داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الكنز

داليا مجدى
داليا مجدى
هل تعرف ماذا تعنى كلمة "الكنز"؟َ، فهى ليست المال والجواهر، كما يظنها البعض، فهذا المعنى هو جزء من كل، فالكنز هو الثروة، لكن أى ثروة نعنيها بهذه الكلمة، فالثروة يمكن أن تكون مالاً، وقد تكون ثقافةً وعلمًا، وربما حُسْنًا وجمالاً، وأحيانًا يكون الكنز هو الشباب والصحة، وهناك فئة مُؤمنة أن الكنز هو الحب، أو أى معنى نبيل، آخر كالصداقة، أو الأخلاق، وبلاشك الدين.
 
وهذا يعنى أن كل ما سبق قد يكون كنزًا، لكن ألا نرى أن كثيرًا من الأشخاص يملكون العديد من هذه الأشياء، لكنهم لا يشعرون بأنهم يملكون كنزًا حقيقيًا، بالرغم من أنهم ليسوا بطماعين أو جاحدين أو مُغفلين، وهنا تثور علامات التعجب والدهشة؛ والسبب ببساطة أن الكنز هو الشىء ذُو القيمة الكبيرة بالنسبة لمن يُريده، فأنت تصف الشىء أو الشخص بأنه كنز، وفقًا لنظرتك له، وقيمته عندك، ومدى احتياجك إليه، ودرجة تقديرك له، فمثلاً، قد نجد رجلاً يملك المال والشباب والصحة، والثلاث كنوز ليست بالبسيطة، لكنه مُؤمن أن الكنز هو الحُب، فنجده دائمًا مشغول وتائه وحزين؛ لأنه فى حالة بحث مستمر عن الكنز المفقود.
 
وهذا المثال، يمكن تطبيقه على كل شىء يتمناه الإنسان، وعلى يقين من أنه لن يجد ضالته إلا فى هذا الشىء فقط، ومهما حاولنا أن نستدعى معانى القناعة، فستظل أحلام الإنسان وأمانيه هى المُسَيْطِرة على عقله وإحساسه، فلو أنك سألتنى ما هو الكنز؟ فسأقول بلا تردد، هو إنسان تشعر معه بالأمان، وتكون على يقين من أن قلبه سيظل يسعك حتى نهاية العُمْر، وستظل يداه تمسح دموعك، كلما قهرك الزمن، وسيبقى صدره رحبًا لا يضيق بك، مهما ازادت هُمومك وشكواك، فهو من يَئِنُّ لألمك، ويرقص لفرحك، ويخاف عليك، وكأن هناك رابطًا يربط بين حياته وحياتك، ويفتقدك، بمُجرد أن تغيب عن عينيه، وينهرك من أجل مصلحتك، ويحتويك بكل جوارحه، فهذا حقًا هو من وجهة نظرى هو الكنز، الذى لو فُقِدَ، فَقَدَتْ الحياة معناها، وإن كنت لا أُعمم هذا الرأى، وإنما أردت فقط أن أؤكد أن الكنز ليس مصطلح عام لدى كل البشر، بل إنه يختلف، وفقًا لمعتقدات البشر، ومدى احتياجاتهم.
 
وللأسف، كلما كانت هناك استحالة فى الوصول إلى الهدف، كلما كان كنزًا، لكن تُرَى لو أتيحت لكل إنسان فرصة الحصول على كنزه، سيظل يتعامل معه على أنه كنز، أم تُرَاه سيستهتر به، ويفقد قيمته وقدره، ليتنا نسأل أنفسنا هذا السؤال، وليتنا نُحافظ على كنوزنا من الضياع، فالحياة فى حد ذاتها كنز، لابد أن نحافظ عليه، ونستمتع به، فلو استهترنا به، فلن يكن لأى كنز أية قيمة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الجدول الزمنى لانتخابات مجلس الشيوخ مع رابع أيام تلقى أوراق الترشح

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

الزمالك يصرف مستحقات اللاعبين الأسبوع المقبل


رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

زوج يلاحق زوجته لإثبات نشوزها ويؤكد: بددت 300 ألف جنيه خلال عامين.. تفاصيل

رجال الحماية المدنية يواصلون عمليات التبريد لحريق مبنى سنترال رمسيس

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي


أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الثلاثاء

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء

سيدة تطالب زوجها بنفقة 50 ألف جنيه بعد شهر زواج بمصر الجديدة.. التفاصيل

هل يمتلك سكان الكومباوندات الحق فى تربية كلاب شرسة؟

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى