"لا أنتمى لهذا العصر.. خيالى يجذبنى إلى الماضى"

كريم خالد عبد العزيز
كريم خالد عبد العزيز
بقلم : كريم خالد عبد العزيز
وجودى فى هذا العصر لا يعنى أننى لم أتمن يوماً أن أكون موجوداً فى عصر آخر فى الماضى.. ومواكبتى لروح هذا العصر مع أبناء جيلى لا تعنى أننى لا أسافر إلى الماضى بخيالى متخيلاً نفسى حياً فى عصر غير هذا العصر الإلكترونى السريع.. رغم أننى لم أعاصر الماضى إلا أننى عشقت تفاصيله التى رأيتها فى سطور الكتب التاريخية الوثائقية التى تحدثت عن طبيعة الحياة فى الماضى، وشاهدتها فى الحبكات الدرامية الموجودة فى المسلسلات والأفلام التى جسدت كل شيء عن الماضى بمعدات الحاضر الحديثة، لتنتج صورة جميلة عن الماضى وأجمل مما كانت فى الواقع.. لم أتمن أن أكون فى الماضى البعيد وإنما تمنيت أن أعيش فى الماضى القريب من تاريخ مصر الحديث، خاصة فى زمن الملكية المصرية.
 
ما أجمل مصر المحروسة فى أربعينيات وأوائل خمسينيات القرن الماضى، وما أروع عصر الملكية المصرية الذهبى الذى كان يتسم بالرقى والأبهة فى كل شيء.. كان هذا الزمان يسمى بزمن الفن الجميل، لأن كل أنواع الفنون برزت فيه بشكل ملحوظ، من موسيقى ومسرح وسينما وضجت الأوبرا المصرية بتقديم عروض الباليه.. رغم أن الأفلام السينمائية لم تكن ملونة وكانت أبيض وأسود إلا أن الأفلام كانت لها رسائل حقيقية وهادفة، ورغم كثرة الرومانسية فيها إلا أنها كانت تتحدث عن علاقة حب راقية وتعبر عن الواقع بصورة محترمة دون أى خدش للحياء.. كان الجمال ظاهراً فى هذه الأفلام، وفى الفنانات الجميلات بالفطرة اللاتى لم يلجأن لعمليات تجميل لأن جمالهن كان طبيعيا وبسيطا سواء جمال شادية البرىء أو رقة فاتن حمامة أو رقى مريم فخر الدين.
 
طبيعة الحياة نفسها كانت جميلة.. الشوارع كانت تغسل بالماء والصابون.. ملابس السيدات كانت قصيرة ومواكبة للموضة التى كانت تنزل فى مصر قبل أوروبا وتباع فى محلات شيوكوريل، ومع ذلك لم يكن هناك ظواهر سلبية كالتحرش الموجود الآن.. حتى الدين كان الاهتمام به كبيرا ولم يكن هناك تطرف فكرى أو إرهاب كما هو الحال الآن، لأن العقول كانت مستنيرة، حيث الشباب كانوا يقضون أوقات فراغهم فى أشياء مفيدة كالقراءة والدراسة، فالثقافة كانت سائدة وقتها ولم يكن هناك بلاى ستيشن أو إنترنت يضيع وقتهم.
 
كانت المنتزهات جميلة ومليئة بالورود والزحام السكانى لم يكن له وجود حتى المرور كان منظماً وأسطح المنازل كانت نظيفة خالية من أسلاك الدش، كانت الحياة كلاسيكية إلى أبعد حد والأسر مترابطة والبيوت مستقرة لأن الاحترام المتبادل بين الأبناء والآباء كائن سائداً.
 
كان الفقراء يعيشون فى نفس القصور التى يسكنها الأغنياء ولكن فى منزلهم المتواضع الموجود داخل حديقة القصر، كانوا يزرعون الأرض ويأكلون مما يحصدون بأيديهم، لم يكن هناك حقد طبقى أو اجتماعى بل الكل عرف حدوده وعاش مع الآخر فى سلام.. فما أجمل هذا العصر الذى كان أقرب للمثالية فى كل شىء.. ليتنا نعيد ولو جزء بسيط من الرقى المفقود فى كل جوانب الحياة الآن.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليس مودريتش.. الذكاء الاصطناعى يختار أفضل لاعب وسط فى التاريخ

خطاب المحكمة الرياضية لاستبعاد الشق المستعجل بشكوى بيراميدز

موجة شديدة الحرارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 24 مايو 2025 فى مصر

إنتر ميلان يخسر لقب الدورى الإيطالى رغم الفوز بثنائية أمام كومو.. فيديو

نابولي يتوج رسميا بلقب الدورى الإيطالى للمرة الرابعة تاريخيا.. فيديو


المحكمة الرياضية ترفض طلب بيراميدز بنظر قضية مباراة القمة بالشق المستعجل

حلمى طولان يكشف سبب التراجع عن تعيين حسام البدرى مدربا للمنتخب فى كأس العرب

نابولى ضد كاليارى.. مقصية ماكتوميناى تقرب أبناء الجنوب من لقب الدورى الإيطالى.. صور

العالم هذا المساء.. رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه الرئيس الأمريكى بها رئيس جنوب أفريقيا.. الجيش السودانى يعلن السيطرة على مدينة الدبيبات بجنوب كردفان.. وقرار ترامب بشأن "هارفارد" يهدد مستقبل أميرة أوروبية

الأهلي يهزم الزمالك 31-28 ويتوج بلقب الكؤوس الأفريقية لليد.. صور


محمود الخطيب يتلقى عزاء شقيقته فى قنا

تعرف على مستجدات عودة المعارين للأهلي خلال ميركاتو الصيف

الأهلى يفوز على وادى دجلة بهدف ويتوج بكأس مصر للكرة النسائية لأول مرة

سكاى سبورت: لولا محمد صلاح ما فاز ليفربول بلقب الدورى الإنجليزي

زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر يضرب المغرب

تحطم مروحية فى مقاطعة روسية ومقتل طاقمها

خط سكك حديد "الروبيكى.. العاشر.. بلبيس" نقطة جديدة تدعم الصناعة.. تنفذه شركات مصرية بتكلفة 215 مليون يورو.. يربط الميناء الجاف والمنطقة اللوجيستية بالعاشر مع الموانئ البحرية والقطار السريع.. صور

فضيحة.. رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه ترامب بها رئيس جنوب أفريقيا

مصادر: المحكمة الرياضية قد تصدر قرارها فى شكوى بيراميدز قبل 28 مايو

التأمين الصحى الشامل: نسبة تسجيل المواطنين بالمنظومة بلغت 65% حتى الآن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى