"الطلاق" ظاهرة تهدم مجتمع

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم "،  "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق".
 
و بما أنه أبغض الحلال عند المولي عز و جل فلنقف مع أنفسنا وقفة متأنية لربما نصل لمسببات الظاهرة التي انتشرت بشراسة في المجتمع المصري و ربما نصل أيضاً إلي الحلول الممكنة للقضاء عليها.
فعادة ما تكون الأسباب متعددة و متنوعة و لكنها جميعاً نتاج لثقافة و أخلاقيات مجتمع، و لشديد الأسف قد تجسدت سلبيات هذا المجتمع في ذلك الكيان الصغير المسمي بالأسرة ، فالأسرة المصرية كجزء لا يتجزأ عن المجتمع قد نالها ما ناله من تدهور ثقافي و معرفي و انهيار خلقي و ذوقي و تعليمي !، وبالتالي خرجت للحياة أجيال لا تعلم شيئاً عن شئ سوي القشور و السطحيات فحسب، كما انصرفت الأجيال التي سبقتها بفعل ضغوط الحياة التي لا ترحم عن ترسيخ القيم و العادات و التقاليد الخاصة بتحمل المسؤولية و تربية الأبناء و تكوين أسرة جديدة ذات أساس متين لا تهدمها الشدائد فتعلمها لأبنائها كما علمنا أبائنا و أمهاتنا بالماضي القريب.
 
و لكننا الآن و في غفلة من الزمن وجدنا أنفسنا بمناخ آخر لم  نعتاده و تغيرات اجتماعية حادة لم نألفها، فبعد أن كان خيار الطلاق  بين الزوجين هو نهاية حتمية لابد منها بعد محاولات و محاولات مستميتة للتوفيق و الإصلاح من الطرفين بنفسيهما أولاً و من جميع المحيطين من الأهل و الأقارب و الأصدقاء بعد ذلك !، وبات قرار الطلاق هو الأقرب و الأسهل لدي جميع الأطراف، ذلك بغض النظر عن الخراب المادي الذي سيقع علي عاتق الطرفين و ذويهم  و الخراب المعنوي الذي سيدمر حياة آخرين خاصة إن كانت هناك ثمرة لهذا الزواج من الأبناء الذين لا حول لهم و لا قوة ، و لم  يقترفوا أية  ذنب في تلك الصفقة الخاسرة.
 
فلم يعد هناك طرف باستطاعته تقبل الآخر بما فيه من عيوب و كأنه لم يكن يعلم أن بكل شخص عيوب إلي جانب الميزات،  فقد خلي قاموس أخلاقيات الأجيال الجديدة من قيم  كثيرة  " كالصبر و التسامح  و المودة و الرحمة و الصدق " و تم استبدالها بقيم جديدة غريبة و دخيلة علينا مثل " الأنانية و المراوغة و القسوة و التهور و التمرد".
 
وهنا تكمن المشكلة، لذا فإننا بصدد كارثة مجتمعية تستوجب التصدي بكل قوة كي لا ينهار المجتمع بأسره علي إثرها ، و علي كل متضرر من تلك المأساة المشاركة الفعالة في القضاء عليها بداية من :
 
ـ "الأبوين "
المنوط بهم  حسن تربية الأبناء و غرس القيم و الأعراف و الدين و الأخلاقيات بنفوسهم  منذ الصغر و أن يكونوا لهم نموذجاً صالحاً للأسرة المترابطة لا المنفّرة المفككة التي تتسبب بنمو العقد النفسية المتعددة لدي الأطفال لتكبر كلما كبروا و تتأصل و تستوحش فتجعل منهم  آباء و أمهات غير أسوياء، ثم تدور الدائرة مرة أخري لتخرج أجيال تليها أجيال كنبتٍ غير صالح. 
 
كما يجب أن يكف الأبوين عن ذنبٍ يقترفونه بحق بناتهم تحديداً و هو الإلحاح  علي ضرورة الزواج  بسن معين حتي لا تتجاوز البنت هذا السن فتصبح بنظر المجتمع  عانس ، ذلك من وجهة نظرهم القاصرة فحسب، فالضغط المستمر علي ضرورة الزواج حتي بمن لا تقبله الإبنة و لا تربطها به أية مشاعر ولا تتفق معه فكرياً  يعد هو الآخر من أهم  أسباب الفشل و الإنهيار الذي لا ينتهي سوي بالطلاق.
 
ـ "التوعية و التأهيل النفسي"
 
من خلال عدة منابر هامة علي رأسها التعليم  من ناحية وو وسائل الإعلام  ذات التأثير شديد السرعة من ناحية أخري ،  لتأصيل مفاهيم  لم تعد موجودة و ترسيخ قيم  لم تعرفها الأجيال الحالية و التحذير من التسرع  و التخويف من تبعات الفشل و ما قد يخلِفه من ضحايا جدد.
 
ـ "إهتمام  الدولة بحل المشكلة "
 
تلك التي تشكل عائقاً حيوياً في طريق تقدم المجتمع و تعرقل من إنجازاته و تثبط الهمم التي نحن أحوج ما نكون إليها لاستكمال خطة إعادة بناء الوطن ، فلسنا بحاجة إلي مجموعات من الشباب المحبطين المتأزمين الذين ضاعت مدخراتهم  علي مشروع زواج فاشل !، و ها قد وضع السيد الرئيس تلك  المشكلة الخطيرة في دائرة اهتماماته التي لا تحتمل المزيد،  و دعا المجتمع لمناقشة أسباب الظاهرة ووضع خطط  جادة لحلها و التصدي لها، وبالفعل قد تمت أولي خطوات الإستجابة لهذه الدعوة بإقامة عدد من الندوات التثقيفية و الدورات التأهيلية للمقدِمين علي الزواج بادرت بها مشكورة مجلة "حواء" و في انتظار المزيد من المبادرات الجادة  و تكاتف كل من يستطيع المشاركة و التأثير كما ذكرت سابقاً.
 
ونهاية: فالأسرة هي نواة المجتمع الأساسية، إن صحت و صلحت و استقامت ، صح الوطن و صلح  و استقام.
 
"اللهم طهر نفوسنا واصلح ذات بيننا واحفظ وطننا "
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زى النهارده..هدف "تسلل للمعلم" يخطف الاضواء فى قمة الأهلى والزمالك

الأهلي يتوج بالسوبر الأفريقي لليد على حساب الترجى ويتأهل لمونديال الأندية (صور)

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025

مصر ترحب بتصريحات ترامب الخاصة بحق الشعب الفلسطيني في مستقبل أفضل

بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة


الحرارة ترتفع لـ 44 درجة.. تغيرات مفاجأة فى حالة الطقس اعتبارا من الجمعة

ترتيب دورى نايل "مجموعة المنافسة على الدورى" بعد انتهاء الجولة السادسة

بيراميدز يعود للانتصارات فى الدورى ويهزم الزمالك بهدف إبراهيم عادل.. فيديو وصور

أشهر الأحجار الكريمة فى العالم.. ماسة الأمل ارتبطت بلعنة أسطورية.. نجمة الهند أكبر وأشهر ياقوتة نجمية فى العالم... لؤلؤة لا بيرجرينا عمرها 500 سنة وانتقلت من ملوك إسبانيا وفرنسا للنجمة إليزابيث تايلور

التحقيقات: التيك توكر أم رودينا تمتلك حسابا بـ2.4 مليون جنيه ومحافظ إلكترونية


مدافع بورنموث يقترب من ريال مدريد

أفضل 10 إطلالات للنجمات على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى.. صور

منى زكى تنتظر عرض فيلمها الجديد الست وتستعد لبدء تصوير رزق الهبل

ترامب يرفع العقوبات عن سوريا ويلتقى أحمد الشرع غدًا فى الرياض

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

سوء الحظ يطارد موهبة الأهلى محمد عبد الله. .إصابة وحادث ورحيل منتظر

وزير العمل يعلن 1072 فرصة عمل فى الإمارات بمرتبات تصل لـ55 ألف جنيه

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

تحذيرات أممية: تغير المناخ يفاقم الجوع والنزوح فى القارة الأفريقية

قتلى وجرحى باشتباكات بين الميلشيات المسلحة فى طرابلس.. تصفية قائد ميليشا بارز بمعسكر التكبالى.. استنفار عسكرى فى صفوف المسلحين بالعاصمة الليبية..حكومة الوحدة تعلن سيطرتها على "بوسليم"..ودعوات أممية لوقف التصعيد

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى