"عزيزى الصحفى.. زميلك القادم روبوت".. الذكاء الاصطناعى يهدد وظائف الصحفيين.. أكثر دقة وأسرع ولا يمرض أو يشتكى.. والبقاء فقط لأصحاب المهارات العالية بمرتبات ضخمة.. والأقل موهبة يعملون لدى الروبوتات

الروبوت يهدد مهنة الصحافة
الروبوت يهدد مهنة الصحافة
كتب: محمد البديوى

قبل 5 أعوام فقط، وبينما يكتب صحفييو الاقتصاد والتكنولوجيا بجريدة الواشنطن بوست، تقاريرهم عن الذكاء الاصطناعى والروبوت وتهديده وظائف البشر، لم يكن يتخيل أحد منهم أنهم فى قلب دائرة الخطر، وأنهم أنفسهم مهددون.

 

إذا كنت أخبرت محرر الواشنطن بوست آنذاك، أن الجريدة ستستعين خلال بضع سنوات بزميل روبوت يكتب الأخبار بسرعة ودقة، سيتهمك بالجنون.. العام الماضى روبوت الواشنطون بوست حرر  850 مقالا.

 

ليست الواشنطن بوست الصحيفة الوحيدة التي قررت استخدام التقنيات الذكية الحديثة، وكالة أسوشيتد برس الأميركية استخدمت أيضا الذكاء الاصطناعى لتغطية خسائرها، فى حين استخدمت صحيفة USA Today خاصية الفيديو المتطورة لإنشاء مقاطع مصورة قصيرة دون تدخل بشرى.

من كان يصدق أن الصحافة -وهى مهنة إبداعية- ستمتهنها الروبوتات، ومن كان يصدق أن زميلك الصحفى سيكون روبوت، أسرع منك وأكثر دقة ويمكن أن يعمل 24 ساعة لن يشتكى من الإرهاق أو التعب.

 

وسائل الإعلام، ساقت أسباب اعتمادها على تقنية الذكاء الاصطناعى فى مكاتب التحرير الخاصة بها، بأنها تستهدف تفرغ الصحفيين لأداء مهمات صحفية ذات القيمة العالية، بالإضافة لتوفير الوقت، حتى إن أسوشيتد برس كشفت العام الماضى أن معدل الأخطاء تراجع حتى مع زيادة حجم الإنتاج أكثر من عشرة أضعاف.

من لن يطور نفسه سيموت

بوضوح المؤسسات الصحفية، توجه رسالة لمحرريها: من لن يطور نفسه سيموت، والروبوت أكثر إنتاجا وأكثر دقة منكم.. لا نريد منكم الأخبار، فها هو زميلكم الروبوت سيتكفل بهذه المهمة.. الروبوت بالتأكيد لن يمرض ولن يضيع الوقت فى الأكل والشرب والكلام مع أصدقائه، ولن يطلب إجازة سنوية أو أسبوعية أو طارئة، أو حتى إجازة "وضع".

 

مشروع جوجل لإنتاج 30 ألف قصة شهريا باستخدام الذكاء الاصطناعى

التهديد فى مهنتنا الصغيرة ليست من استخدام الروبوتات داخل الصحف فقط..هذا العام 2018، سيخرج إلى النور مشروع جوجل الضخم بإطلاق وكالة صحفية ضخمة، لإنتاج 30 ألف قصة شهريا، من خلال تطوير معالج صحفى إلكترونى يجمع البيانات والمعلومات ويحللها ، وتستثمر جوجل فى هذا المشروع  800 مليون يورو.

والمفاجأة أن هذا المشروع الضخم، أنه يضم 5 صحفيين لتعريف المبرمج على قاعده البيانات.. أى أن مشروعا استثماراته 800 مليار دولار سيعمل فيه 5 صحفيين.. نعم 5 صحفيين فقط سيعملون لدى الروبوتات.. يساعدونها ويمدون الروبوت بمصادر البيانات المفتوحة الرسمية.

 

فيس بوك.. الخبر فى لمح البصر

فيس بوك سيفعل ما هو أخطر من ذلك.. فى حال وقوع حادث فى ميدان التحرير ستجد أن المواطنين ينشرون الصور والفديوهات ويكتبون تفاصيل الحادث على مواقع التواصل الاجتماعى.. ما سيفعله فيس بوك بسيط لكنه خطير جدا على الصحافة.. الروبوت سيجمع كل ما تم نشره ويحلل المعلومات وينتج خلال بضع دقائق من الحادث خبرا صحفيا موثقا بالصور والفيديو وأكثر دقة.. كل هذا خلال دقائق.. كل هذا سيتم قبل أن ترسل الصحف محرريها لتغطية الحادث.. من سينتبه وقتها للصحف.

لكن ماذا سيتبقى لنا نحن الصحفيون؟

هل ستتوقف الصحف عن إرسال محرريها لتغطية المؤتمرات الصحفية واللقاءات ومتابعة تفاصيل الجريمة أو تتبع ما يحدث فى سوق المال وغيرها من المهام؟..

 

بالتأكيد لا..

لكنه فى الوقت نفسها لن تكون مهمة الصحفى فقط تغطية الخبر.. تهديد التكنولوجيا للصحافة يقربنا من الدور الحقيقى الأهم للصحفى وهو "ما وراء الخبر".. لن تقتصر مهمتك فقط على التغطية، سيكون عليك بذل جهد أكبر يليق بك وبالمهنة.

 

بوضوح أكبر:

المؤسسات نفسها لن تتحمل تكلفة أنصاف المواهب.. ستفرغ الصحفيين لمهمات ذات القيمة العالية.. من لن يطور نفسه طبقا لقواعد السوق لن يبقى.. الصحف إذا لم تطور نفسها لن تبقى، والصحف وهى تعيد هيكلة نفسها لن تتحمل عبء وتكلفة هؤلاء الذين يقفون فى الظل والذين ستكون الروبوتات قادرة على أداء مهامهم.

 

لكن ما يهدد الصحافة، يبدو أنه يحمل البشرى فى الوقت ذاته للصحفيين ممن يقعون فى المنطقة الفاصلة بين الصحافة والتكنولوجيا حتى لو كانوا من محدودى الموهبة، وهؤلاء فى الغالب سيعملون كأدوات مساعدة، هيكل المهنة سيكون الصحفيون ذوو القيمة العالية بمرتبات ضخمة، أما الروبوتات فستحل محل متوسطى الموهبة أو الموهبين ممن لم يطوروا أنفسهم، أما محدودى الموهبة فربما يكونون هم الأدوات المساعدة للروبوتات.. هذا لن يحدث بين عشية وضحاها ولكن الروبوت يدق ناقوس الخطر.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تامر حسنى يدعم المواهب ويقدم لجمهوره ألوانا مختلفة من الغناء

مانشستر يونايتد يتحدى توتنهام فى نهائى إنجليزى على لقب الدورى الأوروبى

البنك الأهلي يغلق صفحة كأس عاصمة مصر استعداداً للمصري في الدوري

جلسة مصيرية لسفاح التجمع فى النقض.. هل ينجو من حبل المشنقة؟

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة


انتعاشة فى سوق الجمال بمدينة دراو بأسوان قبل عيد الأضحى.. "اليوم السابع" فى جولة بـ"الكرنتينا" أول محطة للإبل القادمة من السودان.. التجار يوضحون أفضل أنواع الأضاحى.. ويؤكدون: الأسعار مقبولة.. فيديو

الأهلي يواصل الاستعداد لمباراة حسم الدوري أمام فاركو

إفريقيا تحارب الكوليرا.. المرض القاتل يتفشى فى 16 دولة إفريقية.. تأكيد 178 ألف حالة إصابة فى شرق وجنوب القارة.. وأنجولا والكونغو والسودان وجنوب السودان يضمون 90% من الحالات.. اندلاع الصراعات من عوامل الانتشار

النصر يستضيف الخليج الليلة في الدوري السعودي

ملخص وأهداف مباراة مان سيتي ضد بورنموث فى الدوري الإنجليزي.. صاروخية مرموش


موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

اليوم.. طرح كراسات شروط حجز 15 ألف شقة بمشروع سكن لكل المصريين

هكذا استقبل أحمد زاهر ابنته ليلى من شهر العسل

مستأنف أسرة القاهرة تنظر دعوى الحجر المقامة من أحفاد نوال الدجوي ضد جدتهم 26 يونيو

نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة

عمر مرموش يقود مانشستر سيتي لسحق بورنموث بثلاثية فى الدوري الإنجليزي (صور)

ثروت سويلم: سننفذ حكم "كاس" حال القضاء بحصول بيراميدز على الدوري وليس الأهلي

غزل المحلة: الجزار تلقى عرضا من الأهلي

الأهلى يفوز على الزمالك 110-64 ويصعد لنهائي دورى سوبر السلة

حقائب غامضة.. تداول فيديو يوثق لحظة السرقة من منزل نوال الدجوى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى