د.سمير محمد البهواشى يكتب: التدين الحقيقى بثمراته لا بشكله

شخص يساعد الآخرين لعبور الطريق ــ أرشيفية
شخص يساعد الآخرين لعبور الطريق ــ أرشيفية
إن فوضى الطرق، وما ننكره من سلوكيات فى قيادة السيارات، ورغبة الجميع فى استباق غيرهم، وتخطى الرقاب فى المساجد، وما يحدث فى طوابير المصالح الحكومية من هرج ومرج وعدم نظام، وشيوع الفقر والجوع، ووجود الغش والجشع والاحتكار وغيرها من الأمراض الاجتماعية التى تعانى منها مجتمعاتنا نتيجة طبيعية لتفشى الأثرة والأنانية وحب الذات وعدم تفعيل خلق الإيثار الذى حثت عليه جميع الأديان، وعلى رأسها الإسلام، حيث قال تعالى فى كتابه الكريم : {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } (9) سورة الحشر . 
 
فالإيثار ثمرة الجود الذى يجعلك تترك ما تحتاج إليه لغيرك، وأن تؤثر الخلق على نفسك بأن تقدمهم عليها فى مصالحهم فيما لا يحرم عليك دينا ولا يقطع عليك طريقاً ولا يفسد عليك وقتاً، والجود قد يكون بالنفس أو بالمال أو بالعلم أو بالراحة والرفاهية أو بالجاه أو ببسط الوجه أو بالعرض، كما كان يفعل أبو ضمضم أحد الصحابة رضوان الله عليهم، فقد كان يقول كل يوم إذا أصبح: "اللهم إنه لا مال عندى فأتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضى فمن شتمنى أو قذفنى فهو فى حل"، فقال النبى (ص): "من يستطيع منكم أن يكون مثل أبى ضمضم؟"، والإيثار ضد الشح الذى يثمر البخل والأثرة عكسه ومعناها استئثار صاحب الشىء به عليك، وهى صفة غير محمودة فى الانسان عموما وفى المسلم على وجه الخصوص. 
 
وللأسف فإن حبنا الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذى يتجلى كل يوم فى انتفاضتنا للرد على كل من يسيئ إليه أو يعطل سنة من سننه إنما ننقضه بسكوتنا على ما تفعله بعض الجماعات الدينية الآن من الاستقواء بمن أساءوا للرسول وبما نفعله من حرصنا على أداء مناسك وطقوس ديننا مبتعدين كليا عن السلوكيات العملية لثمرات هذه المناسك وتلك الطقوس وهذا التناقض أظهر مرضا آخر نعانى منه فى الدعوة الى الله وحب رسولنا ولا نبحث له عن علاج وهو الحب السلبى للدين المتجرد عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به فى السماحة والاعتدال والوسطية فلم يخير صلوات الله وسلامه عليه بين أمرين إلا اختار أيسرهما، والقرآن الكريم يقول فى سورة آل عمران : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)، فكما كان رسولنا الكريم قرآنا يمشى على الأرض فلا أقل من أن نكون صورة عملية مصغرة منه صلى الله عليه وسلم تعيش وتمشى بين الناس بالعمل لا بالقول، فالدين والخلق بثمرته لا بالتشدق به.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قبل صرف معاشات يناير.. التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام سموحة فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

ننشر صور حريق سيارة تريلا امتد لعقار سكنى عقب سقوطها من أعلى دائرى المريوطية

وفاة سائق إثر سقوط سيارة نقل من أعلى دائرى الطالبية واشتعال النيران بعقار سكنى

موعد مباراة الأهلى وغزل المحلة فى الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر


تعرف على مخطط تطوير الطريق الدولى الساحلى بطول 800 كم

المراجعة النهائية.. موعد مباراة مصر ضد زيمبابوي فى أمم أفريقيا 2025

المديريات التعليمية تستعد لامتحانات الإعدادية للفصل الدراسي الأول 2026.. عقد الاختبارات وفق نظام البوكليت.. تشديد على مواجهة محاولات الغش وإجراءات صارمة ضد المتجاوزين.. و17 يناير أول أيام التقييمات

حالة الطقس اليوم الأحد 21 ديسمبر.. انخفاض جديد بالحرارة وأجواء شديدة البرودة

عرض قطرى لـ جراديشار واللاعب يشترط راتب الأهلى للموافقة على الرحيل


ألفيركا البرتغالى يطلب شراء الستة شهور المتبقية فى عقد كوكا مع الأهلى

تحريات المباحث وتقارير.. قرارات النيابة في واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه

وزير الشباب ومحافظ بورسعيد يقدمان واجب العزاء لأسرة السباح يوسف محمد بمنزله

دار الإفتاء توضح أفضل أوقات صيام التطوع.. وحكم صيام الاثنين والخميس

ليفربول يحقق انتصارا صعبا على حساب توتنهام فى غياب محمد صلاح.. صور

تعرف على موعد أذان فجر أول أيام شهر رمضان المبارك

بيان مشترك أمريكى مصرى قطرى تركى حول اتفاق غزة.. اعرف التفاصيل

ما حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟.. اعرف رد دار الإفتاء

النيابة تبدأ التحقيق فى واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه أمام مطعم الشيخ زايد

جورج كلونى يودّع مشاهد الرومانسية على الشاشة وزوجته وراء القرار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى