كيف نفهم التحولات الراهنة فى عفرين؟.. القوات الكردية وافقت على دخول الجيش السورى خوفا من التطهير العرقى.. مصالح أردوغان وبشار تلتقيان ضد مشروع الفيدرالية الكردى.. روسيا ضامنة لعدم الصدام العسكرى بين أنقرة ودمشق

بوتين والأسد وأردوغان والحرب فى سوريا
بوتين والأسد وأردوغان والحرب فى سوريا
كتب : أحمد جمعة

مع إعلان وحدات الشعب الكردية دخول وحدات عسكرية تابعة للجيش السورى إلى مدينة عفرين شمال سوريا، بدأت خارطة التحالفات الإقليمية والدولية تتبدل فى المنطقة الأكثر سخونة على الملعب السورى، وذلك فى ظل الصراع الأبدى بين الأكراد والأتراك ودعم إيران وروسيا لتطلعات الأخيرة بالقضاء على أى حلم للأكراد فى شمال سوريا.

 

ما يجرى فوق تراب عفرين هو نتيجة تحالفات ومصالح مشتركة لبعض الدول المعنية بالأوضاع فى سوريا وتحديدا الدول المشاركة فى مفاوضات أستانة وهى إيران وروسيا وتركيا وسوريا، والهدف غير المعلن للعملية العسكرية التى يقودها أردوغان هو إحداث تغيير فى عفرين وعدد من مدن الشمال السورى للبدء فى مفاوضات جديدة بأستانة لتبادل الأراضى ومناطق خفض التصعيد.

 

ما يجرى فى عفرين يدفعنا لمحاولة فهم ما يجرى فى المدينة التى تمتاز بطبيعتها الجبلية التى تصعب مهمة أى قوات فى حسم معركة عسكرية لصالحها، وما هى احتمالية حدوث صدام عسكرى بين الجيشين التركى والسورى.

 

ورقة الجيش الحر والتصعيد مع الأكراد

يبدو أن تركيا تستثمر دعمها للفصائل المسلحة لتنفيذ أجندتها فى الأراضى السورية والتى تأتى فى مقدمتها القضاء على أى تطلعات للأكراد فى إقامة فيدرالية على طول الحدود المشتركة مع تركيا، لأن ذلك سيدفع أكراد تركيا المتمركزين فى جنوب تركيا للمطالبة بتقرير مصيرهم كما هى مطالبات أكراد سوريا فى شمال البلاد.

 

ودفعت تركيا بعدد كبير من مقاتلى الجيش الحر، عديمى الخبرة العسكرية، لدعم قدرات الجيش التركى، وذلك فى إطار ضغط تمارسه أنقرة على الفصائل الكردية لتقديم تنازلات أكبر فى أى عملية تفاوضية مقبلة فى أستانة.

 

صفقة روسية إيرانية تركية وترحيب سورى

الواضح من التحركات التى يقوم بها الجيش التركى وجود صفقة إيرانية روسية وترحيب سورى بدخول قوات الحكومة السورية إلى عفرين ومدن الشمال السورى لوأد مشروع الأكراد المتمثل فى إقامة فيدرالية وضبط الحدود المشتركة مع تركيا.

 

ويبدو أن القوى المشاركة فى أستانة "روسيا – إيران – تركيا – سوريا" تسعى لتغيير الوضع الراهن فى عفرين وعدد من المدن السورية، وذلك فى محاولات لإدخال تلك المدن فى اتفاقات خفض التصعيد التى تحتضنها كازاخستان.

 

رغم الخلافات.. مصالح الأسد وأردوغان تلتقى فى عفرين

وعلى الرغم من الخلافات والعداء الشديد الذى تكنه أنقرة لدمشق إلا أن التحركات التى تجرى فى عفرين من قبل الجيش التركى أو الجيش السورى تأتى فى إطار مصلحة مشتركة وهى القضاء على أى تطلعات كردية لإقامة فيدرالية أو كيان منفصل شمال البلاد.

التحالف الذى تقوده روسيا مع إيران يدعم تحركات الجيش السورى داخل عفرين ولكن ضمن تفاهمات تقوم بها موسكو مع أنقرة لمنع تصعيد التحركات بين الطرفين فى شمال سوريا، وذلك فى ظل غضب أمريكى من التحركات التى تقودها تركيا بالتنسيق مع موسكو ضد القوات الكردية التى تدعمها واشنطن بالمال والسلاح.

