىَّ، وعالم ده مصلحة ولا مش مصلحة؟.
 
من نفس الزاوية لم تتغير صورة الرئيس كرجل دولة قرر أن يعالج مشاكلها وأمراضها من الجذور وليست بالمسكنات، وفى عالم السياسة دوما الحلول المسكنة المرضية للناس هى الحل السحرى لجلب الشعبية، ولكن السيسى كان واضحا منذ يومه الأول رغم كل الانتقادات سيعمل على إعادة بناء الدولة بعد أن أنهكت الحلول المسكنة جسدها وهددت مستقبلها، لذا لم يكن مستغربا حديث الرئيس بصراحة منتقدا بعض المسؤولين وهو يتحدث عن أموال الدولة المهدرة بسبب تصرفات بعض المسؤولين قائلا: «أنا مش زعلان من الناس بل زعلان علينا وعلى حالنا عن الناس بتستبيح وفاكرة إن المال دا مش حرام.. لا دا مال حرام.. وتروح تحج وتعمل عمرة.. أنت بتاكل المال اليتيم بتاع الدولة».
 
إذن هى صورة واضحة، ومنظومة يؤسس عليها رئيس الجمهورية خطواته وتحركاته، ربما لا تعجب البعض، ربما يراها أخرون كما قال الرئيس سببا فى انتقاص الشعبية والمحبة، ولكن الأهم ما يراه هنا أهل الإخلاص والوعى، المهم أننا أمام صورة لرئيس يعتمد المصارحة منهجا حتى ولو أغضبت البعض، ويرفض العلاج بالمسكنات حتى ولو كان لمصلحته الشخصية لأنه لا شىء يجب أن يعلو فوق مصلحة الدولة، وتلك هى نعمة مصر الكبرى الآن التى نريد تعميمها، نريد رجالا يتحركون فى مساحات مناصبهم دون نظر إلا إلى مصلحة الوطن والناس والمستقبل قبل أى شىء وكل شىء.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بوتين يهدى رجل فى ألاسكا دراجة نارية جديدة.. اعرف القصة

هدير عبد الرازق أمام حكم بالحبس فى 9 سبتمبر بتهمة الفيديوهات الخادشة.. تفاصيل

علياء قمرون فى تحقيقات النيابة: "أسفة.. مكنتش أقصد أنشر فيديوهات خارجة"

علا الشافعى ناعية الدكتور يحيى عزمى: كنت لى سندا ومصدر إلهام لن أنساه

جائزة تاريخية جديدة تنادي محمد صلاح.. رابطة اللاعبين تعلن اليوم هوية الفائز بجائزة الأفضل في إنجلترا 2025.. الفرعون يحلم بـ"الهاتريك".. لقب البريميرليج والحذاء الذهبي يمنحان نجم ليفربول الأفضلية أمام 5 منافسين


بيراميدز يتفوق على المصري بـ 13 مليون يورو قبل صدام الدوري

هدير عبد الرازق تعلق على فيديوهاتها المتداولة عبر مواقع التواصل

نتيجة تقليل الاغتراب.. مكتب التنسيق: تطبيق الـ10% لقبول تحويلات المتقدمين

موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص

التحقيق مع التيك توكر بطة ضياء بتهمة نشر محتوي خادش للحياء


نتيجة تقليل الاغتراب.. رابط موقع التنسيق للحصول على النتيجة فور اعتمادها

بعد تعذر حضور كبير الأطباء الشرعيين.. تأجيل قضية الطفل ياسين لـ 20 سبتمبر

طلبة علمى هيدرسوا تاريخ.. المواد الدراسية للصف الثانى الثانوى العام 2026

مواعيد مباريات اليوم.. الريال مع أوساسونا والنصر أمام اتحاد جدة

نتيجة تقليل الاغتراب.. مكتب التنسيق يبدأ فرز رغبات الطلاب المتقدمين

تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل رغم انتهاء الموعد المقرر

الرى: تنفيذ مشروعات لحماية ساحل الإسكندرية بطول 2.60 كيلومتر

محمد صلاح يتصدر أبرز الفائزين بجائزة الأفضل فى إنجلترا من رابطة المحترفين

فيلم Weapons يحقق 148 مليون دولار فى شباك التذاكر العالمى

النصر يواجه الاتحاد فى معركة نارية بكأس السوبر السعودي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى