وزير إماراتى: بعد 27 سنة سيمكن تحميل ونقل عقل الإنسان إلى شبكة المعلومات

قال  محمد بن عبدالله القرقاوى وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الإماراتى رئيس القمة العالمية للحكومات، اليوم الأحد إن الاستثمار فى الذكاء الصناعى يفوق ما يستثمر فى التنقيب عن النفط.

جاء ذلك فى كلمة ألقاها القرقاوى اليوم بمناسبة انطلاق أعمال القمة العالمية للحكومات فى دورتها السادسة التى تعقد فى الفترة من 11 -13 فبراير، تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وأضاف القرقاوى أن الاستثمار فى الذكاء الاصطناعى هو استثمار فى المستقبل، مستشهداً بأن شركتى "جوجل" الأميركية و"بايدو" استثمرتا من 20 إلى 30 مليار دولار فى 2016 فى قطاع الذكاء الاصطناعى فقط، لأنهما تدركان أن "نفط المستقبل هو البيانات وما يستثمر اليوم فى الذكاء الاصطناعى عالمياً يفوق ما يستثمر فى التنقيب عن النفط".

عوائد الذكاء الاصطناعى
 

واستعرض القرقاوى الفرص الكبيرة التى سيتيحها استخدام الذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أنه "من المتوقع أن يضيف الذكاء الصناعى فى عام 2030، أى بعد 12 عاماً فقط، إلى الناتج الإجمالى العالمى أكثر من 15 تريليون دولار، أى أكثر من 10 أضعاف مبيعات النفط عالميا".

وأشار إلى أن الشركات اليوم تعرف عن تفاصيل حياة الناس وعواطفها وطرق تفكيرها أكثر مما تعرفه الحكومات، مؤكداً: "خلال خمس سنوات فقط ستتمكن التقنية من الدخول للعقل البشرى والتواصل معه بشكل مباشر، وستعرف التقنية بماذا نفكر وبماذا نشعر وكيف هى صحتنا اليوم والأمراض التى سنتعرض لها فى المستقبل وماذا يسعدنا وما الذى يقلقنا".

ولفت القرقاوى إلى أن كل هذه المعلومات والبيانات ستكون ملكا لشركات، وستكون هذه الشركات أقوى بكثير من الدول عبر امتلاك هذه البيانات، داعياً الحكومات للتفكير بهذه الفرضية بجدية.

وتطرق القرقاوى إلى ما توقعه اثنان من الباحثين المستقبليين فى شركة "جوجل"، حيث قالا إنه فى العام 2045 (أى بعد 27 سنة فقط) سيكون بالإمكان تحميل ونقل عقل الإنسان إلى شبكة المعلومات.

وأكد  أن الفوز والخسارة للشركات والنصر والهزيمة للدول ستحدث بشكل أسرع بكثير عن السابق، مشدداً على أنه "من الضرورى أن تراعى الحكومات مصالح شعوبها، وأن تمكنهم من العلوم الحديثة من خلال استشراف مستقبل التعليم وقطاعات العمل".

وقال القرقاوى إن المستقبل فيه أيضاً الكثير من الخير والفرص العظيمة والرخاء للإنسان، فمثلا مقابل الوظائف التى سيفقدها العالم خلال الـ13 سنة القادمة بسبب الذكاء الاصطناعي، سيتم خلق واستحداث مئات الملايين من الوظائف الجديدة فى الاقتصادات الناشئة، وفى قطاعات التطوير التكنولوجى وفى مجال الخدمات التخصصية.