 

العداء المشترك للأكراد يخفف احتمالية حدوث صدام عسكرى بين الطرفين

ومن الواضح أن احتمالية حدوث صدام عسكرى أبعد ما يكون عن الواقع والحقيقة التى تؤكد أن دخول قوات الجيش السورى إلى عفرين تأتى ضمن تفاهمات إقليمية ودولية، وانسحاب قوات الجيش السورى مسافة 10 كم عن المدفعية التركية يؤكد وجود تفاهمات غير معلنة حول التحركات العسكرية فى عفرين.

وأعلنت روسيا بشكل رسمى، أن الخلافات بين أنقرة ودمشق يمكن حلها باللجوء إلى الحوار، وهو ما يفسر الصمت الروسى تجاه التحركات التركية ودعم موسكو لدخول الأسد إلى عفرين.

 

تأجيل مفاوضات أستانة المقبلة

التغيرات التى تجرى على الأرض فى عفرين يمكن أن تدفع الأطراف المشاركة فى أستانة إلى تأجيل الجولة المقبلة من المفاوضات لحين تبيان الصورة الكاملة لما ستنتج عنه العملية العسكرية التى تقودها تركيا والتحرك الذى يقوده الجيش السورى.

 

تراجع الأكراد يعزز نفوذ الأسد شمال سوريا

ويعد إعلان وحدات حماية الشعب الكردية، تلبية الحكومة السورية الدعوة واستجابتها لنداء الواجب بإرسال وحدات عسكرية إلى عفرين تعزيز لنفوذ الرئيس السورى بشار الأسد الذى تسعى قواته للتمركز على الحدود المشتركة مع تركيا وهو ما يرجح فتح حوار مباشر بين أنقرة ودمشق فى الفترة المقبلة.

وأكد نورى محمود، الناطق الرسمى لوحدات حماية الشعب الكردية، تكبيد وحدات حماية الشعب الكردية لجيش الغزو التركى والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها من جبهة نصرة وداعش وغيرها، خسائر فادحة فى العدة والعتاد حيث ارتأت وحدات حماية الشعب دعوة الحكومة السورية وجيشها للقيام بواجباتها فى المشاركة بالدفاع عن عفرين وحماية الحدود السورية ضد هذا الغزو الغاشم.

الموافقة الكردية على دخول الجيش السورى جاءت خوفا من بطش الرئيس التركى وقواته التى تقوم بحملة تطهير عرقى ضد الفصيل الكردى شمال سوريا سواء باستهداف المدنيين أو العسكريين، وهو ما يفسر سبب موافقة الأكراد على دخول الجيش السورى بذريعة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يبحث التعاون مع بيراميدز فى شكوى أزمة القمة بالمحكمة الرياضية

ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

احتفالاً بعيد ميلاده.. عرض الفيلم الوثائقي "الزعيم" على شاشة "الوثائقية".. غدًا

تحطم طائرة إسرائيلية على شواطئ "بات يام" المحتلة.. صور

برشلونة والاتحاد بطلا ليلة التتويج في ملاعب العالم


ترامب فى ختام جولته الخليجية: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادمة

زى النهارده.. الظهور الأول لـ أحمد شوبير "أيوب الكرة المصرية" مع الأهلي

أشعة الرنين تحسم اليوم مدة غياب وسام أبو علي عن الأهلي

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس

محام يتخلص من حياته داخل مكتبه فى الشرقية.. ويترك رسالة مؤثرة


شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية

ترامب: نعمل على تخفيف معاناة أهل غزة ووقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية

موعد مباراة المغرب وجنوب أفريقيا فى نهائى كأس أفريقيا تحت 20 عاما

مرحبا ألكسندر ترامب.. الرئيس الأمريكى يرزق بحفيده "اللبنانى".. صورة

دغموم يدخل دائرة المرشحين لتدعيم الزمالك بعد سام مرسى والملالى

لو عايز تشترى أثاث من دمياط.. اعرف أشهر أسواق الموبيليا داخل المحافظة

قانون العمل.. غرامة تصل 100 ألف جنيه عقوبة مخالفة شروط الإعلانات عن الوظائف

موعد مباراة كريستال بالاس ضد مانشستر سيتي فى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي

"هرم سيلا".. أحد أهم المعالم الأثرية بالفيوم.. بناه الملك سنفرو ويرجع لعصر الأسرة الثالثة.. ارتفاعه 21 مترًا وزاوية ميله 76 درجة.. مدير آثار الفيوم الأسبق: أقدم من هرم ميدوم وتفاصيله تؤكد دقة التخطيط.. صور

المدارس اليابانية: تدريس الفرنسية كلغة ثانية.. و18 ألف جنيه مصروفات الدراسة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى