العراق يستعد لأشرس معركة مياه فى تاريخه الحديث بعد الانتصار على داعش.. سدود تركيا وإيران تهدد بغداد بجفاف عدة محافظات.. نواب عراقيون يدعون "العبادى" لقطع التبادل التجارى مع أنقرة.. وسد داريان يهدد بتصحر كردستان

عقب نجاح العراق فى حربه ضد تنظيم داعش الإرهابى ودحر التنظيم عسكريا، تستعد بغداد لمعركة جديدة وهى حرب المياه التى تقودها تركيا وإيران ضد البلد الشقيق، وذلك ببناء عدد من السدود التى ستؤدى لجفاف عدد كبير من الأراضى العراقية بعدد كبير من المحافظات، مما سيؤدى لخسائر فادحة فى عدة قطاعات أبرزها الزراعة.

الجفاف يضرب العراق

دعوات تتجدد بين الحين والآخر من الخبراء العراقيين وعدد من المسئولين فى إقليم كردستان بضرورة التحرك الفورى لمواجهة مخاطر إقامة إيران وتركيا عدد من السدود على نهرى دجلة والفرات، مما سيتسبب فى حرمان العراق من حصته القانونية فى مياه النهرين، وذلك فى حرب قوية بين طهران وأنقرة على حصة المياه من نهر الفرات، بدون النظر إلى الضرر الكبير الذى سيلحق بالعراق.

ويتخوف العراق من أخطر أزمة فى تاريخه الحديث والتى تتمثل فى شح المياه التى ستؤدى لتضرر آلاف الأفدنة من المزروعات وتصحر عدد كبير من الأراضى الزراعية، بسبب السدود التركية التى بنتها أنقرة مؤخرا وخاصة "سد أليسو"، ما دفع الحكومة العراقية التحرك بشكل عاجل لبحث إيجاد حل للأزمة الخطيرة التى تهدد أمن البلاد المائى.

جفاف اراضى العراق 

وبحسب وسائل إعلام عراقية تواجه بغداد أزمة الشح المائى والتى دفعت عدد من الخبراء العراقيين للتحذير من توقف كافة المشروعات الاستثمارية التى تتعلق بتوليد الطاقة فى البلاد بسبب نقص المياه، ويقدر عدد من المراقبين حجم الخسائر العراقية فى مجمل المناطق التى ستتعرض للجفاف بأكثر من 10 مليارات دولار.

وأكد مراقبون أن أكثر المدن التى ستتضرر من كارثة الجفاف المتوقعة هى بغداد والناصرية وميسان والنجف وكربلاء والمثنى وحتى جنوب البصرة، متوقعين انخفاض كمية المياه المتدفقة إلى نهر دجلة عند الحدود التركية إلى 9.7 مليارات متر مكعب سنويا.

جفاف اراضى العراق

يذكر أن السنوات الأخيرة شهدت إنشاء عدة سدود داخل تركيا على نهرى دجلة والفرات، ما تسبب فى تقليص مناسيب المياه المتدفقة إلى العراق، ومن المتوقع أن تنخفض نسبة المياه الواردة فى نهر دجلة نتيجة قيام تركيا بعمليات مستمرة لملء سد أليسو بالمياه.

بدورها طالبت النائبة فى البرلمان العراقى عن ائتلاف دولة القانون زينب الخزرجى، الحكومة العراقية باستخدام الملف الاقتصادى ورقة ضغط على الجانب التركى من أجل زيادة حصة العراق المائية، موضحة أن حجم التبادل الاقتصادى بين العراق وتركيا كبير جدا لذلك على الحكومة العراقية أن تضغط من خلاله على الجانب التركى لزيادة حصتنا المائية التى قطعتها تركيا.

سد اليسو التركى كارثه بيئية

وقالت النائبة زينب الخزرجى فى بيان صحفى، إن العراق يتعرض لحرب مياه من قبل دول المنبع الأمر الذى أدى إلى جفاف النهر وتدهور القطاع الزراعى بسبب قلة المياه الخاصة بالسقى للمزارعين.

وأضافت الخزرجى أن محافظات الجنوب تعانى كثيرا من قلة المياه وتدهور القطاع الزراعى خصوصا فى محافظة ذى قار لذلك على الحكومة العراقية أن تتدخل بسرعة وتضغط على الجانب التركى من خلال الملف الاقتصادى لزيادة حصة العراق المائية قبل أن يتعرض العراق إلى كارثة بسبب قلة المياه بجميع المحافظات العراقية.

سد اليسو التركى

وتعمل الحكومة التركية منذ سنوات على مشروع ضخم يسمى بمشروع "غاب"، والذى يتضمن بناء قرابة 22 سدًا 14 منها على نهر الفرات و8 على نهر دجلة، والتى سوف يكون لها تأثير كبير على تخفيض نسب المياه التى تدخل إلى العراق وإقليم كردستان.

وتخشى سلطات إقليم كردستان من أن يتسبب بناء سد فى مدينة كرمانشاه الإيرانية بجفاف قسم كبير من نهر سيروان الرافد الرئيسى لبحيرة دربنديخان التى تزود محافظة السليمانية وإدارة كرميان بالماء والطاقة الكهربائية.

سد أليسو التركى

وقال خبراء عراقيين، إن مشروع سد داريان فى محافظة كرمانشاه سيتسبب بجفاف جزء كبير من أراضى إقليم كردستان الزراعية، وسيؤدى إلى خلق أزمة مياه كبيرة فى محافظات حلبجة والسليمانية وسيتم فقدان مساحات واسعة من الأراضى الزراعية فى حلبجة وسيد صادق ودربنديخان، إضافة إلى فقدان قدرة سد دربنديخان على إنتاج الطاقة الكهربائية.

بدوره أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون، إسكندر وتوت، أنه من حق العراق إقامة دعوى فى الأمم المتحدة لإجبار تركيا وإيران للحضور من أجل التفاوض لإعطاء حصته المائية.

سد داريان فى العراق

وقال النائب البرلمانى العراق، إن أزمة المياه دفعت مئات العوائل العراقية  لترك أراضيهم والنزوح إلى المدينة مما سبب بطالة وتدنى المستوى المعيشى والاقتصادى، مبينا أن المؤتمر الدولى عام 1966، المنعقد فى هنسلكى يحافظ على توزيع المياه بين الدول المجاورة، لكن العراق لم ينضم إلى المؤتمر.

سد داريان فى ايران

ودعا الحكومة العراقية لإقامة دعوى فى الأمم المتحدة لإجبار تركيا وإيران للحضور من أجل التفاوض لإعطاء حصة المياه إلى العراق، مبينا أن الحكومات العراقية المتعاقبة والوزراء لم يقوموا بالإجراءات لحفظ حق العراق للحصول على المياه الكافية.