السفير حسام زكى: موسكو يمكن أن تعلب دورا مهما لحل أزمات الشرق الأوسط

أكد السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن روسيا يمكن أن تلعب دورا مهما فى محاولة تسوية أزمات الشرق الأوسط، مضيفا أن المنطقة أصبحت تعج بأزمات عميقة ومتشابكة تحتاج من المجتمع الدولى إلى كل دعم ممكن.

وقال زكى ـ فى مقابلة خاصة لقناة ( روسيا اليوم) الإخبارية اليوم من موسكو ـ إن روسيا باعتبارها قوة كبرى فى هذا العالم سواء من الناحية العسكرية أو السياسية فضلا عن تاريخ علاقاتها مع الشرق الأوسط يمكن أن تتدخل سياسيا بشكل متوازن وعاقل فى إطار تسوية المشكلات فى المنطقة .

وأعتبر زكى أن الأزمات فى الشرق الأوسط تصعب على طرف واحد أن يتصدى لها،مشيرا إلى أن ملفات سوريا واليمن وليبيا والعلاقات الايرانية ـ العربية تتطلب أقطاب من المجتمع الدولى وفى مقدمتهم روسيا لتحقيق موازنة فى تأثيرات القوى الموجودة.

وفيما يتعلق بدور الجامعة العربية فى الأزمات التى تشهدها المنطقة،قال زكى إن ملف سوريا منذ 2012 تم نقله إلى مجلس الأمن الدولى ثم جمدت عضوية سوريا فى الجامعة،وكانت النتيجة ان الوضع العربى اصبح فى انقسامات كبيرة بشأن الملف السوري.

وأضاف أن الموقف العربى فى عمومه يطالب بالحوار السياسى وضد الحلول العسكرية للحفاظ على وحدة الاراضى السورية ولكنه فى الوقت نفسه يحمل النظام مسئولية كبرى عما شهدته سوريا .

وبشأن القرار الأمريكى الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل،قال إن الجامعة العربية أدانت هذا القرار الجائر غير القانونى وتعمل على محاصرة هذا القرار حتى لا تكون له تداعيات على المستوى الدولى،مضيفا أننا لا نريد أن تحذو بعض الدول حذو الولايات المتحدة .

وأضاف زكى أن "الجامعة العربية تسعى لمجابهة هذا القرار بتحرك دبلوماسى نحو اعتراف أوروبى بشكل خاص بدولة فلسطين هو موضوع يواجه صعوبات ولكننا ماضون فى هذا الطريق"،موضحا أن الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية يمكن أن يوازن هذا الاعلان الأمريكى غير القانونى وغير المعترف به .

وردا على سؤال بشأن إمكانية عودة عضوية سوريا فى الجامعة العربية،قال زكى إن قرار الجامعة العربية بخصوص سوريا هو تجميد للعضوية وليس الطرد،مضيفا أنه تم طرح هذا الأمر فى نقاش غير رسمى على مستوى وزراء الخارجية ولكن لم يتم رصد أى حماس يذكر لهذا الأمر .

وأضاف أن الجامعة العربية تدعم كل التحركات الدولية من شأنها أن تحقن الدم السورى وتنهى معاناة هذا الشعب،مشيرا إلى أن وجود رغبة من الدول الأعضاء فى الجامعة بلعب دورا أكبر فى الملف السورى بخلاف الأعوام السابقة.

وبشأن موقف الجامعة العربية من التدخلات العسكرية فى سوريا بدون الحصول على موافقة من قبل الحكومة السورية،قال " لا يجب أن تكون هناك قوات أجنبية تقتحم الأراضى العربية بشكل غير مرغوب فيه،نتفهم أن الوضع فى سوريا له تعقيدات كبيرة وان هناك ممارسات فى سوريا تحتاج لمواجهات عسكرية بسبب وجود تنظيمات إرهابية تعمل على الأرض لكن نحن نركز فى خطابنا على ضرورة الحل السياسى لأنه المخرج الوحيد من الأزمة".