"الفردوس المفقود" فى حياة جون ميلتون.. موت الأبناء والزوجات والإصابة بالعمى

جون ميلتون
جون ميلتون
كتب أحمد إبراهيم الشريف

تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الإنجليزى جون ميلتون الذى ولد يوم 9 ديسمبر 1608 فى إحدى ضواحى لندن، وقد نشأ "ميلتون" فى بيئة يغلب عليها طابع التدين الممتزج بقدر كبير من الالتزام، وهو صاحب الكتاب الشهير "الفردوس المفقود".

وعاش ميلتون عاش حياة مليئة بالمتاعب والمآسى المفجعة، فقد كانت المصائب تأتى تباعا، الواحدة تلو الأخرى، حيث فقد ابنه الأصغر فى سنة 1652، ثم ما لبث أن فقد زوجته فى العام نفسه، وبعد ذلك يستمر مسلسل الأحزان حيث يفقد بصره فى العام نفسه، وبعد أربع سنوات يتزوج مرة أخرى حين يفقد زوجته الثانية وطفلتها الرضيعة، وفى سنة 1663 يخوض ميلتون غمار تجربة جديدة حيث يرتبط بسيدة تدعى اليزابيث ميتشال، ويظل يتخبط فى هذه الحياة حتى يختطفه الموت فى سنة 1674 وتنطوى آخر صفحة من صفحات حياته.

لقد كان ميلتون مولعا بالحرية وأولاها اهتماما كبيرا، وقد كان واضحا فى كتاباته، وقد اتخذ رأيا عجيبا فى هذا الصدد ودائما كان يقول ان الكفاح من أجل الحرية يتمثل فى لغة التمرد.

ويرى "ميلتون" أن العقل الذى منحه الله للإنسان تظهر آثاره فى قدرة الإنسان على الاختيار، ومن هنا فإن الفضيلة تعتمد على مدى قدرة الإنسان على تبنى اختيارات صحيحة.

وكتب ميلتون قصيدته "الفردوس المفقود" وفيها يرى الشيطان أن كلمة الخضوع تعنى الاحتقار وبهذا أصبح سجينا لهذه الفكرة التى أصبحت الشغل الشاغل له وبذلك أثرت كثيرا فى قراراته فأصبح ينظر لنفسه أنه شخصية محتقرة، كما كان المجتمع ينظر إليه على أنه قائد مهزوم.

ويعتقد ميلتون أن الفرد الصالح قادر على أن يقوم باتخاذ قرار منطقى وعقلانى فى كل لحظة وفى أى موقف يتعرض له فى حياته اليومية. ويتضح ذلك جليا أيضا فى الفردوس المفقود، ومن الطبيعى أن تكون معظم شخصياته تعكس نجاحا منقطع النظير فى مقاومة الاغراءات بنجاح، والقدرة على تبنى اختيار بين اتجاهين متناقضين ـ الخير والشر.

وهذا ربما يكون قريبا من المذهب الافلاطونى فى الحب، والذى يبدأ فيه الفرد بالتعلق بشخص ما، وحينئذ يكتشف أن كل الخير والجمال الموجود على هذه الأرض ما هو إلا انعكاس لنموذج لا يمكن أن يوجد فى حياتنا.

كان ميلتون صاحب مدرسة أدبية فى الشعر، ويعده النقاد من بين عظماء الشعر الإنجليزى، لدرجة أنهم وضعوه جنبا إلى جنب مع وليام شكسبير، وهذا خير دليل على موهبته الأدبية الفذة وقدراته الكبيرة فى هذا المجال.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة

منتخب الناشئين مواليد 2009 يواجه أيرلندا غدا في دورة بولندا الودية

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

روسيا تؤكد استعدادها لاستئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا غدا في إسطنبول

الاعتراف بإسرائيل وإدارة سجون داعش.. تفاصيل اجتماع ترامب والشرع فى السعودية


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

الزمالك يهزم فاب الكاميرونى 27 - 18 فى الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

الأهلي يستعيد جماهيره في مباراة البنك الأهلي بعد انتهاء عقوبة الرابطة

القبض على اللاعب على غزال لتنفيذ أحكام قضائية ضده للمرة الثانية

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال


دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

الإدارية العليا تؤيد قرار التعليم بتدريس مواد الهوية القومية بالمدارس الأجنبية

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

جيش الاحتلال يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانيء فى اليمن

الأهلي يترقب وصول ريفيرو إلى القاهرة لحسم عقود تدريب الفريق قبل المونديال

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

زى النهارده.. حسام حسن يظهر للمرة الأولى بقميص الأهلى أمام الشواكيش

ميلان يتحدى بولونيا فى نهائى كأس إيطاليا 2025.. الليلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى