هل أنت مذنب أو غير مذنب؟.. فى الذكرى الـ136 لوقوع المهزلة.. هل كانت محاكمة أحمد عرابى ورفاقه صورية؟.. الجلسة لم تستغرق 10 دقائق.. ونساء الإنجليز هنأن الزعيم المصرى بنجاته من الإعدام

صورة مرسومة لمحاكمة أحمد عرابى ورفاقه عام 1882
صورة مرسومة لمحاكمة أحمد عرابى ورفاقه عام 1882
كتب أحمد إبراهيم الشريف
"أحمد عرابى باشا، أنت متهم الآن أمامنا بناء على قرار لجنة التحقيق بجريمة عصيان سمو الخديو، مخالفًا بذلك المادة 96 من القانون العسكرى العثمانى والمادة 59 من قانون العقوبات العثمانى، فهل أنت مذنب أم غير مذنب؟".
 
تمر اليوم ذكرى محاكمة الزعيم المصرى أحمد عرابى ورفاقه، حيث عقدت المحكمة العسكرية برئاسة محمود رؤوف باشا يوم 3 ديسمبر 1882 بوزارة الأشغال الساعة التاسعة ونصف صباحا لمحاكمة عرابى أولا ولم يكن الجمهور يعلم بالموعد المحدد لانعقادها فلم يحضر الجلسة سوى نحو 40 من النظارة منهم عشرون من مراسلى الصحف.
  
صورة مرسومة لمحاكمة أحمد عرابي ورفاقه عام 1882
صورة مرسومة لمحاكمة أحمد عرابي ورفاقه عام 1882
 
وبعد ذلك تمت محاكمة رفاق عرابى الستة وهم محمود باشا سامى البارودى ومحمود باشا فهمى ويعقوب سامى باشا وعبد العال حلمى باشا وعلى باشا فهمى الديب وطلبة باشا عصمت، فهل كانت المحاكمة التى تمت فى ذلك اليوم صورية؟ 
 
يقول عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "الزعيم الثائر أحمد عرابى": "حوكم عرابى وصحبه أمام محكمة عسكرية مصرية بتهمة عصيان الخديو، واهتم بأمره منذ القبض عليه المستر ولفر بلنت المستشرق الإنجليزى، الذي ناصره، منذ ابتداء الحركة والمشهور بمناصرته لمصر والمصريين، وسعى جهده فى إنقاذ عرابى من الإعدام، ولم يكن هذا المسعى من صالح عرابى فى شىء، لأن حياته فى الواقع لم تكن لها قيمة بعد الهزيمة، وقد اختار له المستر بلنت باتفاقه مع السلطات الإنجليزية اثنين من المحامين الإنجليز، وهما المستر بوردلى والمستر نابيه للدفاع عنه أمام المحكمة العسكرية.
 
عرابي في الأسر مع طلبة باشا
عرابى فى الأسر مع طلبة باشا
 
واستقر رأى الإنجليز على أن يقدم "عرابى" وصحبه أمام المحكمة العسكرية بتهمة عصيان الخديو، واستبعاد تهمة مذبحة الإسكندرية، وتهمة إحراقها وأن يعترفوا بجرمهم وأن يستبدل الخديو بحكم الإعدام النفى المؤبد، وأن يصدر بعد ذلك مرسوم بمصادرة أملاكهم مع عدم المساس بأملاك زوجاتهم، وأن تقررالحكومة لكل منهم معاشا يفى بحاجاتهم مع حرمانهم رتبهم وألقابهم فارتضى العرابيون هذا المصير، وعلى ذلك جرت المحاكمة وكانت بعد الاتفاق المتقدم ذكره، محاكمة صورية عرفت نتائجها قبل انعقاد المحكمة، ولم تدم سوى يوم واحد.
 
وهو ما أكده محمود الخفيف فى كتابه "أحمد عرابى الزعيم المفترى عليه" مع الاختلاف فى أن "الخفيف" قصّ كواليس التحقيقات مع "عرابى" من سجنه، وكيف أن بعض الأشخاص منهم "بلنت" و"بوردلى" هما من توصلا لاتفاق المحاكمة وليس بتدخل من عرابى يقول: "وفى صباح ٣ ديسمبر سنة ١٨٨٢ بدأ تمثيل المهزلة، فتأهب رؤوف باشا رئيس المحكمة العسكرية، بملابسه الرسمية، ووسام الجندى الأكبر، وتأهب بقية القضاة بأوسمتهم وملابسهم الرسمية، كذلك فى حجرة مجاورة، ودخل قاعة الجلسة بعض الإنجليز من العسكريين، والمدنيين، وبعض الأوروبيين وعدد صغير من الأوروبيات وفريق من مراسلى الصحف الأجنبية، ومنها "كالتيمس، وستاندارد، والديلي نيوز، والديلي تلغراف، والنيويورك هرالد، والجرافيك، والألستراسيون" وغيرها، ولم يكن شهود الجلسة أو الملهاة يزيدون فى مجموعهم عن أربعين.
 
الزعيم أحمد عرابى
الزعيم أحمد عرابى
 
وقد نهض عرابى بمجرد أن أخذ رؤوف باشا يتلو هذه العبارة، فلما فرغ منها أجاب عرابي قائلًا: "إن محامىّ سوف يرد عنى". ونهض "بوردلى" وقيلت الترجمة الفرنسية لاعتراف عرابي وأبرزت الأصل العربى، وعليه خاتمه وقرأه كاتب كان يجلس على مقربة من الرئيس، ونظر رؤوف باشا إلى عرابى متسائلًا، فأومأ برأسه علامة الموافقة، فأعلن الرئيس تأجيل الجلسة إلى الساعة الثالثة بعد الظهر.
 
وفى الموعد المحدد ازدحمت القاعة بشهود الجلسة وحضرعدد غير قليل من السيدات وكان الطريق أمام الدائرة السنية مزدحمًا بالناس، وانعقدت المحكمة، فتناول رؤوف باشا كاتب الجلسة نص الحكم وأمره بتلاوته، فتلاه.. وبعد فترة قصيرة من السكون ناوله ورقة أخرى واتجه إلى عرابى قائلًا: "ستسمع المرسوم الصادر من سمو الخديو"، وتلا المرسوم المذكور وكان الحكم يقضى بالموت على عرابى، والمرسوم يستبدل به النفى المؤبد، وانفضت الجلسة بعد عشر دقائق وأسدل الستار على المهزلة.
 
وتقدم المهنئون إلى عرابى، وتزاحم عليه مراسلو الصحف مصافحين إياه فى حماسة، وقدمت له بعض السيدات الأوربيات باقات من الزهور فتقبلها شاكرًا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى لـ الخلود السعودي: أليو ديانج ليس للبيع ونرفض رحيله

النيجر: تشكيل المجلس الاستشارى لإعادة التأسيس ليحل محل الجمعية الوطنية المنحلة

أسرة سيدة تتهم طبيب نساء وتوليد بالتسبب فى وفاتها أثناء عملية ولادة بالغربية

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

رؤساء محكمة النقض ومجلس الدولة والنيابة الإدارية الجدد يؤدون اليمين القانونية.. منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى للسابقين.. الرئيس السيسى يؤكد استقلال القضاء ويشيد بدور المؤسسات والهيئات القضائية المهم


محمد صلاح يتفوق على مبابي ورافينيا فى سباق أفضل لاعبي العالم 2025

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

قصر العينى: أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل "EZVent" أثبت كفاءة فى النتائج

الأهلي يتسلم 8 ملايين دولار من فيفا ويترقب رد الضرائب الأمريكية فى باقي المستحقات


حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

مقترح فى الزمالك بعدم خوض الفريق تدريباته بميت عقبة.. اعرف السبب

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 29-6-2025 والقنوات الناقلة

إنريكى: لا مجال للخطأ أمام إنتر ميامى.. وميسى الأفضل فى التاريخ

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

حسين الجسمي يحيى حفلاً غنائيًا في المغرب الليلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى