عبيد الدولار إن أخلصوا

وائل السمرى
وائل السمرى
وائل السمرى
لم يكن أبوالطيب المتنبى يحتقر العبيد، لكنه بلا شك كان يحتقر أخلاقهم، تلك الأخلاق التى تبزغ من هذا العبد أو ذاك حتى إن تحرر، حتى إن تسيد، حتى إن أصبح ملكا متوجا، أو حاكما آمرا، هو عبد بلا أغلال، عبد بلا وشم يميزه، عبد لأن ضميره صار عامرا بالذل، عبد لأن لمعان عيونه مازال مقرونا بالطمع، عبد لأن شهواته لا تتحقق سوى بالانتهاك.
 
لا تشترى العبد إلا والعصا معه
إن العبيد لأنجاس مناكيد
هكذا تكلم أبو الطيب المتنبى صارخا فى وجه كافور الإخشيدى، ذلك العبدالمنكود أى الملعون، كانت صرخة أبو الطيب تلك بعد أن أخلف كافور وعده له، وظل على ملاوعته له حتى كفر به وهرب منه، وخطيئة أبى الطيب أنه منح كافور ما يريده قبل أن يحصل على ما يريده، وخطيئة كافور أنه ظن أن بمقدوره أن يأسر شاعرا أو يتلاعب به، فقد خلده أبوالطيب بقصيده ستظل آية من آيات الهجاء فى تاريخ الأدب العربى، كما ستظل شهادة قاسية على أخلاق العبيد التى التصقت بهم والتصقوا بها حتى إن ظنهم البعض أحرار.
 
انتهت العبودية من العالم بالاسم فحسب، لكنها مازالت حاضرة كنقيض للإنسانية وليست كنقيض للحرية فحسب، العبيد الآن فى كل مكان، وأشهرهم بل وأكثرهم، بل أخطرهم، هم عبيد الدولار، هذا الإله الزائف الذى يعبدونه اليوم كما عبدوه فى الأمس وكما سيعبدونه فى الغد، الجميع يولى وجهه شطر الأخضر البراق، هو الحاضر فى المساومات والحاضر فى المعارك المفتعلة والحاضر فى الوجوه الكالحة، والحاضر فى العيون الميتة، هو الحاضر وعبيده غياب، هو المقيم وعبيده هم المتغيرون.
 
يهتفون له «لبيك دولار لبيك» يقدمون له القرابين من شرف أو وطنية أو انتماء أو عرض أو علاقة إنسانية أو لحظة صفاء، كل شىء تحت أقدام الدولار يهون، وهم المهانون، ومن أجله يضحون وينزفون، يتنازلون عن شروط إنسانيتهم، ينكرون هواء أوطانهم وماءها، يسفكون كل شريف، ويذمون كل عفيف، لا يخلصون لشىء سوى للدولار، وإن اضطروا أن ينكثوا عهدهم للدولار من أجل الإخلاص لشىء آخر فبالتأكيد هذا الشىء هو اليورو.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سر لقاء أحمد السقا وزيزو بالإمارات بالتزامن مع فيلم أحمد وأحمد فى دبى

شاهد تريللر فيلم تشارلى تشابلن The Gold Rush بعد ترميمه

تفاصيل شكوى "زيزو" ضد الزمالك بسبب 82 مليون جنيه.. (مستند)

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

بالأسماء.. القائمة الوطنية تتقدم بأوراقها لانتخابات الشيوخ عن قطاع شرق الدلتا


مواجهة الملوك.. صحف العالم تتحدث عن قمة بي إس جي ضد الريال بمونديال الأندية

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

مجلس الوزراء يقف دقيقة حدادا على شهداء "الدائرى الإقليمى" و"سنترال رمسيس"

رئيس الوزراء يشدد على التأكد من السلامة الإنشائية لمبنى سنترال رمسيس

مصدر بالاتحاد المنستيرى: الزمالك فاوضنا لضم محمود غربال.. وهذا موقفنا


"تسجيلات مسربة" ترامب يهدد بقصف روسيا والصين و قمع الجامعات.. التفاصيل

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

النيابة العامة تعاين اليوم موقع حادث حريق سنترال رمسيس لكشف أسبابه

التموين تتيح خدمة تحديث رقم التسجيل الضريبي على السجل التجاري إلكترونيا

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

سفير الصين بالقاهرة: زيارة لى تشيانج لمصر تجسيد للتوافق الاستراتيجى

الجدول الزمنى لإجراء لانتخابات الشيوخ مع بداية خامس أيام تلقى أوراق الترشح

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى