لا تتخلص من الألم فقط تعود عليه

دينا عبد العليم
دينا عبد العليم
بقلم : دينا عبد العليم
يأتينا الوجع فيفاجئ كل منا بردة فعله، هذا الذى يظن نفسه قويا ينهار من شدة الألم، وهذا الذى يعتقد أنه أضعف من الاحتمال يبدو كالصخرة الصلبة، كل منا يعبر عن وجعه بطريقة غير متوقعة حتى لذاته، حتى مع تحصين نفسه بتخيل كل سيناريوهات لحظات الوجع والاستعداد النفسى لها، فعندما يحل الوجع تضيع كل السيناريوهات وتنهار كل الاستعدادات وتبقى وحيدا مع وجعك.
 
يأتينا الوجع فمنا من يصرخ بأعلى الصوت ومنا من يمطر دمعا فى صمت، منا من يهرب بالاستسلام والاستلقاء وإغماض العين وسد الإذن ومنا من يقف صامدا وكأنه قويا متماسكا وفى الحقيقة داخله ممزق، يتظاهر بالقوة حتى يقوى من حوله أو على أقل تقدير لا يكون سببا فى مزيد من الوجع.
 
يأتينا الوجع أشكالا وأنواعا ودرجات، فهذا يغدر، وهذا يخون وهذا يتخلى وهذا يظلم وهذا ينكر حقك وهذا يتكالب عليك وهذا يقف متفرجا، وغيرهم وغيرهم، وأنت تتحمل مرة وتضعف مرة وتسامح أخرى وترد الضربات بقوة وتنتقم وكله وجع يتحول مع الوقت لممارسة يومية عادية، تعتاد عليها ولا تتوقف عندها كثيرا، لا تزعجك تفاصيله ولا تأخذ من وقتك المزيد، ولا يغير من روحك وقلبك مادمت قويا، لكن هناك نوع من الوجع مختلف تماما وهو وجع فراق الأحبة.
 
يأتينا هذا الوجع فلا تنفع معه قوة ولا يشفع لنا عنده شجاعة، ولا يكون لتجاربنا القاسية فى الوجع ذكر أمامه، نعجز أمامه مهما كانت قوانا، هو الوجع القاهر، الوجع الذى لن يتحول لأمر عادى، هو الوجع الذى يبدل ملامح وجهك ويضيف عليها عشرات السنوات، يتيبس معه قلبك ويسرى الذبول فى روحك وتدرك تماما ان الحياة لن تعود لسابق عهدها أبدا، وأن ملامحك من الداخل والخارج قد تغيرت للأبد.
 
يأتينا هذا الوجع فنفقد جزءا من الروح بفقد الحبيب، سواء كان أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا أو أما، فهذا وجع لن تطيبه الأيام وحتى لن تخف منه، سيبقى بنفس الدرجة وبنفس القوة، ستتألم منه يوميا وستشعر بقوته وضعف نفسك أمامه لنهاية عمرك، فيصير كالرفيق وتدرك وقتها أن الوجع هو أفضل معلم على الإطلاق، فوجع الفقد يعلمنا التمسك بما نملك، ووجع الخيانة يعلمنا الحرص من البشر، ووجع الفراق يعلمنا الصبر والتأسى ووجع إدراك الضعف يعلمنا التستر على الأوجاع وعلى ضعف الغير .
 
هو كما وصفه لى حبيبى وأبى ومعلمى، وجع كالمرض المزمن لا علاج له، لن يشفى ابدا وسيرافقنا ما تبقى لنا من العمر، لذا علينا فقط ان نتعايش معه، لا نستسلم له حتى لا نغرق فى أعماقه وبالطبع لن نقاومه لانه الأقوى ولن نهزمه مهما مرت الأيام، لذا فالحل الوحيد هو التعايش معه والإدراك بانه لن يزول، نفعل كل ما بوسعنا لتخفيفه على الروح وهوانه على القلب، لذا عندما يأتيك هذا الوجع الذى سيبقى معك للأبد لا تتخلص منه، فقط تعود على العيش معه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

تأجيل محاكمة 76 متهما بخلية الهيكل الاداري بالقطانية لجلسة 5 أكتوبر

النيابة العامة تعاين حريق سنترال رمسيس للكشف عن أسباب اندلاعه

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة..استشهاد 13 فلسطينيا فى قصف إسرائيلى استهدف منازل بغزة..ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس لأكثر من 100 شخص.. البنك المركزى الأسترالى يثبت سعر الفائدة عند 3.85%

الداخلية تضبط 10 قضايا جلب مواد مخدرة


مصرع شاب إثر تعرضه للدغه ثعبان سام بالغربية

الداخلية تعيد طفلين تائهين لأحضان أسرتهما بالمطرية

ضبط عصابة تنصب على المواطنين بطوابع وعملات أثرية وهمية

انطلاق المؤتمر الدولى لمكافحة كراهية الإسلام بمقر الجامعة العربية

معركة الحلم العالمى.. تشيلسى يتحدى فلومينينسى فى سباق التأهل إلى نهائى مونديال الأندية.. "البلوز" يستهدفون استعادة أمجاد البطولات.. نجوم السامبا يحلمون بكتابة التاريخ.. وريال مدريد وباريس يترقبان الفائز


كثافات مرورية أعلى كوبرى أكتوبر بسبب عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور

وزير الإنتاج الحربى: نستهدف تخريج مهندسين أكفاء وفقا لاحتياجات سوق العمل

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 يوليو 1972.. إسرائيل ترتكب جريمة اغتيال المناضل والكاتب الفلسطينى غسان كنفانى الذى أخلص لمقولته: «كن رجلا تصل إلى عكا فى غمضة عين»

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

العالم هذا الصباح.. انتحار نائب بالبرلمان الفرنسى شنقا فى منزله.. مصابون جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوى نازحين فى مخيم البريج وسط قطاع غزة.. ترامب: حماس تريد وقف إطلاق النار فى غزة ولا أعتقد وجود عراقيل

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يبدأون امتحان الديناميكا

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

وزارة الزراعة: ضخ 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضين مع بداية الموسم الصيفى.. و250 ألف طن مخزون استراتيجي لتلبية احتياجات المزارعين.. وتوافر الأسمدة بجميع الجمعيات التعاونية

الجفاف يضرب العالم بقوة.. انخفاض مستوى المياه فى نهرى الدانوب وتيسا.. المكسيك تواجه طوارئ مائية.. مشاكل بالزراعة والطاقة فى ألبانيا.. فانكو بإيطاليا تظهر بمناظر قاحلة ومتشققة.. واستراتيجية أوروبية لإعادة المياه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى