بعد 7 سنوات غياب.. "برلسكونى" على "باب الحكومة".. رئيس وزراء إيطاليا الأسبق يغازل المسلمين بـ"التطمينات" لحسم انتخابات إيطاليا.. ويتعهد بـ"حماية المساجد" .. ووصف التدخل فى ليبيا وعزل القذافى بـ"الجنون"

"برلسكونى" على "باب الحكومة"
"برلسكونى" على "باب الحكومة"
كتبت فاطمة شوقى

بخطوات ثابتة وخبرات ممتدة، يقترب رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، سيلفيو برلسكونى البالغ من العمر 81 عاماً من العودة مجدداً إلى صدارة المشهد ليترأس الحكومة المقبلة عبر الفوز بالانتخابات التشريعية المقرر إجراءها 4 مارس المقبل، مستغلاً فى ذلك سلسلة من الاخفاقات التى لاحقت الحكومات الإيطالية السابق والتى شكلها اليسار والاشتراكيين، بخلاف المخاوف التى بدأت تسلل إلى العديد من أبناء الشعب الإيطالى بعدما تزايدت ظاهرة الهجرة غير الشرعية والتى ترفع بدورها خطر التعرض لهجمات إرهابية عبر عناصر داعش التى بدأت رحلة الهروب الكبير من ميادين سوريا والعراق، بعد ما واجهوه من هزائم.

ورغم استعداد برلسكونى لخوض الانتخابات ضمن تحالف للأحزاب اليمينية، يضم حزبه "إيطاليا إلى الأمام"، بجانب حزب "رابطة الشمال" و"أخوة إيطاليا"، إلا أن برلسكونى حرص فى مناسبات عدة على إصدار رسائل تطمينات واضحة للإيطاليين ذوو الأصول العربية وهؤلاء الذين يعتنقون الدين الإسلامى، مؤكداً على أن الدستور يكفل حرية العبادة للجميع وأن المساجد لن يتم المساس بها حال وصوله إلى السلطة.

ويتنافس فى الانتخابات التشريعية 4 أحزاب سياسية فى مقدمتها تحالف اليمين بزعامة برلسكونى و"التحالف بين اليسار والوسط" (فورزا إيطاليا والحزب اليمينى المتطرف إخوة إيطاليا) بزعامة جيورجيا ميلونى، وحزب رابطة الشمال اليمينى المتطرف بزعامة ماتيو سالفينى، وحركة خمس نجوم بزعامة لويجى دى مايو.

 
برلسكونى يأمل فى عودة جديدة لعالم السياسة
برلسكونى يأمل فى عودة جديدة لعالم السياسة

 

وقبل أقل من أسبوعين ، توقعت استطلاعات الرأى أن يفوز التحالف اليمينى بغالبية مقاعد البرلمان الإيطالى تمهيداً لتشكيل الحكومة، مرجحة ألا تقل نسب الأصوات التى سيحصل عليها عن 40% من أصوات الناخبين، إلا أن مراقبون استبعدوا أن يكون تشكيل تلك الحكومة سهلاً، خاصة فى ظل صدور أحكام قضائية سابقة بحق برلسكونى، ما يتطلب تحركاً جديداً من جانبه للطعن على تلك الأحكام وتبرئه ساحته تمهيداً للعودة إلى العمل العام، أو الانتظار حتى عام 2019، لانقضاء مدة حرمانه من تلك المهام.

ووفقا لدراسة لمعهد بيبولى نشرته صحيفة "لاستامبا" الإيطالية فإن ائتلاف برلسكونى وزعيم الحزب اليمينى المتطرف ماتيو سالفينى، وزعيمة حزب أخوة إيطاليا جيورجيا ميلونى سيحصد نسب عالية من الأصوات فى الانتخابات فى 4 مارس، وبالتالى فهو الأقرب من نسبة تشكيل الحكومة التى تقدر بـ 40%.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من فوز برلسكونى فى استطلاعات الرأى إلا أنه لا يجب أن يكون مرشحا حتى عام 2019 بسبب إدانته بالفساد، أما المرشح من الحزب الديمقراطى الذى تولى رئاسة الحكومة بين فبراير 2014 وديسمبر 2016، ماتيو رينزى، فحصل على 24.5% من الأصوات.

ومع اقتراب اليمين المتطرف من تحقيق انتصار مدو فى الانتخابات، تتزايد المخاوف داخل إيطاليا من التضييق على أبناء الاقليات العربية والمسلمة، وهو ما دفع "لاستامبا" لتسليط الضوء على مواقف ساسة اليمين من الإسلام، مشيرة إلى أن برلسكونى حاول تبديد مخاوف تلك الأقليات بالتعهد بعدم غلق المساجد والمراكز الإسلامية حال توليه الحكم، فى وقت يتمسك فيه "سالفينى" بإغلاق دور العبادة المسلمة معتبراً أن الإسلام دين يتعارض مع الدستور الإيطالى.

وحاول برلسكونى طمأنة الناخبين، قائلاً فى أحد المؤتمرات الانتخابية فى روما: "دستورنا فى مادته الثامنة ينص على حرية الجميع فى ممارسة شعائرهم الدينية، على أن لا تتعارض مع نظامنا القانونى، وعلينا أن نطبق هذه القاعدة فى حال فوزنا".

ماتيو سالفينى
ماتيو سالفينى

وأضاف : "سنكون صارمين مع العنف والإرهاب وكل من يدعو لهم، وسنواجه أى مظاهر للكراهية أو العرقية، لكن المساجد لا يمكن أن تغلق، ففى هذا مخالفة لأحكام الدستور".

ويبلغ عدد المسلمين فى إيطاليا 1.613 مليون نسمة ، من أصل 60.6 مليون ، ويحمل 150 ألف منهم الجنسية الإيطالية، فيما تتمتع البقية بإقامات قانونية.

وبخلاف طمأنة الناخبين ذوو الأصول العربية والمسلمة ، تطرق برلسكونى فى لقاءات انتخابية عدة للعديد من الملفات الاقليمية والدولية ، ومن بينها الملف الليبى ، منتقداً تراجع دور إيطاليا فى هذا الملف، مؤكداً فى الوقت نفسه على أن الإطاحة بنظام معمر القذافى كان خطأ جسيماً.

وقال برلسكونى فى تصريحات سابقة : "عارضنا بشدة قرار الحكومة الإيطالية بالموافقة على تدخل حلف الناتو فى ليبيا والمساعدة بإسقاط نظام معمر القذافى العام 2011، كافحت إلى النهاية لأننى كنت أعتبر ذلك دربا من الجنون إزاحة القذافى عن سدة السلطة".

برلسكونى مع العقيد الراحل معمر القذافى
برلسكونى مع العقيد الراحل معمر القذافى

 

ورغم التطمينات التى وجهها برلسكونى للمسلمين وأصحاب الأصول العربية، إلا أنه تعمد فى الوقت نفسه  ضمان الكتلة الانتخابية التى تخشى من تزايد التهديدات الإرهابية التى باتت تلاحق دول القارة العجوز، متعهداً بطرد 600 ألف مهاجر من إيطاليا حال تمكن من الفوز فى الانتخابات المقبلة، كما أنه وصف قضية الهجرة بـ "القنبلة الاجتماعية الجاهزة للانفجار"، وأنها مسألة يجب البحث فيها بعد أن أصبح فى إيطاليا 600 ألف مهاجر لا يحق لهم البقاء نتيجة سياسة حكم اليسار خلال السنوات الماضية.

وحكم برلسكونى 81 عاما البلاد 3 فترات متفرقة، هى 1994-1995 و2001-2006 و2008-2011 ، ويعتبر من السياسيين المثيرين للجدل ، فتصريحاته دائما غريبة ، والتى كان آخرها، أنه السبب فى انهاء الحرب الباردة، ونسب لنفسه العديد من الأفضال فى إطار الحملة الانتخابية الإيطالية، وقال "عندما كنت فى الحكومة فى 2001 قلت علنا إننى أرغب في إنهاء الحرب الباردة التى كانت مستمرة منذ 50 عاما وكانت سببا فى معاناة كبيرة".

وقد يدهش ذلك أغلب المؤرخين الذين يقولون إن الحرب الباردة انتهت فى الفترة ما بين سقوط حائط برلين عام 1989 وانهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991، لكن برلسكونى قال إنها انتهت فى مايو 2002 فى قمة لحلف شمال الأطلسى استضافها قرب روما وحضرها الرئيس الأمريكى حينئذ جورج بوش الابن والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقال:"نجحت لأننى تمكنت هنا فى روما فى (القاعدة الجوية) براتيكا دى مارى فى عام 2002 من إقناع جورج بوش وفلاديمير بوتين مستخدما كل مواهبى فى العلاقات الودية فى إنهاء الحرب الباردة، وانتهت القمة بصدور إعلان بشأن العلاقات بين حلف شمال الأطلسى وروسيا والذى شكل آلية للتشاور والتعاون.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

الحذاء الذهبي 2025.. محمد صلاح يخطط للعودة إلى القمة من بوابة برايتون

فى الذكرى العاشرة لرحيله.. حسن مصطفى نجم الكوميديا والمسرح الذى لا ينسى

هل يتسبب أجر الخادمة في انفصال زوج وزوجته بالقاهرة الجديدة.. اعرف التفاصيل

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور


صراع ثلاثي على لقب هداف الدوري بين عاشور ومنسى وفيصل

عماد النحاس يُجهّز تقريراً شاملاً عن لاعبي الأهلي للإسباني ريفيرو

أستاذ بمعهد الفلك: مركز زلزال كريت الأخير من المصادر النشطة زلزاليا.. محمود الحديدي: الزلازل قد تحدث فى أى وقت والأهم أن نكون مستعدين لها.. ويطمئن المواطنين: لا توجد أحزمة زلزالية داخل مصر

نقاط سيراميكا "عنصر القوة" فى ملف شكوى بيراميدز ضد رابطة الأندية والتظلمات

دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 مساء الثلاثاء 27 مايو


اتحاد الكرة يوافق على مشاركة منتخب الشباب فى دورة ودية بمشاركة البرازيل وكولومبيا

كيف تحصل على مساعدة شهرية من وزارة التضامن الاجتماعي؟.. اعرف التفاصيل

"فاضل على الحلو دقة".. ترتيب الأهلي وبيراميدز فى صراع حسم الدوري قبل آخر جولة

آخر موعد للتقديم 29 مايو.. اعرف شروط الالتحاق بوظائف مكتبة الإسكندرية

كوكا يقترب من قيادة الجبهة اليسرى للأهلى أمام فاركو رغم جاهزية عطية الله والدبيس

سعد سمير: لم أفكر فى العودة للأهلى كلاعب.. والزمالك مشاكله أكبر من رحيل زيزو

غداً.. انطلاق مباريات إياب دور الثمانية لبطولة كأس عاصمة مصر

أغرب قضية بمحكمة أسرة أكتوبر.. 18 سنة فى عش الزوجية انتهت بسبب جنحة ضرب

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين 19 مايو 2025 فى مصر

مدرب نيجيريا تحت 20 سنة: "سعيد بالبرونزية والمباراة كانت صعبة للغاية"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى